حينما تتولى هيلاري كلينتون رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، سوف تعين هما عابدين وزيرة للخارجية، بحسب تسريبات رسائل البريد الإلكتروني المتداولة بين عابدين وكلينتون وتشيريل ميلز، رئيسة الموظفين سابقاً لدى كلينتون.
وسوف تكون عابدين أول وزيرة خارجية مسلمة وواحدة من أصغر وزراء الخارجية سناً على الإطلاق. ومع ذلك، لن تكون أول وزيرة خارجية ولدت خارج الولايات المتحدة؛ فقد حظي هنري كيسينجر بذلك اللقب، بعد أن عينه رتشارد نيكسون وزيراً للخارجية، بحسب تقرير نشره موقع smobserved.
عملت هما محمود عابدين نائبة لرئيس حملة هيلاري كلينتون الرئاسية عام 2016. وقبل ذلك، شغلت منصب نائب رئيس الموظفين لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أيضاً فيما بين عامي 2009 و2013.
استثمرت عابدين فترة تدريبها بالبيت الأبيض عام 1996 لتضطلع بدور المساعدة الشخصية لهيلاري كلينتون.
ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون هي المشرف على توثيق عملية تعيين عابدين بمنصب "موظف حكومي خاص". وقد سمح هذا التصنيف لعابدين بالعمل في شركة استشارية خارجية وبمؤسسة كلينتون؛ وفي ذات الوقت، كانت تقدم المشورة إلى هيلاري كلينتون.
وقد أكدت حملة كلينتون يوم الأحد 18 سبتمبر/أيلول 2016، أن كلينتون لم توقع بصفة شخصية على وثائق خاصة بعابدين أو غيرها من الموظفين. فقد تم تدوين اسم هيلاري كلينتون طباعةً، ولكن التوقيع أدناه قد صاغته وزارة الخارجية الأميركية. وتسببت الوثيقة في حدوث ضجة بهذا الشأن وصدور تقارير إعلامية بشأن أكاذيب كلينتون حول عدم التورط في هذا الأمر.
وقالت كلينتون بالتلفزيون منذ أسابيع إنها "لم تتورط بصورة مباشرة" في حصول عابدين على منزلة "موظف حكومي خاص"، وهي المنزلة التي تتولى اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ التحقيق بها بسبب إمكانية تعارض المصالح.
ووفقاً للوثائق التي حصلت عليها مجموعة المحافظين للرقابة القضائية بموجب إحدى قضايا قانون حرية تداول المعلومات الصادرة ، كانت كلينتون هي المشرف المباشر المدون اسمه على الوثائق التي أدت إلى نقلها إلى هذا المنصب الجديد، بما يسمح لنائبة رئيس الموظفين في ذلك الحين بالعمل في ذات الوقت كاستشارية من الخارج.
وذكرت الحملة يوم الأحد أن كلينتون لم توقع بنفسها على النموذج، بل تحظى ميلز بسلطة توقيع مثل هذه النماذج لصالح عابدين.
وقبل ذلك، كانت عابدين تعمل رئيسة متنقلة للموظفين ومساعدة لكلينتون خلال حملتها بالحزب الديمقراطي للترشح للانتخابات الرئاسية عام 2008.
وعابدين متزوجة من أنتوني واينر، النائب الأميركي السابق من نيويورك، ولكنها انفصلت عنه. وكان واينر يمثل حرجاً كبيراً لأسرة كلينتون، فقد كان مولعاً بإرسال صور لنفسه لنساء يتعرف عليهن عبر الإنترنت. ومع ذلك، فالقصة معروفة للجميع.
ورغم نشأتهما في بلدان مختلفة، إلا أن عابدين وكلينتون يشتركان في الكثير من الصفات ولزوج كل منهما تاريخ من المغازلات النسائية.
وهذا يفسر رغبة كلينتون في تعيين عابدين بمنصبها السابق كوزيرة للخارجية، حسب تقرير موقع smobserved.
ويأتي منصب وزير الخارجية في المرتبة الثالثة بعد الرئيس بمقتضى الدستور الأميركي. وهذا يفسر أيضاً رغبة كلينتون في أن تحصل على دعم مساعدتها لها ولنائب الرئيس تيم كين بذلك الأسلوب أيضاً.
عملت عابدين نائباً لرئيس حملة كلينتون الرئاسية عام 2016 وتواصل عملها كمساعدة شخصية لكلينتون.
وكان تصعيدها إلى المرتبة الثالثة بالحملة "تحولاً كبيراً.. في مركز قوى حملتها"، بحسب صحيفة Politico.
فقد قامت بفحص ومقابلة المتقدمين بالطلبات للمشاركة في الأدوار الرئيسية بالحملة، بما في ذلك مدير الحملة روبي موك، وكانت القناة الرئيسية للتواصل مع كلينتون قبل أن تبدأ الحملة بصفة رسمية.
وبعدما اقترح المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، كتبت خطاباً إلى مؤيدي كلينتون ذكرت به أنها "مسلمة فخورة بنفسها" وانتقدت خطة ترامب باعتبارها "عنصرية بالمعني الحرفي وفقاً لما تحدده الكتب القانونية".
وفي خطاب بتاريخ 13 يونيو/حزيران 2012 موجه إلى المفتش العام لوزرة الخارجية، زعم خمسة من أعضاء الكونغرس الجمهوريين هم ميشيل باكمان من مينيسوتا، وترينت فرانكس من أريزونا، ولوي جوهمرت من تكساس، وتوماس روني من فلوريدا، ولين ويستمورلاند من جورجيا، أن أسرة عابدين "وتضم ثلاثة أفراد -والدها الراحل وأمها وشقيقها- ينتمون لمنظمات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين".
وزعم أعضاء الكونغرس الخمسة أن عابدين لديها "صلات عائلية مباشرة بمنظمات أجنبية متطرفة"، وهو الأمر الذي يجعلها "غير مؤهلة للحصول على تصريح أمني" وتساءلوا عن سبب عدم حرمان عابدين من الأهلية القانونية للحصول على تصريح أمني".
وقد تم رفض المزاعم المذكورة بالخطاب بصفة عامة، واعتبرها البعض ناجمة عن نظريات المؤامرة. وأشارت افتتاحية صحيفة The Washington Post إلى تلك المزاعم بصفتها "جنون عظمة" و"هجوماً لا أساس له من الصحة" و"تشويه سمعة".
وتم انتقاد الخطاب من قبل زعيم الأغلبية بالكونغرس نانسي بيوسي والنائبة الديمقراطية كيث إليسون من مينيسوتا، التي تعتبر أول عضو مسلم بالكونغرس، واعتبروا هذه المزاعم "تستحق اللوم والتوبيخ".
ورفض السيناتور الجمهوري جون ماكين من أريزونا تلك الادعاءات أيضاً وقال "لم يذكر الخطاب والتقرير حادثاً واحداً أو قراراً أو موقفاً عاماً اتخذته "هَما" أثناء عملها بوزارة الخارجية يمنح مصداقية لاتهامها بدعم الأنشطة المناهضة للولايات المتحدة داخل حكومتنا.. ليس لهذه الهجمات على "هَما" أي أساس منطقي".
وذكر إد رولينز، المدير السابق لحملة باكمان، أن الادعاءات "متطرفة وغير صادقة" وطالب باكمان أن يعتذر لعابدين.
وأدانت رابطة مناهضة التشهير الخطاب، ودعت النواب المتورطين إلى "وقف المتاجرة بنظريات المؤامرة الموجهة ضد المسلمين".
ولدت عابدين في 28 يوليو/تموز في ولاية ميشيغان الأميركية عام 1976. وحينما بلغت الثانية من عمرها، انتقلت مع أسرتها إلى جدة بالممكة العربية السعودية، حيث نشأت هناك حتى عادت إلى الولايات المتحدة للالتحاق بالجامعة. وسافرت عابدين كثيراً أثناء طفولتها وسنوات المراهقة والتحقت بالمدرسة البريطانية للفتيات.
وكان كلا والديها يعمل بالتدريس. فقد ولد والدها في نيودلهي بالهند في 2 أبريل 1928 وكان عالماً إسلامياً من الشرق الأوسط وله جذور هندية، وحصل على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا؛ وأسس في عام 1978، معهد شؤون الأقلية الإسلامية، وهي منظمة تتولى دراسة أحوال الجاليات الإسلامية في المجتمعات غير المسلمة حول العالم.
وفي 1979، أسس صحيفة شؤون الأقليات الإسلامية، التي تولت زوجته إدارة شؤونها بعد وفاته. وعملت ابنته "هَما" محررة بها فيما بين عامي 1996 و2008.
وولدت أمها في الهند (باكستان حالياً بعد التقسيم البريطاني) وحصلت على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا أيضاً، وتعمل حالياً أستاذاً مشاركاً لعلم الاجتماع وعميد كلية دار الحكمة في جدة بالمملكة العربية السعودية.
والتحقت عابدين في سن الثامنة عشر بجامعة جورج واشنطن، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الآداب. وكانت تطمح خلال سن المراهقة لأن تصبح صحفية على غرار كريستيان أمانبور؛ كما كانت تريد العمل بالمكتب الصحفي للبيت الأبيض