انتهاكات الهدنة تقسم ظهر المفاوضات وتشكل خطراً حقيقاً (تقرير خاص)
2016/05/05
الساعة 05:32 مساءً
(هنا عدن -متابعات)
صنعاء - علي سعد
أبدى محللون ومراقبون للأوضاع الميدانية في اليمن، قلقهم بشأن انتهاكات قوات الحوثي وصالح والتي ارتكبتها خلال أكثر من 25 يوماً من إعلان الهدنة من قبل الأمم المتحدة في الـ10 من أبريل المنصرم، واتفاقيات وقف إطلاق النار، والتي تشكل خطر حقيقي في زمن قياسي على المناطق الواقعة في قبضة الشرعية.
وربط المحللون بين استمرار الانتهاكات والخروقات من قبل قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والحوثي وفشل المفاوضات الجارية بين وفد الحكومة المعترف بها دولياً ووفد الإنقلابيين، في دولة الكويت.
وتعزز التجارب السابقة من الاتفاقيات التي أبرمت مع الحوثيين بعدم إلتزامهم بأي عهد، تنامي القلق في عدم تنفيذ اتقاق في حال توصلت إليه الأطراف اليمنية.
وتكشف الإحصائيات الصادرة من مختلف المحافظات بأعداد هائلة للخروقات المرتكبة من جانب قوات الحوثي وصالح، والتي رأت فرصة من الهدنة لإعادة تموضع قواتها ونشر تعزيزاتها بمختلف الجبهات؛ نتيجة عدم وجود طيران التحالف.
خروقات متصاعدة ستفشل مشاروات الكويت
وعن مدى التزام الحوثيين بالهدنة المعلنة والدعوات باحترامها، قال لـ"اليمن العربي" الكاتب والمحلل السياسي، عبدالله إسماعيل: "في تصوري لن يستجيب الانقلابيون لدعوات احترام الهدنة وستشهد الـ72 الساعة القادمة المتفق عليها خروقات متوالية ومتصاعدة ستكتب فشل مشاورات الكويت".
ويرى إسماعيل أن "التجارب المختلفة مع ميليشيا الحوثي وصالح الإنقلابية لا تبشر بأي احتمال لاحترام تعهداتها سواء فيما يخص الهدنة أو قضايا وإجراءات بناء الثقة".
فرصة إعادة التموضع
وأضاف: "أثبتت الأيام الماضية من عمر المشاورات والهدنة الحالية أن الحوثيون وصالح يستخدمون مظلة الهدنة للاستفادة من الوقت لإعادة تموضعهم وانتشار قواتهم وتحشيدها على مختلف الجبهات".
وأشار إسماعيل في سياق حديثه الذي خص به "اليمن العربي" إلى أن "وفدهم في المشاورات بذل جهودا كبيرة لمحاولة تحقيق هدف توقف الطلعات الجوية الاستطلاعية والتي لو حدثت فستعطيهم الفرصة التي يبحثون عنها لتشكل خطر حقيقي في زمن قياسي على كل المناطق المحررة".
وبين أن "هذا الأمر كان متوقعاً ومقروءاً من قبل الحكومة الشرعية والتحالف العربي؛ ولهذا تم رفض مناقشة هذا الأمر نهائيا، واستطاع الوفد الحكومي أن يقدم رصدا يوميا للخروقات التي بلغت أكثر من 4000 خرقا، وجاء اقتحام معسكر العمالقة ليشكل القشة التي قسمت ظهر المشاورات".
أكثر من 200 خرقاً في يوم واحد
من جانبه، ذكر الناشط الحقوقي، رئيس حركة رفض موسى العيزقي أن "الاختراقات للهدنة بدأت من جانب الحوثيين منذ الدقائق الأولى لإعلانها، حيث تم رصد العديد من الخروقات من قبل لجان المراقبة والتي أفادت بأن الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح ارتكبوا في يوم واحد فقط ،217 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في عدة محافظات معظمها في تعز".
وأضاف العيزقي في تصريح خاص به "اليمن العربي"، أن يوم الأحد الماضي شهد 80 خرقاً للهدنة في تعز من قبل الحوثيين وأعاونهم بينما توزعت باقي الأرقام على عدة جبهات (نهم والجوف والبيضاء)، مضيفاً أن لجان محافظة البيضاء رصدت 3 خروقات "تمثلت في القصف باستخدام صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون على مواقع المقاومة الشعبية، أما محافظة لحج جنوب البلاد فقد شهدت مواقع الجيش والمقاومة قصفا عنيفا باستخدام المدفعية الصاروخية".
ولفت إلى أن لجان المراقبة في محافظة الجوف سجلت 117 خرقا للهدنة من قبل الحوثيين والقوات التابعة لصالح تمثلث باستهداف مواقع الجيش والمقاومة بالقذائف الصاروخية في عدة مناطق.
وقال العيزقي: "كذلك الأمر بالنسبة لمحافظة مأرب حيث سجلت لجان الرقابة في يوم واحد بنحو 21 خرقًا، تمثلث في استخدام المدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية، إضافة إلى قذائف الدبابات، ومضادات الطيران ضد مواقع الجيش الوطني والمقاومة في عدن مناطق بالمحافظة".
اختراق خطير للمباحثات وتجنيد 100 ألف خلال الهدنة
وبشأن حادثة معسكر العمالقة بين العيزقي أن "ما حصل من اقتحام للواء في حرف سفيان و قتل عدد من الجنود ونهب الأسلحة والعتاد ونقله إلى محافظة صعدة، شكل اختراق خطير في ظل انعقاد المفاوضات في الكويت".
وأشار إلى أن ذلك "يدل على عدم جدية الحوثيين ورغبتهم في السلام وهم يستغلون الهدن دائماً لتحقيق مكاسب على الأرض والتقدم على حساب المقاومة الشعبية ويجدونها وسيلة مناسبة لتوزيع الأسلحة وإعادة النشر والتموضع وهناك معلومات بأنهم جندوا اكثر من 100 ألف مقاتل خلال الايام القليلة الماضية للهدنة".
وكشف العيزقي عن أن "هناك حديث بأن يكون للواء العمالقة وغيره من الألوية التي نستطيع وصفها بالمحايدة نوعا ما لتستلم مثل هذه الألوية السلاح من المليشيات حال توصلوا الى اتفاق، لا زلنا نراه بعيد المنال وما تم هو لخلط الأوراق وهكذا عهدنا الحوثيين ونحن لا نراهن على أي اتفاق معهم فلا عهد لهم ولا وعد".
واختتم بالقول: "ومراهتنا فقط هي على وعي الناس والسقوط الأخلاقي المتواصل لهذه الجماعة التي الحقت بالشعب اليمني الكثير من الجروح والمآسي والكوراث وأحدثت في بنيت المجتمع شروخ نحتاج الى 50 عاماً قادم للتغلب عليها ونسيانها".
ضحايا انتهاكات الحوثيين بتعز: 36 شهيداً و224 جريحاً
وتصدرت محافظة تعز بضحايا انتهاكات الحوثيين حيث أصدر، الثلاثاء الماضي، المركز اليمني للعدالة والتنمية إحصائية بضحايا الانتهاكات الموجهة ضد السكان، خلال شهر أبريل الماضي، من قبل قوات الحوثي وصالح.
وبحسب إحصائية المركز ، حصل "اليمن العربي"، على نسخة منها- فإن الشهداء 36، منهم 15 شهيداً قبل إعلان الهدنة من قبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، و21 شهيداً من لحظة سريان الهدنة.
وصنف المركز الشهداء 19 شهيداً من الذكور، و7 نساء، و9 أطفال، وشهيد من المسعفين الطبيين.
ووفقاً للإحصائية فإن الجرحى 224 مصاباً منهم 100 قبل إعلان الهدنة، و124 أثناء سريان الهدنة، وصنفوا كالتالي: 126 جريحاً من الرجال، و33 نساء، و63 جريحاً من الأطفال، وصحفي ومسعف طبي.
في إب 115 انتهاكاً خلال أبريل
وفي إب، كشفت وحدة الرصد بالمقاومة الشعبية أن قوات الحوثي ارتكبت 115 جريمة وانتهاك في أبريل الفائت.
وتوزعت الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الانقلابية ، بحسب الإحصائية التي تلقى "اليمن العربي" على نسخة منها - بين القتل والاختطاف والنهب والمداهمات وجرائم أخرى كان أبشعها جريمتي الإعدام التي راح ضحيتهما المواطنين "بشير شحرة ،وطه البعداني " في منتصف الشهر الماضي وأثارت الرأي العام المحلي والدولي.
وبحسب إحصائية شهر أبريل فإن جرائم الاختطاف كانت في صدارة الجرائم والانتهاكات التي تعرض لها المواطنون في إب خلال شهر ابريل المنصرم حيث بلغت (66) حالة اختطاف، واحتلت جرائم مداهمات المنازل والمحلات والمؤسسات المرتبة الثانية في سلم الجرائم المرتكبة ،فقد بلغت (17) جريمة توزعت ما بين 12 منزل ،4 مدارس ومحل تجاري، وتلتهما جرائم النهب والسرقة حيث بلغت بحسب الإحصائية (11) جريمة توزعت بين نهب 7 منازل و3 سيارات ومحل