�اسر حسن- الجزيرة نت- عدن قوبلت التعيينات الأخيرة في قيادة الجيش الوطني اليمني بتأييد كبير وارتياح شعبي واسع، ورأى البعض أنها تهدف إلى ترتيب أوضاع الجيش وتعزيز وضعه، وهو يواجه مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على مختلف الجبهات. وتوقع مراقبون أن يكون لتلك التعيينات، التي شملت جبهات ملتهبة في المعارك مع الانقلابيين مثل المنطقتين العسكريتين الأولى والرابعة؛ دور بارز في حسم المعركة لصالح الحكومة الشرعية في اليمن، خاصة أنها تأتي بعد التقدم الكبير الذي أحرزه الجيش والمقاومة في تعز وباقي الجبهات، كما أن القادة الجدد يعدون ممن خاضوا حروباً ضد الحوثيين وحققوا انتصارات ملموسة فيها. وقال رئيس المنتدى العربي للدراسات نبيل البكيري إن "إعادة الاعتبار لقيادات عسكرية وطنية كبيرة لها تاريخ عسكري ووطني ناصع تجعل الناس تنتظر آمالاً عريضة على تلك التعينات التي يفترض أن يكون لها وقع واضح على الأرض، خاصة أنها شملت خارطة عمليات المنطقة العسكرية الرابعة، وهي الأكثر اشتعالا منذ عام ونصف العام، وتقع المعارك التي تدور في تعز ضمن نطاق عملها. وأكد في حديث للجزيرة نت أن الأيام القادمة قد تجيب عن تساؤلات الناس وآمالهم بحدوث شيء يعيد لهم الثقة في الحكومة الشرعية ومؤسساتها العسكرية التي ما زالت في طور إعادة الترتيب والتنظيم من جديد. أهمية إستراتيجية: بدوره، يرى المحلل العسكري والإستراتيجي علي الذهب أن القرارات الجديدة للرئيس عبد ربه منصور هادي تكتسب أهمية إستراتيجية ذات أبعاد مختلفة، وفي مقدمتها ملء الفراغ في بنية النظام السياسي والعسكري الذي أحدثه انقلاب 21 سبتمبر/أيلول 2014، والتحضير لمرحلة ما بعد استعادة الدولة، فضلاً عن استهدافها بعض معاقل الفساد، وعناصر النظام السابق التي استأثرت بالمناصب السياسية والعسكرية لعقود من الزمن. وقال للجزيرة نت إن القرارات تكتسب أهمية أخرى "من حيث خبرة الأشخاص المعينين بموجبها، الذين لعبوا دوراً بارزاً في الدفاع عن الجمهورية، ومقاومة حركة التمرد الحوثية في مرحلتها الأولى، والتصدي لها في معقلها خلال الحروب الست، وتلعب هذه العوامل دوراً مؤثراً في مجريات ووقائع القتال وتحقيق نتائج إيجابية لصالح السلطة الشرعية، كما أنها قد توحي بأن الحكومة الشرعية تريد خيار الحسم، لأن السلام مع الانقلابيين بات مستحيلاً". من جانبه، قال الناطق الرسمي السابق للمقاومة في عدن علي الأحمدي إن "المرحلة الحالية حساسة وتحتاج إلى سرعة الحسم والضغط ميدانياً بأقصى قوة ممكنة لقطع الطريق على المليشيات الانقلابية التي تسعى لتضييع الوقت حتى تفرض حلولاً سياسية منتقصة تحقق فيها أكبر قدر من المكاسب". وتابع في حديثه للجزيرة نت "نحن في عدن رحبنا بتعيين قادة عسكريين في معارك عدن لما تقتضيه الحاجة من وجود قادة لهم خبرة كبيرة في إدارة المعارك، لا سيما في هذه المرحلة المهمة التي تتطلب الحسم الميداني العاجل. وتمنى الأحمدي أن يستمر دعم كافة جبهات المقاومة حتى يكون لتلك القرارات الجديدة أثرها الفعال على الأرض في هزيمة الانقلابيين وإنهاء الانقلاب. أما غمدان الشريف السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء اليمني فرأى أن التغييرات العسكرية هي متطلبات المرحلة، وهي قرارات شجاعة يحتاجها اليمنيون لاستكمال استعادة السيطرة على المناطق التي ما زالت بيد الانقلابيين، والمضي قدماً نحو استعادة الدولة بعد فشل الهدنة التي لم يلتزم بها طرفا الانقلاب، اللذان يرفضان قبول قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦. وقال للجزيرة نت إن الرئيس هادي أصدر بعد تلك القرارات توجيهات بسرعة دعم محافظة تعز بالتعزيزات العسكرية، مؤكداً أن الأيام القادمة سوف تشهد تقدماً عسكرياً وحسماً على كافة الأصعدة