تشتد المعارك على محاور الفلوجة مع محاولة القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" اقتحام المدينة واستعادة السيطرة عليها من تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش). ومع التركيز على نتائج المعارك، بات المدنيون المحاصرون في المدينة شبه منسيين، وسط ارتفاع في أعداد القتلى في صفوفهم. وفيما تدخل المعارك اليوم الخميس يومها الحادي عشر على التوالي، تشارف المدينة على استهلاك آخر رغيف خبز، غير أن الهاجس الأكبر للسكان يبقى كيفية البقاء بعيداً مسافة كافية عن الصواريخ والقذائف.
"
ارتفعت حصيلة الضحايا بين المدنيين حتى منتصف يوم أمس إلى 255 قتيلاً وجريحاً
"
وارتفعت حصيلة الضحايا بين المدنيين، حتى منتصف يوم أمس الأربعاء، وفق مستشفى الفلوجة، إلى 255 قتيلاً وجريحاً جراء المعارك والقصف، من بينهم 148 طفلاً وامرأة، بعد وفاة الطفلة سلمى حميد الزوبعي (4 سنوات) متأثرة بجراح أصيبت بها بفعل قصف صاروخي طاول منزل عائلتها في حي الأندلس وسط الفلوجة يوم الاثنين بعد أن قضت والدتها واثنان من إخوتها بالقصف ذاته.
وتمكنت "العربي الجديد" من التواصل مع مواطنين داخل مدينة الفلوجة، أكدوا أن عددهم الإجمالي يصل إلى أكثر من 100 ألف مدني موزعين على كل أحياء المدينة البالغ عددها 23 حياً سكنياً. وروى أهالي الفلوجة لـ"العربي الجديد" تفاصيل المعاناة التي يمرون بها جراء القصف ونقص المواد الغذائية.
ووصف سعدون محمد (66 عاماً)، في اتصال مع "العربي الجديد" من داخل الفلوجة، الأوضاع داخل المدينة المحاصرة بـ"الكارثية". وأضاف: "الكثيرون قتلوا بالصواريخ وبطونهم خاوية، من أطفال ونساء ورجال، وبعضهم ما زالت جثثهم تحت الأنقاض على الرغم من مرور أيام على وفاتهم، فلا توجد معدات يمكن أن ترفع الأنقاض من فوقهم". وتابع: "الصواريخ تسقط علينا من كل جانب منذ تسعة أيام، ولا يمكننا الخروج ولا منافذ آمنة مع حقول الألغام ومنع داعش خروجنا، كما أن الحكومة تضحك على الإعلام الغربي والعربي ومنظمات حقوق الإنسان بالمنشورات التي تلقيها لنا فهي تضع عبارة اتصل على الرقم 195 لمساعدتك، فيما تقطع الاتصالات عنا منذ ما يزيد عن عام كامل"، لافتاً إلى أن "البعض دُفنوا خارج المقبرة لامتلائها بالقتلى