سياسيون: زيارة هادي للإمارات ستردم الفجوة مع الشرعية والإصلاح مُطالب بإزالة تقارير صالح الكيدية
2016/12/07
الساعة 03:03 مساءً
(هنا عدن - متابعات )
الموقع بوست - وئام عبدالملك
تلعب دولة الإمارات دورا بارزا بدعهما للسلطة الشرعية في اليمن، من خلال الموقف السياسي ومشاركة قواتها جوا وبرا، كثاني دولة فاعلة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لهم، مع دعمها لمشاريع في بعض المناطق المحررة، ومحاولة تطبيع الحياة فيها.
وتشيد الشرعية اليمنية باستمرار على لسان مسؤولين رفيعين، بمواقف الإمارات الداعمة، ووصف الرئيس عبدربه منصور هادي، موقف أبوظبي المساند لبلاده بــ" البطولي والإيجابي".
في المقابل، يدور جدل كبير حول الدور الإماراتي الذي تقوم به في اليمن، خاصة بعد إعلان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، دعم بلاده لخطة المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، قائلا إن "الخيارات البديلة مظلمة"، وكذا موقفها غير الداعم لحزب الإصلاح الإسلامي، ثاني أكبر الأحزاب السياسية في البلاد، إضافة إلى احتوائها لعديد من الشخصيات في الحراك الانفصالي الجنوبي، وهو ما وضع علامات استفهام حول دورها، وتساؤلات حول الدور المأمول الذي يفترض أن تقوم به أبو ظبي في اليمن.
ويؤكد سياسيون أن عدم دعم" أبو ظبي" لخارطة ولد الشيخ التي لم ترتكز على المرجعيات الثلاث لحل الأزمة اليمنية، وكذا عدم مساندة الانفصال، فضلا عن الوقوف أمام كل المكونات المؤيدة للشرعية من الأحزاب بمسافة واحدة، سيساهم بشكل كبير في التخلص من الانقلاب.
وأنهى الرئيس هادي، زيارته للإمارات، الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول، التي استغرقت ثلاثة أيام، كانت لحضور مؤتمر حماية التراث الثقافي الذي استضافته أبو ظبي بالشراكة مع فرنسا.
ويتوقع متابعون أن تصب زيارة الرئيس اليمني في اتجاه محاولة كسب دعم الإمارات للشرعية، وردم الخلاف حول بعض المسائل، خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تضغط فيها الدول الكبرى من أجل التوصل إلى حل سياسي في اليمن لا يستند على المرجعيات الثلاث، أبرزها القرار الأممي 2216.
تراجع التوتر
وفي هذا الإطار يرى المحلل السياسي، ياسين التميمي، أن زيارة هادي للإمارات تعكس تراجعاً في التوتر التي شهدته العلاقات بين قيادة أبوظبي والرئيس، الذي لم يتبنَ مواقف مضادة من الإمارات، سوى أنه أطاح برجل كان يحسب تقليدياً عليها.
وتعني عودة" هادي" إلى عدن- وفقا لـ" التميمي" الذي تحدث لـ(الموقع بوست)-، أن العلاقات تذهب نحو الاستقرار مع الرئيس هادي.
ويستدرك" لكن من السابق لأوانه تصور ما إذا كانت ستنعكس على أداء التحالف العربي في اليمن، وستساهم في تحقيق أهدافه المعلنة" .
ويؤكد" التميمي"، أن الإمارات جاءت الإمارات تحت سقف الأهداف الذي حددها التحالف العربي وفي مقدمتها طرد الميلشيا وإنهاء الانقلاب، وتحققت تلك الأهداف بشكل جزئي حتى هذه اللحظة.
ومضى بالقول: "تكمن المشكلة في أن الإمارات تؤسس لسلطة موازية في المحافظات الجنوبية، وتضع عراقيل كثيرة أمام إكمال التحالف لمهمته في مناطق المواجهة الأساسية، وفي مقدمتها محافظة تعز".
انتقادات
من جهته يؤكد المحلل السياسي عبدالغني الماوري، أن الإمارات تقف مع الشرعية في اليمن بكل قوتها، ولا مجال للتشكيك في الأمر، لكنه ينتقد موقفها من حزب الإصلاح الداعم للشرعية، والذي تعتبره" أشد خطرا من الانقلاب الذي يقوده صالح وميليشيات الحوثي".
ويعتقد في حديثه الذي خصه( الموقع بوست)، أن الإمارات يمكنها التسامح مع الانقلابيين وغير مستعدة لتفهم وجود حزب الإصلاح من الأساس، وهذا الموقف الراديكالي وضع التحالف والشرعية في مأزق، كون المقاومة الشعبية يشكل قطاع كبير منها أفراد" الإصلاح"، على حد تعبيره.
وعن زيارة الرئيس هادي للإمارات، يعتقد المحلل السياسي، أنها جاءت لإذابة الجليد بينه وبين أبوظبي، خاصة في ظل الاعتقاد السائد بأن الإمارات تقف خلف رئيس الوزراء السابق خالد بحاح، الذي يقود تحركات سياسية ضد الرئيس اليمني، لافتا إلى أن الزيارة قد لا تنهي ذلك الخلاف، كون" هادي" مهتم بوضع أسس علاقة جيدة معها.
ويشيد" الماوري" بالدور الفاعل الذي قامت به" أبوظبي" في مساعدة الحكومة الشرعية في تحرير عدن، ومعظم أجزاء الجنوب من قبضة ميليشيا الحوثي الانقلابية، لكنه يتساءل عن إمكانية وجود خطة للإمارات تخالف خطة المعلنة من قِبل السعودية، وتتصرف بالتالي بمعزل عنها، خاصة مع اتهامها بتأخير تحرير تعز، وانفرادها ببعض العمليات العسكرية، وكذا اهتمامها ببعض المحافظات التي يمكن من خلالها أن تدعم اقتصادها عبرها، كسقطرى.
ويتوقع مراقبون، أن الإمارات لا تقوم بأي دور بمعزل عن السعودية، وذلك لخلق نوع من التوزان في البلاد، وصرف الأنظار عن كثير من القضايا التي يسعى الانقلابيون لإثارتها كقضية الانفصال.
"الإصلاح" وترميم ما أفسده النظام السابق
وبالعودة إلى الإمارات ونظرتها لبعض المكونات السياسية، وأبرزها" الإصلاح، يقول المتحدث باسم حزب التجمع اليمني للإصلاح، إن ما يقوله البعض عن نظرة الإمارات السلبية نحو الإصلاح، هو في بعض الأحيان تعبير عما يريدونه أن يحصل لا تعبيرا عما هو حاصل فعلا.
ويتابع عبدالملك شمسان لـ(الموقع بوست) أن "الإصلاح ينظر إلى الإمارات كواحدة من دول التحالف التي تقف معه اليوم في أهم المنعطفات التاريخية لليمن والجوار والمنطقة العربية، ويقف وإياها وكل دول الخليج في خندق واحد جمعتهم فيه الأخوة وهدف الدفاع عن الدولة اليمنية الذي يمثل بدوره دفاعا عن المنطقة العربية والإسلامية برمتها"، لافتا إلى أن أبوظبي تنظر إلى الحزب من جانبها كواحد من مكونات الشرعية والمجتمع اليمني الذي التحمت معه في هذه المعركة المصيرية حد وصفه.
واذ يتحدث شمسان عن إيجابية متبادلة فإنه يستدرك بالتأكيد على أن "الإصلاح مطالب بمزيد من الجهود لترميم ما أفسدته التقارير الكيدية والمضللة التي ظل نظام علي صالح يضخها عنه خلال سنوات طويلة إلى بعض الاشقاء وأطراف أخرى لأهداف دنيئة، خاصة وأن كثيرا من هذا قد انكشف اليوم بعدما نفذ صالح بالتحالف مع الحوثيين انقلابا مسلحا على السلطة الشرعية ونسف العملية السياسية التي كانت برعاية خليجية، قبل أن تكون برعاية أممية ودولية، وضُبط متلبسا وهو يسلم اليمن إلى إيران، ومشاريع التمزيق التي تستهدف اليمن ودول الجزيرة والوطن العربي".