الرئيسية - تقارير - دلالات عودة الرئيس هادي إلى عدن.

دلالات عودة الرئيس هادي إلى عدن.

الساعة 05:52 مساءً (هنا عدن - متابعات _ الجزيرة نت )



�اسر حسن-عدن تختلف قراءة المحللين للدلالات التي تحملها عودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى عدن، حيث تتزامن مع وصول المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الرياض للقاء هادي، ورغبة المبعوث في تسلم الرد الرسمي على مبادرته الأخيرة لحل الأزمة اليمنية. ويرى محللون أن خروج هادي من الرياض يعد رفضا عمليا للمبادرة، وأن وجوده بعدن سيقوي موقفه، فيما يرى آخرون أن وجوده في عدن لا ينطوي على جديد. يقول وزير الأوقاف والإرشاد أحمد زبين عطية إن عودة الرئيس هادي إلى عدن عودة طبيعية إلى العاصمة المؤقتة للبلاد، كما أنها تأتي لعدة أسباب، منها تطبيع الأوضاع في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية -ولا سيما ما يتعلق بالرواتب والبنك المركزي- ثم ما يتعلق بالجبهات، خاصة جبهة تعز حيث ستكون هناك تحركات قريبا تتجه إلى الحسم العسكري لقطع الطريق على أي التفاف على معنى الشرعية ومفهومها. ويضيف عطية للجزيرة نت أنه لا يمكن وضع خريطة الطريق أساسا ومنطلقا للمفاوضات، كونها تضمنت ثغرات كبيرة جدا، وجاءت بمثابة مكافأة للطرف الانقلابي. بدوره، يرى رئيس تحرير صحيفة عدن الغد فتحي بن لزرق أن عودة هادي إلى عدن لا تحمل أي جديد، لا للمقاومة في تعز، ولا للجهود السياسية لحل الأزمة في اليمن. فقد انتقل هادي من الرياض إلى عدن في زيارة يحاول من خلالها تجنب لقاء المبعوث الأممي، لكن حتى وإن زار المبعوث الأممي عدن فلن يكون هناك أي جديد في مباحثات السلام، وربما يضيف هادي شروطا أخرى بشأن ضرورة التوصل إلى حل للأزمة. ويضيف بن لزرق للجزيرة نت أن الرئيس هادي يعيش في القصر الرئاسي بمنطقة معاشيق، بينما الخدمات العامة في عدن تتردى، إلا أن وجوده في عدن ربما يسجل حضورا إيجابيا لأداء المؤسسات الحكومية في المدينة. رفض عملي: من جانبه، يقول رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح في عدن خالد حيدان إن عودة الرئيس هادي إلى عدن -والتي جاءت بالتزامن مع جولة المبعوث الدولي ولد الشيخ أحمد- تعد بمثابة رسالة واضحة مضمونها الرفض العملي لمقترح المبعوث الدولي الذي انتقص فيه من السلطات الشرعية مقابل تعزيز موقف الانقلابيين في صنعاء. واعتبر أن جولة ولد الشيخ أحمد في عدد من دول المنطقة في محاولته للضغط على معسكر قوى الشرعية للقبول بخريطته لن تؤثر في موقف تلك القوى الواضح والثابت منذ اليوم الأول للمبادرة. كما يرى حيدان أن هناك أحداثا متسارعة وتطورات ميدانية ربما تصبح ورقة تفاوض قوية لقوى الشرعية لإرغام المبعوث الدولي على إعادة النظر في مبادرة خريطة الطريق التي قدمها، كما أن وجود الرئيس هادي في عدن بمثابة رسالة تأكيد على السيطرة الميدانية وتعزيز للجيش وقوى المقاومة، وأنه هو من يدير المساحة الكبرى ميدانيا، وأن السلام لن يكون إلا من خلال المرجعيات المتوافق عليها. مكافأة للانقلابيين: أما الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي فيرى أن المتابع لتصريحات هادي منذ تسلمه مقترح المبعوث الأممي يصل إلى قناعة بأن هناك عدم قبول جوهري للمقترح. فهادي يعتبر المقترح بمثابة مكافأة للانقلابيين، غير أنه سيواجه صعوبة في طرح وجهة نظره بشكل مباشر من خلال رد كامل لهذا المقترح، بل سيلجأ إلى إخراج وجهة نظره من خلال مطالبة ولد الشيخ أحمد بإعادة صياغة مقترحه بما يراعي موقف هادي وفريقه، والاستفادة من ذلك في إحداث تغيير على الأرض. ويضيف الشرفي أن مكان تواجد الرئيس هادي ليس له علاقة بقوة موقفه باعتبار أنه يستند إلى دعم دول التحالف والدول الراعية، وهي بدورها تدعم المقترح الأممي. غير أن زيارة هادي لعدن هي في حد ذاتها رسالة تعبر عن الامتعاض إزاء مقترح ولد الشيخ أحمد والاعتراض العملي على رؤيته للحل، كما أنها استمرار للعبة تبادل الأدوار بين المملكة السعودية والرئيس هادي الهادفة إلى كسب الوقت لصالح العمل العسكري