�مكنت قيادة المقاومة الشعبية بمحافظة تعز (وسط البلاد)، أمس السبت 18 يونيو 2016، من إبرام صفقة لتبادل الأسرى والمختطفين مع ميليشيات الحوثي وصالح، حيث تم الإفراج عن 88 من أبناء مدينة تعز وأفراد المقاومة الشعبية مقابل 113 من أسرى ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، ضمن أكبر عملية لتبادل الأسرى منذ بدء الحرب في المدينة وبعيداً عن مشاورات السلام الجارية في الكويت. وقال المواطن عبدالله العامري، والمفرج عنه في عملية تبادل الأسرى، إنه تم اختطافه تعسفياً من مبنى الجوازات في العاصمة صنعاء منذ ما يقارب الـ 8 أشهر، تحت تهمة إنه أحد أفراد المقاومة الشعبية، مؤكداً أنه ليس إلا أحد الطلاب في جامعة صنعاء، مشيراً إلى سوء المعاملة والتحقيق والتعرض لضغوطات كبيرة والتعذيب خلال فترة الإختطاف، وقد تنقل خلال الفترة بين قسم شرطة 45 وسجن البحث الجنائي. أما المواطن جلال عبدالملك ياسين، قال في لقاء مع قناة "الجزيرة مباشر" والذي تابعه "اليمني الجديد"، إنه تم اختطافه من معبر الدحي منذ 7 أشهر، دون وجود أي تهمة، وقد تم احتجازه 4 أيام في مدرسة الحياة بمدينة تعز ليتم نقله بعد ذلك إلى منزل نائب رئيس الجمهورية الفريق ركن علي محسن الأحمر بمنطقة حدة بالعاصمة صنعاء، والذي تحتله ميليشيات الحوثي، مشيراً إلى أن مكان الاحتجاز كان تحت الأرض وبعيداً عن النور، لينقل بعد ذلك إلى السجن المركزي، مؤكداً إلى سوء المعاملة ورمي التهم خلال عمليات التحقيق والتعرض للتعذيب الذي لا يوصف، حسب قوله. وقال آخر أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح اختطفه في الـ27 من شهر رمضان من العام الماضي، مؤكداً على بشاعة السجون، الواقعة في أسفل الأرض بين "المجاري" والتعامل البشع معهم، حيث يمنع عنهم الأكل في بعض الأوقات وكيل الإتهامات لهم بأنهم عناصر في "تنظيم داعش" الإرهابي وتوجيه السب والشتائم لهم. بينما تحدث شخص آخر من المفرج عنهم لـ"قناة الجزيرة الفضائية"، أنه تم اختطافه من الشارع وتم سجنه لمدة عام ونصف دون أي تهمة أو تحقيق، موضحاً أن سبب اختطافه كونه أحد أبناء محافظة تعز، كما أشار إلى بشاعة السجون والمعاملة معهم من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح واصفاً إياها بأنها لا ترتقي إلى معاملة الإنسان مع الحيوان. وقد طالب جميع المفرج عنهم قيادات المقاومة الشعبية بالنظر في قضية الأسرى الذي ما زالوا يقبعون في سجون ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، والذي يتعرضون لعمليات التعذيب، التي لا توصف. غالبيتهم أصيبوا بالجنون جراء التعذيب أكد رئيس لجنة الأسرى في محافظة تعز ضياء الحق الأهدل الإفراج عن 201 أسير من أتباع المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي على مرحلتين بدءا من يوم أمس (السبت). وقال الأهدل الذي قاد عملية التبادل للأسرى في تصريحات إلى «عكاظ»: إن تم عملية تبادل الأسرى جرت على فترتين صباحا ومساء في جهتي شارع الستين والضباب بإجمالي 88 أسيرا من المقاومة الشعبية (مقاتل) و113 مسلحا حوثيا. وأضاف: «هذه الصفقة لا تعد الأولى ولكن هناك صفقات قادمة مرتبطة بالأسرى من المقاومة وربما يكون هناك مجموعة صغيرة من المعتقلين ممن اختطفوا من داخل مدينة تعز ونعتبرهم أسرى لأنهم تواجدوا في مواقع المواجهات لكن المختطفين من الناشطين والسياسيين ليسوا مسؤوليتنا». وأوضح أن المختطفين شأن إنساني بحت ويعاقب عليه القانون الدولي لأنهم مدنيون لايحملون السلاح وليس من حق أي جهة تقييد حريتهم. معزيا أسباب عدم تكافئ الأعداد بين أسرى المقاومة والحوثيين إلى أن أسرى الحوثي لدى المقاومة أكثر من أسرى المقاومة لدى الميليشيات. وبين بأن المقاومة الشعبية رفعت بأكثر من 500 أسير ومختطف لدى الميليشيات الانقلابية للوفد الحكومي في الكويت 90 % منهم مختفين و10 % أسرى من أفراد المقاومة الشعبية. وأشار إلى أن عملية الإفراج جاءت بالتنسيق مع الوفد الحكومي في الكويت ولكن بعد أن وصلت المشاورات إلى طريق مسدود بالإفراج عن المعتقلين إلى جانب الأسرى. بدوره، أوضح نائب رئيس المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية لشؤون الخدمات نبيل جامل لـ«عكاظ» أن عملية الإفراج جاءت بالتنسيق بين مجلس المقاومة ولجنة الأسرى والوفد الحكومي في الكويت، مؤكدا بأن هناك صفقات قادمة قبل حلول عيد الفطر. وأظهرت قائمة الأسماء أن الأسرى الناجين من أتباع المقاومة الذين تم الإفراج عنهم من قبل الميليشيات الانقلابية غالبيتهم مختلون عقليا، وخرجوا يعانون من سوية التفكير جراء عمليات التعذيب والتخويف.