مشاركة
تكتسب زيارة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الامريكية أهمية كبرى بعد الشد والجذب الذي شهدته علاقات البلدين مؤخراً والتي حاولت بعض الدول إذكاءه سعيا لتوسيع الهوة بين البلدين الصديقين.
صداقة البلدين التي انطلقت منذ ٨٥ عاما إبان عهد الملك المؤسس رحمه الله، شهدت العديد من التجاذبات خلال عديد المراحل التاريخية، والتي كانت المملكة خلالها تسعى للدفاع عن مصالحها ومصالح العالم الاسلامي، ولا تلبث أن تعود الأمور إلى نصابها بين الصديقين.
رغبة الرياض
وتأتي أهمية الزيارة في كونها تأكيدا لرغبة الرياض في حل أزمات المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة السورية والوضع اليمني، وشرح مشروعها التنموي الضخم والمتمثل برؤية 2030، وأداته التنفيذية الرئيسة المتمثلة بالتحول الوطني 2020م أمام كبار المستثمرين الأمريكيين.
حراك مثمر
ولعل الحراك الدبلوماسي الذي بدأه ولي ولي العهد في الأشهر الأخيرة، وشمل كلا من روسيا وفرنسا وغالبية دول مجلس الأمن يؤكد الرغبة السعودية في إطفاء نيران التوترات التي تسعى بعض القوى الاقليمية في اشعالها بأي طريقة كانت، وسيظل موضوع مكافحة الإرهاب في المباحثات السعودية الأمريكية، في ظل الجهود الصخمة التي تبذلها المملكة لمكافحة تلك الافكار المتطرفة من خلال متابعة خلايا داعش النائمة، أو على الصعيد الخارجي المتمثل بمشاركتها للمعلومات الاستخباراتية مع الدول العظمى، وانضمامها للتحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق، وضرباتها التي شنتها ضد تنظيم القاعدة أخيرا في اليمن.
كسل أمريكي
ويؤكد محللو السياسة بأن زيارة الأمير النشيط محمد بن سلمان تهدف لتحريك الدور الأمريكي الكسول تجاه أزمات وقضايا منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص عملية العربي الإسرائيلي استنادا إلى المبادرة العربية، والأزمة السورية ، ومشاورات الاطراف اليمنية، حيث لاتزال واشنطن تمثل شريكا مهما في منطقة الشرق الأوسط، ومن الضروري دفعها نحو الأمام للقيام بمسؤولياتها تجاه المنطقة ودولها، وينتظر أن تحفل الزيارة بلقاءات الأمير محمد بن سلمان بشكل مباشر أو غير مباشر مع المرشحين لمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة، وذلك في إطار التعرف عن قرب على نوايا مستقبل صناعة القرار الأمريكي.
ملفات اقتصادية
ورغم حجم الملفات السياسية الضخمة التي يحملها برفقته الأمير الشاب، إلا أن الاقتصاد سيكون حاضرا وبقوة في جولته المكوكية داخل أمريكا، خصوصا وأن السعودية مقبلة على تحول اقتصادي كبير، سواء كان ذلك على مستوى رؤيتها 2030 أو برنامج التحول الوطني 2020، وينتظر بحث مستقبل الاستثمارات السعودية في أمريكا والمقدرة بمئات المليارات من الدولارات.
سياسات العم سام
وتكمن أهمية الزيارة أنها تأتي بعد عام من التباعد بين البلدين بعد الغضب السعودي الخليجي على سياسات واشنطن جراء التقارب الامريكي الإيراني منذ مطلع العام، والتي لم يهدئها إلا تأكيدات مسيري القرار رسميا بأنهم لازالوا مقتنعين بعلاقة طهران في معظم العمليات الارهابية.
اتهام ١١ سبتمبر
ومع اقتراب العلاقات للتوافق مرة أخرى فوجئت المملكة بمحاولات اتهامها بالتسبب في أحداث ١١ سبتمبر ، رغم تأكيدات كل الجهات العليا المسئولة عن التحقيق في تلك الكارثة براءة المملكة.
وجاء ذلك على لسان مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية“CIA”جون برينان، الذي أكد أن“لا علاقة للسعودية بأحداث الحادي عشر من أيلول العام 2001”.
الابتعاد صعب
الدكتور حمدان الشهري الباحث في العلاقات الدولية قال : هذه الزيارة الثالثة لقيادات سعودية عليا إلى الولايات المتحدة الإمريكية، وهذا يعطي تأكيدا على استمرار العلاقات الاستراتيجية التي تربطنا مع أمريكا، في ظل الأزمات المتلاحقة على منطقة الشرق الأوسط والتي تجعل من الصعب أن نبتعد عن واشنطن، أو تبتعد عنا في هذه الظروف.
الملفات العالقة
وواصل : هناك عديد الملفات السياسية التي تحتاج لتوافق في الرؤى وإيجاد حلول تحفظ استقرار المنطقة يأتي في مقدمتها الملف السوري وضرورة الانتقال السلمي للسلطة والملف اليمني .
الفتنة.. إيران
وعن الملف الإيراني قال " رئيس الاستخبارات الامريكية تحدث بعد الـ ٤٨ ورقة التي حاولوا إلصاق تهمة أحداث ١١ سبتمبر بالمملكة بالمملكة، وقال بأن السعودية لا علاقة لها بذلك، مؤكدا وجود وثائق إدانة لإيران التي تحتضن القاعدة وقادتها في طهران.
وواصل الشهري " أمريكا تعرف أن إيران هي من تشعل الفتن والقلاقل في الشرق الأوسط ، وهي تعتقد أنها قادرة على إطفائها وهذا غير صحيح لأن دول الخليج هي القادرة على ذلك، ويجب على أمريكا أن تعي ذلك جيدا وأن تتوقف عن الاقتراب من إيران التي تعتبرها المصدر الأول للإرهاب