�تباهى الشباب اليمني بتناول القات لاعتقادهم أنّه يضاعف نشاطهم الجنسي. وقد أسهمتْ الشائعات التي يروجها بائعو ومدمنو القات في ترسيخ هذا الاعتقاد، إلاّ أن نتائج الدراسات العلمية تتصادم وهذه الاعتقادات. خرافة ترى الدراسات الحديثة أن النظر إلى القات على أنه منشط جنسي لا يعدو كونه خرافة؛ حيث ثبتَ أن الكثير من الرجال المتزوجين ممن يتعاطون القات يعانون من ضعف القدرة على ممارسة الجنس بصورة طبيعية، ويعتقد الأطباء أن القات هو السبب الرئيسي حيث يتسبب في ضعف انتصاب القضيب لدى الرجل على الرغم من توفر الرغبة القوية في ممارسة الجنس، بالإضافة إلى القذف السريع الذي قد يحصل حتى قبل عملية الإيلاج. وتؤيد الدراسة الأكاديمية الصادرة عام 2008، عن جامعة ذمار، ما توصل إليها الأطباء، حيث تفيد بأن تعاطى القات يتسبب في العجز الجنسي لحوالي 80% من الرجال. ولا تختلف الدراسة التي قامتْ بها مؤسسة 14 أكتوبر الصحفية، عام 2012، عن النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة؛ حيث تقول هذه الدراسة التي أجريتْ على عدد كبير من مدمني القات ومعظمهم من الشباب إن القات ليس له دور بأي حال من الأحوال في التنشيط الجنسي وأن المتعاطين له، ممن خضعواْ للدراسة، قد أصيبواْ بالعجز الجنسي التام. دراسات سعودية لم يُعد الاهتمام بالقات مقتصراً على الباحثين والأكاديميين اليمنيين، بل تعدّاه إلى دول الجوار وبالأخص السعودية. ولعلّ السبب هو التهريب المتواصل لمادة القات إلى داخل المملكة، مما أدى إلى ارتفاع نسبة المتعاطين لها بين أوساط الشباب السعودي. ففي دراسة أجراها الدكتور جابر القحطاني عام 2006، ونشرتها صحيفة الرياض السعودية، خلصتْ إلى أن القات ليس له دور في التنشيط الجنسي، وأن نسبة كبيرة من المدمنين أصيبواْ بالعجز الجنسي التام. ويسرد القحطاني شواهد وقصص ميدانية تؤكد ما توصلت إليه الدراسة، إذ تؤكد إحدى النساء اللاتي تم سؤالهن عن الحياة الجنسية أن "النشاط الجنسي معدوم لدى زوجي من عدة سنوات"، وقد تكررت هذه الإجابة من قبل العديد من الزوجات اللاتي تم مقابلتهن. وتتفق دراسة أجرتها جامعة "جازان" السعودية، عام 2013، مع النتائج التي توصل إليها الدكتور القحطاني، إذ تؤكد هذه الدراسة أن القات سبب رئيسي في صعوبة التبول والإفرازات المنوية الغير إرادية، وذلك لتأثيره على البروستات والحوصلة المنوية مما يؤدي إلى الضعف الجنسي. فسخ الخطوبة في أوساط الفتيات المتعلمات من يرفض الزواج من مدمني القات. منال، فتاة جامعية 24 عاماً تتحدث عن تجربتها فتقول: "بعد أن تأكد لي أنّ خطيبي يتناول القات يومياً ولأكثر من 5 ساعات في اليوم، قررتُ أن أفسخ الخطوبة لأنني على قناعة بأن مستقبلي معه سيكون في خطر، سواء على مستوى العلاقة الحميمية أو من جهة قدرته على تحمل المسئولية". سوسن فتاة على مشارف الثلاثين، تزوجت منذ ثلاث سنوات، تحكي بدورها عن تجربتها في الحياة الخاصة مع زوجها: "رغم أن زوجي لازال شاباً، ويتمتع بصحة جيدة إلا أننا لا نشعر بالكثير من الراحة أثناء ممارسة العلاقة الحميمية، وقد تبين لي أنّ القات هو السبب لأنه عندما ترك القات لفترة تحسنت قدراته في هذا الجانب". ليس من السهل في مجتمع محافظ كاليمن أن يحدثك شاب عن عجزه الجنسي، لكنّ الشاب "عارف" 27 عاماً يعدُّ استثناءً. يتحدث إلينا على استحياء عن معاناته الجنسية: "كنت أتصور بأن القات منشط جنسي، ولكني اكتشفت بعد الزواج بأنه يعمل فقط على التنشيط الذهني وإذكاء الرغبة الجنسية، وفي الوقت ذاته يعمل على تدميرٍ كامل للقدرة الجنسية. وهذا ما حصل لي". الشجاعة مفقودة وفي هذا السياق يؤكد سالم، صيدلاني، أن مبيعات الحبوب المقوية للجنس تفوق مبيعات الأدوية الأخرى بكثير. وهذا ما يؤكده أيضاً أغلب العاملين في الصيدليات. فأغلب زبائنهم هم من المتعاطين للقات، ونسبة الشباب كبيرة بينهم.