تحمل الوثائق التي ضبطتها قوات الأمن، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ليلة 15 تموز/ يوليو، أدلة تثبت تنفيذها من قبل منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية.
وتشير الإفادات الصادرة عن الانقلابيين، إلى أن منظمة "فتح الله غولن"، تقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي استهدفت الديمقراطية، وأسفرت عن استشهاد 246 شخصا على يد الانقلابيين.
ومن الأدلة التي تثبت وقوف"فتح الله غولن" في المحاولة الانقلابية، القبض على "مدحت آيناجي"، الذي كان يشغل منصب مدير شعبة الأمن في إسطنبول قبل فصله من منصبه، بسبب ارتباطه بالمنظمة، وهو على متن دبابة للجيش، حاولت السيطرة على مديرية الأمن في شارع الوطن بإسطنبول، ويرتدي بزّة عسكرية.
وأظهرت تسجيلات التقطتها كاميرات هواتف نقالة لمواطنين، "آيناجي" وهو على متن دبابة تقل الانقلابيين في شارع الوطن، ويحمل بيده جهاز لاسلكي.
وتعد رسائل الهاتف النقال لـ "زكي ت"، أحد المدراء السابقين لمديرية الأمن، الذي ألقت قوات الأمن القبض عليه بالقرب من المدخل الرئيسي لدائرة المخابرات التابعة لمديرية الأمن العام، من الأدلة التي تثبت ضلوع منظمة "فتح الله غولن" في المحاولة الانقلابية الفاشلة، في إطار التحقيقات التي أجرته معها النيابة العامة بالعاصمة أنقرة.
ومن تلك الرسائل "ينبغي على الموظفين المتقاعدين حمل السلاح، وإطلاق النار على كل من يقاوم".
وعثرت قوات الأمن على كتابة تتضمن دعاء لزعيم المنظمة "فتح الله غولن" ضد الحكومة والرئيس التركي، في حيازة الانقلابي "خلدون كولماز"، وهو رائد في البحرية، وشارك في الهجوم على فندق أردوغان، وجرى القبض عليه جريحا في ولاية "إزمير".
كما تعد "كبرى" عقيلة خلدون من المشتبه بهن في قضية تسريب أسئلة امتحان الدخول إلى الوظائف العامة عام 2010، ومنحها لعناصر من الكيان الموازي، وتشاركها في ذلك "زينب عفراء ظافر"، عقيلة النقيب "رجب ظافر" الصادر بحقه قرار اعتقال في قضية حول الكيان الموازي.
وألقت قوات الأمن القبض في صباح 16 تموز/يوليو الجاري، على الأستاذ المساعد "عادل أوكسوز" في ولاية سقاريا، بالقرب من قاعدة "أكينجي" الجوية في العاصمة أنقرة.
وقال "أوكسوز" الذي ثبت عودته من الخارج إلى البلاد قبل الانقلاب بيومين، في إفادته للنيابة العامة، إنه جاء إلى المنطقة لشراء قطعة أرض.
وعثرت قوات الأمن خلال عملية تفتيش مكتب "أوكسوز"، بكلية الشريعة في جامعة سقاريا، على كتاب "تلال زمرد القلب" لـ "غولن"، في درج بطاولته.
كما اعترف مساعد رئيس هيئة الأركان التركية لفنت توركقان، بضلوعه في محاولة الانقلاب الفاشلة، وصلته بمنظمة الكيان الموازي الإرهابية منذ سنين طويلة، مشيراً أنه نفّذ كافة التعليمات والأوامر الصادرة عن المنظمة على أكمل وجه، وأنه تنصّت على رئيس الأركان السابق، نجدت أوزال.
وجاءت اعترافاته هذه، أثناء التحقيق معه في النيابة العامة بالعاصمة أنقرة، حول علاقته بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت مساء الجمعة الماضية، حيث قال في جلسة الإفادة: "إنني عضو في منظمة الكيان الموازي، وإني أخدم فتح الله غولن بشكل طوعي منذ سنين طويلة، وأنفّذ كافة التعليمات والأوامر التي تصدر من قيادة المنظمة".
وأكّد أنّه دخل إلى امتحان المدرسة العسكرية عام 1989، وأنّ عدداً من عناصر المنظمة قدموا له الأسئلة ليلة الامتحان، رغم استعداده الجيد لخوضه، لافتاً أنّ المنظمة لم توجّهه إلى أي حزب سياسي، وأنه أدلى بصوته في الانتخابات لصالح حزب العدالة والتنمية، وأحزاب أخرى بحسب الأوضاع في فترة الانتخابات.
وعن عمله في رئاسة الأركان التركية، اعترف توركقان أنه كان يتنصت على رئيس الأركان السابق نجدت أوزال، على اعتبار أنه كان يشغل منصب مساعد نائب أوزال منذ عام 2011، وارتقى فيما بعد إلى منصب النائب، فور إحالة النائب الأول للتقاعد.