الكواليس الخفية وراء اتهام الإمارات إخوان اليمن بالتحالف مع القاعدة
2016/05/08
الساعة 05:29 صباحاً
(هنا عدن -متابعات)
شؤون خليجية
أثار اتهام وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية إخوان اليمن بالتحالف مع تنظيم القاعدة تساؤلات عديدة بشأن توقيت الاتهام ودلالاته، هل تستهدف أبو ظبي إجهاض دور الإخوان بالتزامن مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات مع الحوثيين، أو محاولة إخراج اليمنيين من السلطة القادمة وسلبهم نصيبهم في كعكة السلطة والنفوذ وإجهاض مشاركتهم في الحرب ضد الانقلابيين، بل الأكثر خطورة هل هي محاولة جديدة لاستئصالهم بهذه التهمة التي تجعلهم في دائرة الاستهداف العسكري المباشر من قبل الولايات المتحدة والحرب الدولية ضد الإرهاب؟
الإمارات تهدد
واصل وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الجمعة، هجومه على إخوان اليمن، واتهمهم بالتحالف مع تنظيم القاعدة الذي كان يسيطر على مدينة المكلا كبرى مدن حضرموت، قبل العملية العسكرية الأخيرة التي شنتها وحدات من الجيش اليمني بإسناد بري وجوي من التحالف العربي الذي تقوده السعودية. وكتب قرقاش تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" يتهم فيها الإخوان المسلمين الممثلين بـ"حزب التجمع اليمني للإصلاح" بالتحالف مع القاعدة في حضرموت. وقال المسؤول الإماراتي: "في مدينة المكلا وجدنا أدلة حقيقية وملموسة عديدة للتعاون والتنسيق بين الإخوان المسلمين والقاعدة"، مضيفا أن قناعتهم واضحة بشأن "تحالف الانتهازية والإرهاب". وأشار قرقاش في تدوينة أخرى إلى أن وصفة المكلا التي تضم التحالف والقوى اليمنية المحلية هي سر النجاح، والتي تؤكد "بزوغ مقاربة جديدة مؤثرة تتصدى للإرهاب بفاعلية" بسبب التخطيط والتعاون في هذا السياق، وحصر وزير الدولة الإماراتي نجاح الحملة العسكرية ضد القاعدة على قوات بلاده، حيث قال إن انتصار المكلا يضاف إلى سجل القوات الإماراتية "التي تعاملت مع العملية المعقدة بمهنية عالية وتخطيط صبور وشجاعة فائقة"، دون الإشارة إلى الدور السعودي والجيش الوطني المؤيد للشرعية. فيما تسعى الإمارات إلى إلغاء إخوان اليمن من الخارطة السياسية اليمنية، بينما تعمل على إعادة تدوير شخصيات سياسية معروفة بنزعتها الانفصالية في الجنوب، إضافة إلى نجل المخلوع صالح، أحمد علي، الذي يمتلك استثمارات ضخمة في دبي، إضافة إلى تحالف قوات موالية له مع جماعة الحوثيين. وهو ما حدا بمراقبين للحديث عن بقاء الملف اليمني مفتوحا على كافة الاحتمالات. يشار إى أنه في 24 من نيسان/ أبريل الماضي، سيطرت قوات تابعة للجيش اليمني بإسناد بري وجوي من قوات من التحالف العربي على مدينة المكلا، كبرى مدن حضرموت (شرق اليمن)، والتي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم القاعدة منذ عام قبل أن ينسحب منها بشكل كامل.
القاعدة على علاقة بالحوثي وصالح
تتناقض التصريحات الإماراتية مع تصريحات الرئيس اليمني منصور هادي الذي كشف عن العلاقة بين القاعدة وبين الحوثي وصالح حيث طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمشاركون معه باجتماع ضم مستشاريه السياسيين مؤخرا، المجتمع الدولي بإلزام الحوثيين وصالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، خاصة وقد اتضح جلياً للمجتمع الدولي ارتباط الحوثيين وصالح بالمجاميع الإرهابية ل«القاعدة» و«داعش»، التي تمكنت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية وقوات التحالف من دحرها وإلحاق الهزيمة بها في محافظتي حضرموت وأبين. وأكدوا التنسيق والتعاون الكامل مع المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي لمحاربة ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ومن يستغله ويتستر عليه.
الإمارات تصعد ضد القاعدة فلماذا تقحم الإخون؟
لماذا التصعيد ضد الإخوان أثناء محاربة القاعدة ولماذا تريد الإمارات وضعهم بسلة واحد، ففي نهاية أبريل 2016 وفي خطوة تبدو غامضة بدأت فوهات المدافع الإماراتية تتجه نحو المكلا وحضر موت ضد تنظيم القاعدة، تاركة الهدف التي جاءت من أجله إلى اليمن وهو محاربة جماعة أنصار الله الحوثي. فالإمارات التي دخلت في الفترة الأخيرة في نزاعات، تارة مع قادة حزب الإصلاح "إخوان اليمن" وأخرى مع الرياض بعد إقالة رجلها خالد بحاح، فتحت في الأيام الأخيرة بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية حربا جديدة ضد تنظيم القاعدة، حيث وبدأت حملة عسكرية تقودها الإمارات بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وبالمشاركة مع قوات الجيش والأمن اليمني فى محافظة حضرموت (شرق اليمن) لاستعادة مدينة المكلا وباقى مدن ومناطق المحافظة من قبضة مسلحي تنظيم القاعدة الذين يحكمون قبضتهم عليها عسكريًا وأمنيًا منذ أبريل 2014 ونفذت الحملة من عدة محاور وبمختلف الاتجاهات برًا وبحرًا وجوًا. ودفعت القوات الإماراتية بنحو " 200 " آلية عسكرية متنوعة ما بين مدرعات وكاسحات ألغام ودبابات ومنصات إطلاق صواريخ إلى تخوم مدينة المكلا عاصمة حضرموت استعدادا لاقتحام المدينة وتحريرها من مسلحي تنظيم القاعدة الذين يسيطرون عليها منذُ قرابة الـ عامين". من جهته يقول الخبير العسكري اليمني محمد محسن الشامهري قال، إن الإمارات لديها عدة مئات من القوات الخاصة في اليمن يساعدون التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين ومع ذلك لديها قوات خاصة تهاجم القاعدة في المكلا بحضر موت، مضيفا أن الإمارات بفتح حرب ضد القاعدة بعيدا عن الحوثي يؤكد الخلاف بين الرياض وأبوظبي بعد إقالة خالد بحاح. وأوضح الخبير العسكري اليمني في تصريح صحفي أنه في الفترة الأخيرة استطاعت الإمارات إعداد الآلاف من مقاتلي القبائل اليمنية من أجل المعركة ضد القاعدة، وهي الآن تنفذ ما أعدته مسبقا. المثير للقلق هل تغير الإمارات بوصلتها في الفترة القادمة وتعتبر إخوان اليمن هدفا مشروعا إذا ثبت تورطه كما تتهمه بالتحالف مع القاعدة، وهل يكشف ذلك خلاف مكتوم مع الرياض وحكومة هادي التي تعتبر في عدة مناطق الإخوان جزء من المقاومة الشعبية ضد الحوثيين.
ضد الإسلاميين
تشكل الاتهامات الإماراتية جزء من الاستراتيجية الإماراتية ضد الإسلاميين باليمن لكنها تشكل نقلة نوعية لأنها تأتي بتوقيت حرج بين الحسم العسكري والحل السياسي. يشار إلى أن الإمارات لديها موقف سلبي متنام من الإسلاميين ففي نهاية ماس 2016 أدى التخاذل الكبير من قبل الحكومة الشرعية والتحالف العربي للمقاومة الشعبية والجيش الوطني في محافظة تعز، عقب فك الحصار الذي استمر عشرة أشهر، لعودة الحصار مرة أخرى للمدينة، وسط سخط شعبي وسياسي من هذا التخاذل غير المبرر. فيما أشارت الأنباء والتسريبات عن هذا التخاذل إلى أن الدور الإماراتي المشبوه في اليمن لم يكن بعيدًا عن هذا التخاذل، والذي أشار إليه سياسيون ومراقبون أكثر من مرة، حيث كشفت تسريبات عن منع الإمارات الإفراج عن شحنة أسلحة في عدن كان من المفترض أن تقدم للمقاومة في تعز. وسبق أن أثار موقف الإمارات من تعز، والمقاومة بها خلاف بين دول التحالف، وفقًا لتقارير نشرتها صحف أحنبية، تكشف قلق الإمارات من تصاعد نفوذ جماعة الإصلاح المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، في المدينة والأزمة اليمنية ككل حال دعمهم، ما يشير إلى أن النفوذ الإماراتي تغلب على السيناريوهات الأخرى، تجاه التعامل مع الكيانات المختلفة في الأزمة اليمنية، في ظل التخلي عن تعز وتركها للحوثيين مرة أخرى، على الرغم من أهميتها في الأزمة اليمنية.