الجفري أنشط الدعاة المُبرزيّن إلى الإسلام الأمريكي.
2016/09/16
الساعة 04:00 مساءً
(هنا عدن - خاص )
لم يأتي انعقاد “مؤتمر الشيشان”، الذي دعت ونسقت له مؤسسة” طابة ” التي يرأسها الداعية المتصوَّف علي الجفري، اشتهر بانسجامه وتماهيه مع السياسات الأمريكية والغربية التي اتجهت لدعم الصوفية لمواجهة تيارات الإسلام السني المناهضة لأجنداتهم في المنطقة والعالم العربي والإسلامي، وهي نقطة بالغة الأهمية، حيث إن تقارير المؤسسات الاستشرافية البحثية الأمريكية، كمؤسسة راند ومعهد نيكسون وغيرهما، وكذا تقارير الكونجرس الأمريكي وتوصياته، تؤكد على دعم الصوفية والمتصوَّفة خاصة بعد 11 سبتمبر2001م، لتكون بديلاً عن التيار الإسلامي .
ولعل هذا ما يكشف بجلاء أكثر مما يخفي، فمن يقف خلف المؤتمر ويوظفه، هو الكرملين، لا بحكم أن الشيشان هي جزء من “الاتحاد الروسي” وحسب، بل دلالة التوقيت والمخرجات، ونوعية الحضور، وإثارة المؤتمرين وتجرؤهم على تحديد مفهوم أهل السنة والجماعة وحصره في “الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقا وتزكية”، وفق ما أعلن في المؤتمر.
وللتحقيق فإن هذا التعريف الحصري من قبل المجتمعين في ” غروزني” معني بالنفي أكثر مما هو معني بالإثبات، أي بتحديد من يقع خارج دائرة أهل السنة والجماعة أكثر ممن يقع داخلها، كما لم يترك نص البيان الختامي أي مجال للتخمين حول من نُظم الحدث وحُشد لأجلهم الجمع بغية استبعادهم وإخراجهم من الملة، فلم يتوان عن ذكرهم جهرة: السلفية والوهابية والإخوان.
ولاغرابة فالمؤتمر “الذي أقيم في العاصمة الشيشانية ” غروزني”، صبيحة يوم الخميس بتاريخ 25 أغسطس 2016م، لا يخرج عن كونه مُوجه سياسياً ومُرتَبّ له بعناية فائقة من قبل أنظمة الغرب بجناحيه الشرقي والغربي وحلفائهم، كون الهدف الحقيقي تصفية الإسلام “المقاوم”، سياسي كان أو مسلح، وحصار السلفية “كمنهج وأفراد وجماعات، واعتبارهم أقلية خارجة عن الاعتدال، تمهيداً للاستمرار في ضربهم، ومحاربتهم.
المؤتمر الذي وصف تجوزاً بـ “الفقهي والعلمي”، تم برعاية الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف، المُنصّب من قبل الكرملين، هو أقرب ما يكون إلى المؤامرة والإثارة، فقد ضم في طياته شخصيات ورموز دينية منتقاة، جُلَّهم من أصحاب الطرق والتيارات الصوفية، وجزء ليس باليسير من فقهاء السلاطين وعلماء الحكومات والأنظمة، يتقدمهم شيخ الأزهر أحمد الطيب والمفتي السوري أحمد حسون، وعلي جمعة مفتي مصر السابق، والداعية المتصوَّف علي الجفري، الذي سوف نسلط الضوء بكثافة في هذه السطور على جانب من نشاطه وتحركاته.
ولِد الداعية المتَصوَّف علي الجفري في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، في عام 1391هـ -1971م، ونشأ في وترعرع في أرض الحجاز حيث كانت تقيم أسرته، التي فرت من اليمن منتصف تسعينيات القرن الماضي، كون والداه السياسي المعروف عبد الرحمن بن علي بن محمد الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)،ساند الحزب الاشتراكي في محاولة الانفصال، التي أشعلت حرب صيف عام 94م في اليمن، ويعد من المطلوبين ضمن (قائمة الـ 16) للحكومة اليمنية، ومحكوم عليه في القضية الجنائية الجسيمة رقم 5 لسنة 1997م مع بقية أعضاء القائمة، وكانت الأحكام تشمل الإعدام والسجن لفترات ما بين (2-10) سنوات.
على المستوى العلمي لا يحمل الواعظ علي الجفري أي شهادة جامعية، ويحرص في كل أحواله على تقديم نفسه للجمهور من عامة الناس في الفضائيات وكافة المؤتمرات بلقب “المحاضر في دار المصطفى” بحضرموت، ودار المصطفى هي من حيث الجملة عبارة عن رباط أو تكية صوفية تلقى بها الجفري كثيراً من دجل التصوَّف المزعوم.
أخذ الداعية المتصوَّف علي الجفري شهرته في بداية ظهوره وخروجه مطلع الألفية الثانية، عقب أحداث سبتمبر 2001م، وبالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على ما يسمى ” الإرهاب”، ودعم ورعاية ما وصف يومها بـ ” الإسلام المعتدل” من أضواء “القنوات الفضائية” الخليعة الساقطة أخلاقياً، مثل قناة “دريم2” وقناة “المحور” المصريتين، والتي يقف ورائها أناس هم أبعد ما يكونون عن الإسلام.
ورصدت تقارير صحافية عدَّة قيام الممثل السينمائي “وجدي العربي” بدور كبير لتعريف الوسط “الفني” بالجفري وسهل له علاقات واسعة ضمن هذا الوسط، وكان هذا كله بتوصية من البيت العلوي في مصر، الذي يتبنى مشروع قيام دولة الأشراف في الحجاز من زمن العباسيين إلى يومنا هذا، مروراً بجدهم صاحب المراسلات الشهيرة “حسين مكمهون”.
كما طلبت منه الحكومة المصرية مغادرة القاهرة، بعدما تنبهت إلى دعوته ومن وراءه جمعية “آل البيت” في مصر، والتي بدأت تنشط بعد أحداث أيلول سبتمبر عام 2000م، وبدأت تظهر كورقة ضغط على المملكة العربية السعودية، وقد أصدرت الجمعية عدة بيانات في الفترة الأخيرة تطلب من المملكة حق إمارة الحجاز ومكة، وحق إمارة الحج، وملكية ماء زمزم.
وكمحاولة عبثية وخاسرة لإبرازه إعلامياً، فقد استغل أتباعه وقومه حينها طلب الحكومة المصرية منه مغادرة القاهرة في العام 2001م، لتقديمه كبطل وصاحب صولة وجولة ودعوة، وأنه أثَّر في “الفنانات” اللواتي تحجبن …، وهو الأمر الذي نفاه كل من التقى به منهم.
وكان الجفري في بداية تصدره يحرص كثيراً على عدم الخوض في تناول القضايا السياسية والتحدث ولو بصورة استثنائية حول الأوضاع الساخنة والملتهبة والإنسانية التي تعيشها الأمة في شتى بقاع المعمورة، لينصب جهده ونشاطه آنذاك بشكل مكثف على الجانب الإرشادي والوعظي، إلى درجة النأي بنفسه تماماً عن اتخاذ وتحديد مواقف واضحة بشأن موجة الأحداث المتلاحقة مطلع الألفية الثانية، وسلسلة الحروب التي اجتاح بها الغرب المنطقة ومعظم بلدان ودول العالم العربي والإسلامي.
وعُرف عن الجفري إبّان خروجه على الناس في القنوات الفضائية تجنبه لمواطن النقد للدول والأنظمة والحكومات، والكلام في المذاهب والجماعات والفقهاء والعلماء، والحديث ولو بصورة عرضية عن التيارات والأحزاب والتنظيمات والمنظمات والشخصيات، سوءاً أكان بإجاباته الدبلوماسية أو اعتذاره وإعراضه المستمر عن الإجابة على الأسئلة التي تقدم له، ما حدا بمخالفيه إلى التحذير منه واتهامه بممارسة “التقية” كما تفعل الشيعة في كثير من أحاديثه والتضليل على جمهوره.
للمتصوَّف الجفري قدرات وملكات خطابية، وقوة تأثير على الجمهور غير عادية، قفزت به إلى مصاف النجومية والشهرة في وقت وجيز، ساعده على ذلك في بداية خروجه على الناس في معظم القنوات الفضائية بساطته المتناهية وعدم تكلَّفه، وطلاقته في الحديث وليونته، وحسن مظهره وهندامه، والتَبسُم الذي لم يفارق نواجذه، والبشاشة التي لا تغادر صفحات وجهه.
وأسهم اشتغال الداعية المتصوَّف الجفري على الجانب الوعظي والإرشادي، وتجنب ما عداه، في عملية الظهور والبروز والحضور له في أرض الواقع، وأثمر تركيزه في بداية نشاطه وتحركاته في الحديث حول أعمال القلوب والسلوك، وتغليب دور الموجه والمرشد وخطاب الناصح المشفق في جذب الكثير من الناس نحوه وكسب قلوبهم والتأثير عليهم، خلاف تقديم الجفري نفسه لعامة الناس وخاصتهم بكونه من “آل البيت” وجمعه بين التصوَّف والعصرنة.
غير أن تصدر الداعية المتصوَّف الجفري وحضوره الباذخ في الفضاء العام، وتسليط الأضواء عليه وتقديمه كنموذج في كافة الوسائل والوسائط وقنوات التواصل ليس مملوكاً له ولا لما يمتلكه علي الجفري في الواقع من خبرات وقدرات وملكات خطابية وقوة تأثير على عامة الناس في مختلف القنوات الفضائية، بقدر ما يعنيه هذا الحضور الموجه للجفري والهدف من تضخيمه، كون المؤشرات التي رصدت كثيرة، وتفيد بوقوف جهات وأطراف دولية خلف بروزه وتصدره.
وغير خاف في هذا السياق الصنعة الإعلامية للجفري في مختلف قنوات ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، وحالة الإبراز وهالة “التضخيم” و”التعظيم”، التي منحت له في غضون السنوات الأخيرة، وتحركاته المكوكية بين القارات الأربع: آسيا وأفريقيا وأوربا وأمريكا وغيرها، كمحاولة مقصودة في صنع هذه الهالة وتوظيفها لصالح “التصوَّف” الذي يحظى برعاية رسمية من الأنظمة العربية والولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي بعيد أحداث 11 سبتمبر.
فقد زار المتصوَّف علي الجفري على الرغم من حداثة سنه، العديد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية، في الوقت الذي كانت فيه معظم الدول الغربية أغلقت” أمنياً” على أغلب دعاة وكبار علماء الأمة في العالم الإسلامي، وعدم منحهم ولو مجرد تأشيرات مرور، حيث ألقى فيها العديد من المحاضرات والدروس، وشارك في أغلب الندوات والمؤتمرات في بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيرلندا وهولندا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية، وآسيوياً: إندونيسيا وعمان والإمارات وقطر والبحرين والأردن وسوريا ولبنان وسريلانكا، وإفريقيا: كينيا وتنزانيا وجزر القمر.
وبالنظر والتتبع لمسيرة نجم الفضائيات الداعية المتصوَّف والواعظ الجفري، وفي عملية رصد أولَّية لأبرز تحركاته وأنشطته المحفورة في نطاق الشبكة العنكبوتية، والموثقة في صدر موقعه الرسمي وصفحته الاجتماعية الرسمية على “فيس بوك” و” تويتر”، سوف نورد بإيجاز هنا دون تعليق جانب من حصاد ونتاج السيرة والمسيرة الجفرية.
فقد ربط الكثير من المراقبين بين ظهور الداعية المتصوَّف علي الجفري وبين الإسلام المطلوب الذي ترغب به الدول الغربية وكثير من الأنظمة العربية والإسلامية، وتقديم الجفري كداعية معتدل ووسطي، وتبني خطابه عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر مطلع الألفية الثانية، التي طالت التوجه السلفي الجهادي ابتدءاً، ليلحق به خلال السنوات الأخيرة التوجه الإسلامي السنيَّ بكافة اتجاهاته ومكوناته، الحركي والسياسي، وإلصاق تهمة “الإرهاب”، وغيرها من التهم به.
وفي هذا المضمار، تنقل الداعية المتصوَّف الجفري في العديد من القنوات الفضائية ومعظم العواصم العربية والإسلامية والغربية، كمحاضر وداعية لا يشق له غبار، على اعتبار أن المتصوَّف علي الجفري يمثل اتجاهاً وسطياً يقارب بين كافة التيارات الإسلامية، كون الخطاب الإسلامي الذي اتخذه الجفري يجمع بين الأصالة والحداثة ولا يكفّر أي تيار إسلامي آخر.
ومن يتابع ويدقق ملياً في محتوى دروس الواعظ المتصوَّف الجفري ومعظم ندواته في القنوات الفضائية خلال العشرية الأخيرة ستتضح لديه الصورة الكاملة ويظهر لديه الكثير من التفاصيل عن الرجل، الذي لطالما أسهب وأكثر دون ما حاجة في السنوات الأخيرة من ترداد جُمل وعبارات وألفاظ ومصطلحات ذات مدلولات سياسية، في ظروف سياسية، لتحقيق أجندة وغايات سياسية.
وفي هذا السياق يُعد مصطلح “آل البيت” و” التصوَّف” و” السنة والشيعة “، و”الحوار بين الأديان “و”سماحة الإسلام” و”الإرهاب” و” التَطرّف” و” التسامح “من أبرز المفردات والجُمل والعبارات التي أكثر المتصوّف الجفري من استخدامها وأسهب في التلاعب بمضامينها، وتوظيف مدلولاتها وسياقاتها الطبيعية في غير مواضعها الفعلية، واشتغاله مؤخراً دون كلل أوملل في العمل على ترسيخ الكثير من المفاهيم والمصطلحات الغربية والتغريبية.
ولمن يستقرئ ويتتبع مجمل نشاط وتحركات الجفري، سيلاحظ عملياً إسرافه الكبير والمتصاعد في الاشتغال على القضايا السياسية، وتركز جهده في إثارة الكثير من قضايا الصراع والخلافات في داخل الأمة، يستوي في ذلك تاريخها الغابر والعصر الحاضر، إذ لم يعد للجفري المُتصوَّف أي اهتمام يذكر بالوعظ والإرشاد والحديث في الرقائق وأعمال القلوب، ولم تعد تلك الصورة التي حاول الجفري رسمها وخداع الكثير من العامة والخاصة بها حاضرة، كما كانت في بدايات ظهوره على شاشة القنوات.
فقد ظهر المتصوَّف الجفري على حقيقته في وقت وجيز وقياسي، وكما أريد له، فقد غلب على مواقفه الإثارة والانتهازية، وتركز كافة أنشطته على نبش قضايا الصراع والجدل الكلامي القديم والحديث في الأمة، ومعظم خطاباته وأحاديثه في إذكاء الخلافات السياسية والفقهية والعقدية في الأمة، لينصب جهده بصورة عملية في إثارة قضايا الخلاف والصراع بين السنة والشيعة، والخلاف الأموي والعباسي مع العلويين، وغيرها من الإثارات التي لا تحصى أوتعد، وصولاً إلى إثارة الجفري الجدل حول مصطلح ” أهل السنة والجماعة”، والتوظيف السياسي المُوجه الذي بدا عليه وقومه في مؤتمر” غروزني” قبل أيام.
زيارة الجفري للقدس في ظلَّ الاحتلال، ومطالبة هيئات مقدسية عدَّة بتقديمه للمحاكمة الشرعية لأنها تعد نوعا من التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ودور الجفري المتناغم مع التوجهات الغربية والسياسات الأمريكية في ثورات الربيع العربي، تجاه الثورة الشعبية السلمية في اليمن، والثورة المصرية وتوابعها وتداعياتها، وفي مواطن ومواقف عديدة، أثبت فيها الجفري حقيقة تاريخية، في أن الصوفية والمتصوفة عصا الاستعمار التي توكأ عليها.
فلا ينسى الشعب المصري يوم أن كان في ميدان التحرير في بدايات ثورة 25 يناير 2011م، أن الجفري وصف الثوار في التحرير بأنهم “فئة غوغائية”، وفتوى الجفري عقب الانقلاب السيسي على الشرعية بعدم جواز الخروج على الحاكم، داعيا معارضي الانقلاب وأنصار الشرعية إلى العودة إلى منازلهم، ليسمح له بعد ذلك بإلقاء محاضراته التوعوية في ثكنات الجيش المصري.
يعتبر الداعية والمتصوَّف علي بن عبدالرحمن الجفري مؤسس ورائد “مؤسسة طابة” التي تحتضنها دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي مؤسسة ذات توجه صوفيَّ باهت، وتعد أحد النماذج الحيَّة المُعبرة تماماً عن الصورة الغربية للفكر والتوجه الإسلامي المرغوب، الذي يتماهى ويتوافق جملة وتفصيلاً مع الليبرالية الغربية، التي تركز في أهدافها على استيعاب التنوع الثقافي والديني والحضاري والإنساني ونزع خصوصية الإسلام، وبشكل أدق وصورة أكثر وضوحاً : تهدف لدمج القيم الغربية بالإسلام، ونشر الفكر الحداثي باعتباره الإطار العصري لتفسير الإسلام.
وفي الجملة، يغلب على أنشطة وتحركات الداعية المتصوَّف علي الجفري الجانب التطبيعي والتطبيقي لمفاهيم الإسلامي الأمريكي الغربي، الذي تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بجد على تكريسه وصياغته من سنوات في المنطقة ومعظم بلدان العالم العربي والإسلامي، بكل ماأوتيت من قوة ووسيلة وطريقة وأسلوب ودعم ورعاية وتبنيّ واحتضان، كماهو عليه الحال ويبدو من خلال هذا البيان والمقالة المثال، بتوظيف وصناعة بعض الرمزيات والمشيخات والدعاة الجدد، وتقديمهم كنماذج مقبولة، التي يُعد الجفري إحدى هذه الرمزيات والنماذج، وأنشط الدعاة المُبرزيّن إلى الإسلام الأمريكي.
موقع مجلة البيان