حذر المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بوزارة الحرس الوطني من الخروج المكثف للثعابين والعقارب بعد موجة الحر الشديدة، وأهاب بالمواطنين والمقيمين توخي الحيطة لاجتناب حدوث عضات الثعابين ولدغات العقارب عن طريق اتباع الاحتياطات الضرورية لتجنبها.
وأوضح أن تجنب مخاطر الثعابين والعقارب عن طريق إحكام سد الأبواب ومداخل المنازل وبيوت المزارع والاستراحات، بوضع مصدات من البلاط يغلق عليها الباب بإحكام فتمنع دخول الثعابين والعقارب إلى المنازل أثناء النوم.
وكشف المركز أن خروج الثعابين والعقارب بسبب الحر يعد أحد أهم أسباب حدوث اللدغات المميتة، وفقًا للحالات التي يسجلها المركز خصوصًا لأنواع خطيرة جدًا من الثعابين السوداء كالصل الأسود، والثعبان الأسود الصغير، حيث إنها من الأنواع الليلية التي تدخل البيوت وسمها خطير جدًا يقتل خلال دقائق.
وأشار مدير عام المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بوزارة الحرس الوطني، الصيدلي محمد بن سليمان الأحيدب إلى أن عددًا من الحالات التي باشرها المركز كانت بسبب دخول الثعبان للمنزل، ومحاولة الشخص ضربه في وجود أطفال نيام، فبمجرد مرور الثعبان وهو في حالة هيجان بقرب الطفل أو غيره من أفراد الأسرة تحدث اللدغة بشكل سريع جدًا، فمن الضروري إخلاء المكان تمامًا واستخدام عصا طويلة تحقق الابتعاد عن الثعبان بمسافة كافية عند محاولة قتله لأن أغلب الثعابين تتحرك بسرعة تصل إلى أجزاء من الثانية.
وأضاف: إلى جانب إحكام غلق المنازل، يجب عدم السير ليلاً دون إضاءة كافية، كما يجب إحداث جلبة بالأقدام عند السير في الأماكن التي يحتمل وجود ثعابين فيها، وذلك لأن الاهتزازات تبعدها، وعدم السير حافي القدمين، وبالنسبة للمزارعين والجنود المرابطين وكل من يعملون في بيئات صحراوية المداومة على ارتداء الأحذية التي تصل إلى قرب الركبة، وذلك لأن معظم لدغات الثعابين عند دهسها تكون في منتصف الساق أو في القدم.
وعما يجب عمله عند حدوث اللدغة -لا سمح الله- شدد "الأحيدب" على أنه يجب وضع المصاب في السيارة على جانبه، لاحتمال حدوث قيء فلا يسد التنفس، وفي حالة التعرف على الثعبان بأنه من النوع الأسود فإن ربط العضو المصاب في منطقة بين مكان اللدغة والقلب ضروري جدًا، كما يجب طمأنة المصاب فهذا عامل مهم جدًا وجد له تأثير بالغ في سلامته، ثم نقله إلى أقرب مستشفى.
وأشار إلى أن وزارة الصحة تحتفظ بكميات كافية من الأمصال التي ينتجها المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بوزارة الحرس الوطني في مستشفياتها في جميع المناطق حتى النائية منها، فيجب عدم التأخر في نقل المصاب لأقرب مستشفى والتخلي تمامًا عما يشاع من إجراءات كجرح مكان اللدغة، أو محاولة شفط السم أو وضع مواد على مكان اللدغة كالبلاستيك أو التمر أو البنزين أو خلافه مما يُشاع بأن له فاعلية، فالسم يحقن تحت الجلد أو في العضلات ويمتص بسرعة فلا مجال لأي من هذه الشائعات.
وذكر الصيدلي "الأحيدب" أن موجة الحر ليست السبب الوحيد في خروج الثعابين بشكل كبير في هذا الوقت من السنة حيث تبدأ فترة تزاوج الثعابين منذ منتصف شهر يونيو وحتى نهاية شهر أغسطس فتخرج الثعابين بشكل مكثف بحثًا عن بعضها بعضًا للتزاوج وهذا يزيد من خطورتها وعبر عن قلقه الشديد من محاولة بعض الشباب الاحتفاظ بثعابين سامة في المنازل فهذا يشكل خطورة شديدة جدًا لا يقدرها بعضهم.
وعن السؤال المتكرر حول الأنواع السامة من الثعابين الموجودة في المملكة ودرجة خطورتها ؟ قال: "إن في المملكة سبعة أنواع سامة من الثعابين وجميعها خطيرة وتهدد الحياة، وتحدث أضرارًا بعضها مستديمة إلا أن الثعبان الأسود الصغير سمّه خطير جدًا وسريع المفعول، ويُحدث الوفاة خلال أقل من نصف ساعة، كما أن الصل الأسود سمّه خطير جدًا ويؤثر على الجهاز العصبي المركزي محدثًا شللاً للتنفس ويقتل خلال أقل من ساعة.
وأضاف: "وفي دراسات حركية السم منذ امتصاصه التي انفرد المركز الوطني بإجرائها وجد أن سم الصل الأسود يمتص وينتشر في الدم وبعض أعضاء الجسم بطريقة سريعة جدًا وهي من أسباب سميّتها السريعة حيث سبق للمركز أن سجل حالة لملدوغ توفي قبل أن يخرج يده من جحر الضب حيث كان الصل موجودًا كالعادة".