تستمر الحرائق الهائلة التي تشهدها إسرائيل منذ ثلاثة أيام بالزحف نحو مزيد من الشوارع والأحياء موقعة العديد من الخسائر، بينما أجلت السلطات مئات السكان من مدينة حيفا, في حين تداعت ست دول للمساعدة في إخماد النيران.
وأفاد مراسل الجزيرة باندلاع مزيد من الحرائق في مناطق حيفا غربي القدس مما اضطر السلطات إلى إغلاق شوارع رئيسية وإخلاء جامعة حيفا وأحياء أخرى.
يأتي ذلك فيما تعمل عشرات أطقم الإطفاء والدفاع المدني وطائرات الإطفاء بشكل مستمر لإخماد هذه الحرائق.
من جهتها أعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم الخميس إجلاء مئات المواطنين من بيوتهم بمدينة حيفا في شمال البلاد بسبب حرائق اندلعت في عدد من الأحياء.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية قوله إن الحرائق وصلت "لنحو ثمانية إلى عشرة شوارع في حيفا، ولم يبلّغ عن وقوع إصابات".
وأضاف "يجري العمل والتنسيق مع الطائرات والشرطة ورجال الإطفاء الذين يعملون على مساعدة الناس بالسرعة الممكنة".
ودعت السلطات الإسرائيلية سكان مدينة حيفا إلى إخلاء منازلهم والابتعاد عن الأحياء التي امتدت إليها النيران، حسب مراسل الجزيرة.
ووصف متحدث باسم الدفاع المدني ما يجري بأنه حالة حرب حقيقية مع "النيران العملاقة".
وذكر شهود عيان في المدينة أن حالة من الفوضى والذعر تسيطر على المواطنين، كما يسمع دوي انفجارات بين الحين والآخر ناجمة عن انفجار أسطوانات الغاز المنزلية، بينما تهدد النيران عددا من محطات الوقود، وفق ما ذكر مراسل الجزيرة.
طواقم الإطفاء تخمد النيران في منطقة قرب القدس ( الأوروبية) |
إجلاء
وأفاد مراسل الجزيرة بنشوب حرائق هائلة في الأحراج بسلسلة الجبال الغربية بالقدس المحتلة بالموازاة مع حرائق تجتاح مختلف مناطق إسرائيل، وسط مساع لطواقم الإطفاء تسندها ست طائرات لإخماد النيران ومنع انتشارها باتجاه المنازل والشوارع.
وأضاف مراسل الجزيرة أن طواقم الإطفاء تحاول جاهدة منع وصول الحرائق للشارع الرئيسي الذي يربط بين تل أبيب والقدس، مشيرا إلى أن الرياح الشرقية العاتية ساهمت في سرعة انتشار النيران.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه تم إجلاء عشرات العائلات مع اقتراب ألسنة اللهب من منازلهم في مستوطنة طلمون شمال القدس.
وأعلنت لوبا السمري، المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية، في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه لوكالة الأناضول، أن النيران توسعت صباح اليوم قرب مستوطنة "موديعين" الإسرائيلية في وسط الضفة الغربية.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن حريقا وقع قرب مدينة أم الفحم (مدينة عربية في الشمال).
والتهمت الحرائق آلاف الدونمات من الأراضي وأدت الى تدمير عشرات المنازل بالكامل.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن طواقم الإطفاء تتعامل مع 13 حريقا، اندلعت في عدة مناطق بينها القدس و"نهاريا" و"معلوت" و"الجليل" إلى جانب مناطق مفتوحة داخل إسرائيل، وفق ما ذكرت وكالة الأناضول.
ولم يتضح بعد السبب الرئيسي لهذه الحرائق، لكن بعض الجهات الإسرائيلية لم تستبعد أن تكون متعمدة وبفعل فاعل، إضافة إلى الإهمال من قبل المتنزهين، وتأثيرات الرياح العاتية، وحالة الجفاف المستمرة التي ساعدت على سرعة انتشار الحرائق.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان والمفتش العام للشرطة روني الشيخ قررا نشر قوات من الشرطة وحرس الحدود في بعض المناطق المفتوحة، بعد أن أشارت التحقيقات إلى أن بعض الحرائق التي شبت في اليومين الماضيين كانت مفتعلة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.
تداع دولي
في الأثناء رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرض القيادة التركية إرسال طائرتي إطفاء كبيرتين للمساهمة في جهود إخماد الحرائق المشتعلة بإسرائيل منذ ثلاثة أيام.
طائرة تشارك في عمليات إطفاء الحرائق التي اجتاحت مناطق بإسرائيل (الأوروبية) |
وانضمت تركيا إلى روسيا واليونان وقبرص وإيطاليا وكرواتياالتي أرسلت طائرات إطفاء يتوقع وصولها في أوقات لاحقة من اليوم لمباشرة عملية إخماد الحرائق المنتشرة التي لم تعد اسرائيل بدفاعها المدني قادرة على تطويقها.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن ست دول أرسلت طائرات للمساعدة في إخماد الحرائق.
وأضاف المكتب في تصريح مكتوب أن الدول التي أرسلت طائرات إطفاء هي اليونان وإيطاليا وكرواتيا وروسيا وقبرص وتركيا، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.
في السياق، نقل مراسل الجزيرة عن وزارة الطوارئ الروسية قولها إنه بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين أرسلت طائرتان برمائيتان من طراز "بي-200" للمساعدة في إخماد الحرائق في إسرائيل.
في حين أكد الكرملين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هاتف بوتين وطلب المساعدة في مكافحة الحرائق.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد أشارت إلى أنه من المقرر أن تصل إلى إسرائيل اليوم ثماني طائرات إطفاء من عدة دول أجنبية للمساعدة في التعامل مع موجة الحرائق الحالية، استجابة لطلب نتنياهو، موضحة أن هذه الدول هي روسيا واليونان وقبرص وإيطاليا وكرواتيا.