أعلنت كوبا رسميا وفاة رئيسها السابق وقائد ثورتها الشيوعية، فيدل كاسترو، عن عمر ناهز 90 عاما، قضى منها 50 عاما في السلطة بعد الإطاحة بالحاكم السابق فولغينسيو باتيستا.
سُجن كاسترو في شبابه لمدة عامين للمشاركة في محاولة انقلاب فاشلة، ليُنفى بعدها في المكسيك. لكنه عاد إلى كوبا في عام 1956 ليقود حركته الثورية. ونجح ليلة رأس السنة في 1959 في الإطاحة بحكم فولغنسيو باتيستا.
في عام 1961 خاض كاسترو قتالا ضد 1500 منفي كوبي، هربوا للولايات المتحدة بعد الثورة ثم عادوا بدعم من المخابرات المركزية الأمريكية (سي آى اية) التي سلحتهم وأنزلتهم في خليج الخنازير للتحرك من أجل الإطاحة بحكومة كاسترو.
ربما كان أصعب اختبار واجه كاسترو خلال فترة حكمه الطويلة ما حدث في عام 1962، عندما أصدر الرئيس الأمريكي جون كينيدي تحذيرا بضرورة إزالة الصواريخ السوفيتية التي نشرتها موسكو في كوبا، في ما عرف باسم أزمة الصواريخ الكوبية.
في النهاية استجاب كاسترو والزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف للمطالب الأمريكية وقررا نقل الصواريخ السوفيتية من كوبا، ليتنفس العالم الصعداء بعد تلاشي التهديدات بقيام حرب نووية بين القوتين العظميين.
كان كاسترو عاشقا للعبة البيسبول ومارسها في عدة مناسبات. وفي الصورة يظهر ممسكا بمضرب البيسبول أثناء مشاركته في مباراة بكلية المعلمين في سييرا مايسترا عام 1962.
ينظر العديد من الليبراليين في كوبا إلى كاسترو باعتباره ديكتاتورا ظالما.
فر آلاف الكوبيين من البلاد نحو الولايات المتحدة، وغالبا ما استخدموا طوافات وعوامات بدائية في رحلة خطرة للوصول إلى الشواطئ الأمريكية.
ومع هذا ظل كاسترو يحظى بشعبية كبيرة كانت كافية ليظل في الحكم ما يقرب من خمسة عقود ليصبح أحد أطول الحكام بقاء في السلطة بالعالم.
بعد خضوعه لجراحة في المعدة، عام 2006، اقتنع كاسترو بعدم قدرته على البقاء في الحكم وسلم السلطة جزئيا إلى شقيقه راؤول، وندر ظهوره في المناسبات العامة، حتى قرر التخلي نهائيا عن السطلة في فبراير/ شباط 2008.
ألقى كاسترو خطابا في حشد من أنصاره، في سبتمبر / أيلول 2010، كان هو الأول منذ أربع سنوات. وجاء الخطاب بعد فترة عزلة قضاها عقب الجراحة في يوليو/ تموز 2010. وظهر للعلن قبل وفاته في احتفال بعيد ميلاده التسعين في أغسطس/ آب الماضي.