الرئيسية - تقارير - مليونية الاستقلال للحراك الإنفصالي .. هل تكشف أذرع إيران في الجنوب؟

مليونية الاستقلال للحراك الإنفصالي .. هل تكشف أذرع إيران في الجنوب؟

الساعة 07:25 مساءً (هنا عدن - متابعات _ الموقع بوست ادهم فهد )



بعد اعتذار محافظة حضرموت عن استضافة مليونية الذكرى التاسعة والأربعين لعيد الاستقلال والتي كان من المزمع تنظيمها من قبل الحراك الجنوبي في عاصمة المحافظة نهاية شهر نوفمبر الجاري، بدأت التحركات تأخذ منحى تصعيدياً من قبل الفصيل الذي يقوده فادي باعوم، و الذي يتهم بمناوئته للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية و تلقيه دعما ماليا و إعلاميا من طهران. محاذير أمنية وبررت السلطات في حضرموت إلغاء فعالية نوفمبر بوجود "محاذير أمنية"، موضحة بأن القرار “لا يعبر بأي حال من الأحوال عن رفض التعبير والاحتفاء بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين ليوم الاستقلال الوطني لرحيل آخر جندي بريطاني من عدنآ في 30 نوفمبر 1967”. وتزامناً مع ذلك، أكدت المنطقة العسكرية الثانية، ومقرها مدينة “المكلا“، على ما أصدرته اللجنة الأمنية، لافتة إلى أن المدينة غير قابلة لاحتضان مثل هذه الفعاليات. قرار اللجنة الأمنية و المنطقة العسكرية اتخذ قطعا بالتشاور مع القيادة المشتركة للقوات الإماراتية المتواجدة في المكلا ضمن قوات التحالف العربي. لكن فصيل باعوم أكد في بيان على الاستمرار بالإعداد والترتيب للمليونية في موعدها المحدد (30) نوفمبر في مدينة المكلا، داعيا إلى عدم الانسياق خلف بيانات وصفها ب"غير مسئولة" لأنها غير مخولة ب"الفعل الثوري". وشدد البيان على ضرورة "إبعاد الجنوب عن أي مشاريع تريد أن نعود إلى مربع اليمن، والحفاظ على الخط السياسي والهدف الواضح الذين قدم من أجله شعب الجنوب قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين" - حد البيان. وكان القيادي البارز في الحراك الجنوبي السلمي العميد علي السعدي قد اقترح على محافظي محافظات الجنوب وقيادات ونشطاء الحراك الجنوبي في محافظات الجنوب، إقامة فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ 49 لثورة 30 نوفمبر في عواصم المحافظات الجنوبية، بعد اعتذار حضرموت. وأشار السعدي في تصريح صحفي إلى أن الاحتفال المناسبة يعتبر رسالة سياسية للعالم يفرضها الواقع الجنوبي أن الجنوب تسيطر عليه اليوم قيادات جنوبية وفي نفس الوقت تقديرا لظروف شعب الجنوب لتسهيل عليه معاناة وكلفة السفر والتنقلات الى عدن او المكلا. وتشكل مناطق الجنوب أقوى حاضنة شعبية مناهضة للانقلاب ومؤيدة للشرعية و التحالف في اليمن، إخراج الجنوب من المعادلة ويطالب فصيل باعوم الجنوبيين بالتزام سياسة النأي بالنفس عنآ الحرب الدائرة في اليمن بذريعة أن الجنوب له قضية مختلفة، وهو بذلك يحاول إفقاد الشرعية و التحالف أقوى حاضنة شعبية مناهضة للانقلاب ومؤيدة لهما في اليمن. و في ذات الوقت فإنه لا ينفك عن تكرار مطالبته بإيقاف الحرب تحت مبررات إنسانية، في حين تم الكشف عن تورط بعض عناصره في تسهيل عمليات تهريب السلاح إلى الانقلابيين عبر سواحل باب المندب و تأمين إيصالها إلى صنعاء. وتزامن اعتذار سلطات حضرموت عن استضافة مليونية الاستقلال مع بدأ أعمال اللجان التحضيرية لمؤتمر "حضرموت الجامع" وذلك بعقد لقاء موسع ضم قيادات مكونات سياسية ومجتمعية ونخب ثقافية وإعلامية وشخصيات اجتماعية. و كانت منطقة غرب المكلا شهدت الثلاثاء قبل الماضي مقتل ستة من عناصر "القاعدة" خلال هجوم شنته قوات "النخبة الحضرمي"، مسنودة بطيران "التحالف". وقال مسؤول أمني: نفذنا في وقت مبكر من صباح الثلاثاء هجوماً على قرية الحمراء في مديرية حجر غرب المكلا، حيث كانت عناصر إرهابية تخطط لهجوم على المدينة، وقمنا بعملية استباقية شارك فيها طيران التحالف العربي". وأضاف أنه "قتل ستة من مسلحي القاعدة وجرح آخرون، فيما قمنا بضبط أربعة يقبعون الآن في السجن"، وأكد المسؤول أنه "لا يزال التهديد على المكلا قائماً، وتسعى العناصر الإرهابية لتنفيذ عمليات انتقامية". تحريض ضد التحالف كما لا يخفى على متابع تحريض فصيل باعوم على العمليات العسكرية التي تنفذها المقاومة الجنوبية في محافظة صعدة معقل الحوثيين شمال اليمن و التقليل من جدواها مع التضخيم من حجم الخسائر. كما يحرص على التكرار بحصر المشاركين من أبناء الجنوب في تلك العمليات على أنصار الجماعات السلفية فقط و ذلك لدعم الضخ الإعلامي الذي يحاول وصم الحرب في صعدة بـ(الطائفية) و الـ(مذهبية) التي لا تخلوا من دوافع انتقامية لحرب (دماج) السابقة. فصيل باعوم والذي يوصف خطابه بأنه أقل عدائية تجاه الحوثيين، وأكثر هجومية ضد التحالف العربي كان قد أعلن في وقت سابق " فصل قياديين مؤسسين لحراك حضرموت وهماآ الشيخ أحمد بامعلم و علي الكثيري بتهمة انتماء الأول لحزب الإصلاح، والثاني لحزب الرابطة، محذراً من "التعامل معهم بهذه الصفة" تحت طائلة "الرد بدرجات عالية وغاضبة وقاسية" -حد البيان. فصل المعلم والكثيري جاء على خلفية مشاركتهم في مهرجان جماهيري رسمي في المكلا تأييداً للتحالف العربي والشرعية و رفضا لمبادرة المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ. ملامح توسع الصراع بوادر الصراع كانت أولى ملامحه في حضرموت حول أحقية من يمثل الحراك الجنوبي بين فصيل باعوم و التيار التابع للرئيس الجنوبي علي سالم البيض الذي أعلن تأييده لعاصفة الحزم والذي يقدم على أنه التيار الموالي للتحالف العربي و المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. تحركات فصيل باعوم لم تقتصر على محافظة حضرموت على مايظهر فقد شهدت مدينة عدن مطلع نوفمبر الحالي مسيرة مناوئة لمحافظ عدن عيدروس الزبيدي، قبل أن يتم تفريقها من قبل قوات الأمن دون وقوع إصابات. ووفقا لشهود عيان فإن المسيرة كانت تردد شعار "يا فانوس يا حقير ثورتنا ثورة تحرير" في إشارة إلى المحافظ. ويعمل فصيل باعوم على تأجيج الشارع باتجاه إرباك الأوضاع وعرقلة أداء الحكومة و السلطات المحلية و التحريض ضدهما لمعارضة أي تحسن لاسيما في المناطق الجنوبية المحررة. يُذكر أن "لجنة التصعيد الثوري" عاودت تنظيم فعاليات أسبوعية يومي الأحد والخميس في مديريتي الشيخ عثمان و كريتر، تأكيداً على التمسك بهدف "استعادة دولة الجنوب" ورفضا لمشروع الأقاليم – حد قولها.