حضر الآلاف من الفرنسيين، اليوم الثلاثاء، مراسم تشييع رسمية لجثمان الكاهن جاك هامل، في مدينة روان شمال غربي البلاد، والذي لقي حتفه ذبحا، الأسبوع الماضي، في هجوم استهدف كنيسته ببلدة "سان إتيان دو روفراي" التابعة للمدينة نفسها.
واقتحم مسلّحان اثنان بالسكاكين كنيسة ببلدة "سان إتيان دو روفراي" التابعة لمدينة روان الفرنسية الثلاثاء الماضي، واحتجزا 5 رهائن، قبل أن يقتلا كاهن الكنيسة البالغ من العمر 86 عاما ذبحا، لترد قوات الأمن بقتلهما بالرصاص، وهو الهجوم الذي أعلن تنظيم "داعش"، مسؤوليته عنه.
وبدأت مراسم التشييع بعد ظهر اليوم بكاتدرائية روان المبنية على الطراز القوطي، وسط إجراءات أمنية مشدّدة، في وقت كان فيه الآلاف من الناس في الإنتظار على عين المكان منذ الصباح الباكر، بحسب مراسل الأناضول.
ولم تمكّن طاقة استيعاب الكاتدرائية من استقبال جميع الحشود المتدفّقة، لتقتصر على ألفي شخص فقط، فيما اضطر البقية إلى متابعة مراسم الجنازة عبر شاشة عملاقة جرى تثبيتها بالخارج.
وحضر التشييع الرسمي للكاهن عدد من الكاثوليك إضافة إلى مسلمين ويهود، أما الحكومة الفرنسية فكانت ممثّلة في شخص وزير داخليتها برنار كازنزف، والذي حضر برفقة لوران فابيوس، رئيس المجلس الدستوري ووزير الخارجية السابق للبلاد.
وشهدت المراسم غياب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، والذي التقى، أمس الاثنين، رئيس بلدية "سان إتيان دو روفراي"، هوبير فولفرانك.
وترأس مراسم الجنازة رئيس أساقفة روان، دومينيك ليبرون، والذي بثّ بصوت حزين رسائل انفتاح على مختلف الأديان، معربا عن شكره لليهود والمسلمين على دعمهم، ومشدّدا على أن جميع الأديان في فرنسا تجتمع هذا الثلاثاء، لـ "تقرّر بأن تتحد من أجل أن لا يحدث مثل هذا الأمر أبدا مرة أخرى"، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف الكنيسة.
من جانبها، قالت شقيقة الكاهن، متوجهة إلى الآلاف من الأشخاص الحاضرين: "لنتعلّم أن نعيش معا، فالعالم بحاجة ماسة إلى الأمل".
ومن المنتظر أن يدفن الكاهن عقب انتهاء مراسم التشييع، "في مراسم عائلية خاصة جدا"، بحسب ما أعلنت عنه أبرشية روان، والتي تكتّمت عن مكان الدفن.