�ص حوار الاستاذ شيخان الدبعي الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح.. لـ "الشرق": أجرى الحوار ـ عبدالحميد قطب بعد مرور 60 يوما على عملية التفاوض في الكويت نود أن نسألكم.. ما الذي يعرقل المفاوضات ؟ الذي يعرقل المفاوضات في الكويت هو الذي عرقلها في جنيف و بييل من قبل، وهو الذي يصر على التفاوض من خارج المرجعيات المقرة وطنيا واقليميا ودوليا، وهذا ما يجعل التفاوض غير مجدِ واشبه بالكتابة على الرمال، مهما يكن الشكل جميلا الا انه يتبعثر مع اول هبة رياح . فما تم الاتفاق عليه في الجولات السابقة لم ينفذ ووفد الشرعية قبل الذهاب إلى المفاوضات في الكويت "بعد أن" أكدت له الأمم المتحدة بأن هناك اتفاق على المرجعيات، وأيضا على جدول أعمال محدد، ولكن عندما بدأت المفاوضات تبين أن هذا غير صحيح، فالحوثيون جاؤوا الى المفاوضات ومعهم أهداف محددة من الحضور، وهي شرعنة الانقلاب على مؤسسات الدولة، ووقف طيران التحالف من التحليق، حتى يتمكنوا من إعادة التموضع العسكري، لتقوية مركزهم التفاوضي، واغراهم على ذلك التعامل المرن من قبل سفراء دول الـ 18، وكرم دولة الكويت واستقبال سمو أمير دولة الكويت لهم، وهو ما اعتبروه اعترافا وقبولا بما صنعوه . كما انه للاسف إلى اليوم الأمم المتحدة وبعد مرور ستون يوماً على المفاوضات في الكويت لم تحدد من هو الطرف المعرقل للمفاوضات، برغم ان هناك خروقات يومية لوقف إطلاق النار ، وهناك قصف على المدنيين ، وتعز لا تزال محاصرة من أكثر من عام رغم الاتفاق في الجولة السابقة من المفاوضات في بييل على فك الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إليها، وبدلاً من ذلك يتم تشديد الخناق عليها والاستمرار في قصف المدنيين يومياً. تعنت الحوثيين قيل ان الحوثيين جاؤوا إلى هذه الجولة الجديدة التي بدأت منذ ايام وهم أكثر تعنتا من ذي قبل .. كيف تقرؤون هذا الامر.. وهل هناك معطيات جديدة جعلتهم يفعلون ذلك ؟ لقد عُرف الانقلابيون بتعنتهم منذ بدايات ظهورهم وطيلة تاريخهم لم يفوا باي التزام وقعوا عليه، ولهذا ليس بمستغرب ما يفعلون، من تعنت وتصلف في المفاوضات، بعد أن تبددت احلامهم بالتهام اليمن كلها وتراجعت، وبعد المقاومة الباسلة التي وجدوها من الشعب اليمني وبالتالي هم يحاولون إطالة أمد الحرب والاقتتال، وهم بذلك يهدفون إلى مزيد من الدمار، ومزيدا من المعاناة للشعب اليمني. ما الحكمة في الإصرار على القرار"2216" وبتلك الطريقة المحددة في التطبيق؟ لان انتزاع السلاح من يد الانقلابيين ولصالح الدولة سيثبت سلاما دائما، وأي حل لا يبدأ بتقوية مركز الدولة في وجه الجماعات الخارجة عن القانون سيعني تأجيلا للحرب وليس توقيفها، فلا يمكن أن تبنى دولة قوية في ظل وجود مليشيات تستند إلى القوة في إقناع الناس بأفكارها. ما هو تقيمكم لاداء المبعوث الاممي؟ المبعوث الأممي هو موظف دولي ونحن نحترم شخصيته، وندعمه في تنفيذ مهمته، والتي هي تنفيذ القرارات الأممية، وهذا هو ما نعول عليه وننتظره منه . رؤية الاصلاح ما رؤيتكم في التجمع اليمني للإصلاح لحل المشكلة اليمنية بشكل عام؟ الإصلاح يرى ضرورة كسر حالة المركزة للسلطة، والثروة في داخل جغرافيا محددة، او في يد فئة معينة، ولذلك يتبنى الاصلاح الحل الفيدرالي، بشرط ان يسبق ذلك اعادة بناء للمؤسسات السيادية، على أُسس ومعايير وطنية، تجعل من هذه المؤسسات راعية للشعب وحامية له وعلى راس هذه المؤسسات الجيش والأمن والبنك والقضاء ..الخ . فالمشكلة اليمنية تم الحوار عليها من قبل كل الاتجاهات في اليمن في مؤتمر الحوار الوطني وتم النقاش في كل التفاصيل و الخروج بوثيقة وطنية اتفق الناس جميعاً عليها وعلى تنفيذها ولكن للأسف تم الانقلاب على كل هذه المنجزات وعرقلة التنفيذ لذا يرى الإصلاح ضرورة العودة إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وكسر حالة المركزية للسلطة. رؤية الاصلاح للمفاوضات يشارك حزب الاصلاح في المفاوضات .. ما الذي يريده منها وهل بالفعل يعتبرها مضيعة للوقت نظرا لعدم جديدة الطرفالآخر ؟ ان تشكيل وفد المفاوضات لم يتم على أساس حزبي ومشاركتنا هي ضمن وفد الشرعية والاصلاح بالتأكيد يغلب خيار الحوار والحلول السياسية لإدراكه بان الاقتتال له عواقب غير محموده، الا ان الحوثي وصالح لا يعبئان بمصالح الشعب ومضيا في الدفع بالبلاد نحو الحرب مسقطين بذلك كل المرجعيات المتفق عليها وعليه فان الاصلاح يصر على احترام المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية وعلى رأسها القرار الدولي "2216" بكامل عناصره وعلى ان يتم تطبيقه ابتداء من تسليم السلاح وانتهاء بتشكيل حكومة. قلتم ان الاصلاح يتبنى الحل الفيدرالي بشرط ان يسبق ذلك اعادة بناء للمؤسسات السيادية ..هل لك ان تفصل لنا هذا الامر وهل الفيدرالية تعني التقسيم ؟ في الحقيقيةلقد عانينا في اليمن من احتكار للسلطة والثروة من قبل منطقة معينة، او اتجاه سياسي معين، ولا فرق عندنا فكل صنوف الاحتكارات مرفوضة، ومؤخراً كانت السلطة والثروة قد تمركزت في صنعاء وبيد المخلوع صالح، وعائلته ، فيما بقيت الاطراف خارج دائرة الهيمنة والاستئثار. لذا فقد رأينا في الإصلاح ان تحصل المحافظات على حصتها من السلطة العامة، والثروة الوطنية، ضمن حل يعرض على الشعب وهو النظام الفيدرالي، على ان يسبق ذلك اعادة بناء الجيش والأمن على اسس وطنية، وخارج هيمنة اي طرف، كي يستطيع حراسة مسار تمكين الشعب من حقوقه في المشاركة في القرار وفي الثروة والفيدرالية ليست تقسم للدولة بل هي توزيع للقرار والسلطة . اداء الحكومة كيف تقيّيمون اداء الحكومة حاليا ومن قبل "حكومة بحاح"؟ عودة الحكومة الى عدن خطوة تحسب لها لان المستفيد الوحيد من البقاء في الخارج هم الانقلابيين الذين يقدمون أنفسهم كقوة وحيدة في الداخل، وهو ما يجعلنا نتوقع ان يعمل الانقلابيون على خلق المشكلات للحكومة، لذا فنحن نطالب الحكومة بالبقاء في اليمن والتغلب على الصعوبات والاقتراب من هموم الشعب ومعالجة النقص في الخدمات وفي الحقيقية لا يزال المجتمع ينتظر من الحكومة الكثير نظرا لحجم الخراب الذي سببه الحوثيون وصالح، وتدميرهما للبنية التحتية، وغياب الخدمات للجرحى والشهداء، وكل هذه ملفات بين يدي الحكومة وتحتاج منها إلى جهد مضاعف لتثبيت الأمن وإعادة تطبيع الحياة في المناطق المحررة. تعرض رئيس الحكومة الجديد أحمد عبيد بن دغر لانتقادات كثيرة من قبل أطراف معروفة وغير معروفة.. انتم في التجمع اليمني للإصلاح ما هي وجهة نظركم في رئيس الحكومة الجديد بندغر؟ نحن في الاصلاح ندعم الحكومة وكل مسؤول وصل الى موقعه بطريق شرعي، ومن هذا المنطلق فنحن ندعم رئيس الحكومة الجديد، ونتمنى منه ومن حكومته العمل من اجل تثبيت الامن في المناطق المحررة، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين واعادة الحريات السياسية وتمكين الاحزاب من مقارها وأنشطتها حتى تتقلص أنشطة الجماعات العنيفة، فحين تفتح الحكومات أبواب السياسة فإنها بالتأكيد تغلق سوق العنف. لماذا لم يشارك حزب الإصلاح في الحكومة إلا بنسبة قليلة لا تعبر عن حجمه في الساحة اليمنية ؟ لانالمعركة التي نخوضها ليست انتخابية، ولا من اجل الوصول الى السلطة، بل هي معركة وطنية، من اجل جعل السلطة متاحة لجميع اليمنيين، والحكومة الحالية شكلت من قبل الرئيس ورئيس الوزراء وهما الذين اختارا الوزراء من كل الاتجاهات ومنها الإصلاح، لكنا المعركة اليوم هي مع الانقلابين الذين يحرمون على الشعب حقه في حكم نفسه ولذا فانه لا يهم ان كان لنا تمثيل ام لا بقدر ما يهمنا إيجاد الاستقرار واستعادة الدولة وعودة الحياة الطبيعية لليمن. تهجير اليمنيين ما هي وجهة نظركم في موضوع تهجير بعض اليمنيين من عدن التي قام بها المحافظ ؟ موقفنا واضح من كل عمليات التهجير، وهو الرفض والادانة التامة، لان هذا السلوك يتنافى مع مبدأ المواطنة المتساوية وعدم التمييز بين ابناء الوطن الواحد، وحق المواطن في التنقل بحرية في كل أرجاء الوطن، فالانتقاص من هذه المبادىء، هو انتقاص من قيمة الانسان اليمني، وإهانة للدولة اليمنية وللقيادة الشرعية، بالاضافة الى ان هذا العمل أضعف موقف الشرعية، في لحظة هي في امس الحاجة للدعم، وجعلها تبدو فاقدة للسيطرة على المناطق المحررة، وهذا يصب في صالح الانقلابيين الذين يحاولون اشغال الناس بغير قضية استعادة الدولة وعودة الاستقرار. فمن اجل المواطن وحقوقه والشرعية ودعمها نرفض هذا الاجراء الخطير الذي يستهدف تماسك النسيج الاجتماعي ووحدة القرار السياسي . إلى أي مدى وصلت علاقة الاصلاح بالمملكة العربية السعودية.. وهل نستطيع ان نصفها بالتعاون الاستراتيجي ؟ التجمع اليمني للإ صلاح جزء من تحالف الشرعية اليمنية، التي تحظى بدعم مفتوح من قبل الاشقاء في المملكة العربية السعودية، ودوّل التحالف، ولهذا فان قيادة الشرعية، هي من تمثل كل القوى السياسية في هذه الشراكة المصيرية، والتي قامت على قاعدة تأمين المنطقة العربية من الاستهداف الإيراني . افهم من كلامك هذا انه لا يوجد لديكم انتم في التجمع اليمني للإصلاح خطوط اتصال مباشرة مع المملكة العربية السعودية ؟ نحن كأشخاص لدينا صلاتنا مع كثير من الجهات، لكن قضايا الشأن السياسي اليمني تمثلنا فيه الدولة بأجهزتها الديبلوماسية المعروفة، ونحن نثق ان اجهزة الدولة باتت تعمل من اجل خدمة المصالح الوطنية لليمن، بعد ان كانت في السابق تعمل من اجل التأليب على بعض القوى اليمنية، وتحاول تصويرها انها ضد الإقليم، من اجل الابتزاز والحصول على الدعم الخارجي. أجوبتك تقودنا الى طرح قضية علاقة الاحزاب اليمنية يسارية واسلامية وقومية بالاتجاهات الفكرية العالمية مثل رابطة الاحزاب الاشتراكية والإخوان المسلمبن ؟ نحن نرى ومن واقع التجربة ان على الاحزاب اليمنية يسارية او إسلامية او قومية ان تصيغ برامجها وفقا للأولويات الوطنية والمصالح المحلية للشعب،ولا يجوز أبدا تحويل الساحة اليمنية الى منصة للإضرار بالأمن الاقليمي، فقد اثبتت التجارب ان مصلحتنا تقع في علاقة ممتازة مع الجوار الإقليمي في الجزيرة العربية، حيث يجد المواطن اليمني سوقا يستوعبه، وهذا مطلب يتقدم على الارتباطات الفكرية . هناك عدم رضى أمريكي واضح من السعودية ويصل الى حد النقد للملكة.. كيف تقرؤون هذا ؟ من الطبيعي ان تواجه السعودية بمجموعة من التحديات بسبب اصرارها على لعب دور في المنطقة خارج النص المقر دوليا، وبالتالي فمن الطبيعي أن ينزعج المجتمع الدولي من ظهور قوة عربية تسيطر على قضايا المنطقة، وتتحكم فيه، لانه ذلك سيفقدهم نفوذهم وقدرتهم على اللعب بأوراق المنطقة، وخاصة ان الدور السعودي ظهر في وقت كانت المنطقة تتجه نحو التجزئة وإعادة التقسيم ومن خلال بعض المكونات الطائفية، لكنا الدور السعودي عرقل هذا المسار كما يبدو .