الرئيسية - تقارير - عمران والان ...اطفال سوريا بين خيارين

عمران والان ...اطفال سوريا بين خيارين

الساعة 06:06 مساءً (هنا عدن - متابعات )

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن صورة الطفل السوري ذي الخمس سنوات عمران داغنيش أصبحت بعد يوم واحد من نشرها رمزا لمصير المدنيين المحاصرين في الحرب الأهلية السورية.

وأوردت في مقال للكاتب بوند لندن أن الفيديو الذي صوره المصور الصحفي محمود رسلان ونشره مركز إعلام حلب -وهو مجموعة معارضة سورية- على اليوتيوب، حصل خلال 24 ساعة من نشره على 350 ألف مشاهدة وتمت مشاركته آلاف المرات على شبكات التواصل الاجتماعي.

وذكرت أن ضمن من نشروا تغريدات حول صورة الطفل عمران وزير الخارجية البريطاني السابق الرئيس الحالي للجنة الإنقاذ الدولية ديفد ميليباند الذي قال إن "وجه الطفل الناجي المذهول والملطخ بالدماء يلخص كل أهوال حلب".



 s

وقبل صباح أمس الخميس، التقطت وسائل الإعلام الرئيسية في العالم الفيديو مع نشر وول ستريت جورنال، ونيويورك تايمز، وذي غارديان، وذي تايمز وذي تلغراف التغريدات والرسائل والتعليقات في أماكن بارزة بمواقعها مع صورة الطفل الثابتة.

وعقدت كثير من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي -فورا- مقارنة بين صورة عمران وصورة جثة الطفل اللاجئ السوري ألان كردي الذي جرفت جثمانه أمواج البحر إلى الشاطئ التركي في سبتمبر/أيلول الماضي.

صورة عمران حظيت باهتمام دولي واسع 

بين عمران وألان
وقال لندن إن كاريكاتيرا قويا للفنان السوداني خالد البيه أعيد نشره على تويتر أكثر من ألف مرة. ويتضمن الكاريكاتير رسما لألان وآخر لعمران جنبا إلى جنب تحت عنوان "خيارات أطفال سوريا"، في إشارة إلى أن من يلجأ يلتهمه البحر، ومن يبق تلتهمه الصواريخ والطائرات المقاتلة.

ويأمل الناشطون من حقوق الإنسان في حملة ألان أن يضغط فيديو عمران على المجتمع الدولي لفرض وقف لإطلاق النار، وتسهيل وصول مواد الإغاثة إلى المدنيين العالقين في سوريا.

وقال الناشط في حملة سوريا بمنظمة العفو الدولية كريستيان بينيدكت إن صورة ألان نقلت أزمة اللاجئين إلى دائرة اهتمام العالم في العام الماضي، وإن صورة عمران لن تمر دون نتائج، وإن الأمل معقود عليها أن تحشد الرأي العام العالمي لقضية المدنيين داخل سوريا، خاصة أن صورة عمران تحرر الناشرين من العبء الأخلاقي حول ملاءمة نشر صورة طفل ميت.

وقال الأستاذ بشعبة إعلام المدن التاريخية في مدرسة لندن للاقتصاد شارلي بيكيت إن حقيقة أن قصة عمران قصة نجاة تجعلها صورة قوية للغاية، "لأننا تلقينا خلال السنوات الماضية كثيرا من الأخبار السيئة، وأصبحت المشكلة أن الناس أصابهم الملل من هذه الأخبار"، وصورة مثل صورة عمران ستحتفظ بقوتها في أي لحظة من لحظات التاريخ، وما يجعلها أكثر تأثيرا على مشهد الإعلام المعاصر هو كثافة المشاعر التي ستنتاب الناس "فلن يكتفوا بالنظر إليها فقط، بل سيتشاركونها ويستجيبون ويعبرون عن تضامنهم وإشفاقهم".