الرئيسية - تقارير - عندما تتحول سواحل عدن إلى كنوز.. وبطون الأسماك إلى ملايين (تقرير)

عندما تتحول سواحل عدن إلى كنوز.. وبطون الأسماك إلى ملايين (تقرير)

الساعة 10:55 مساءً

عندما تتحول سواحل عدن إلى كنوز.. وبطون الأسماك إلى ملايين (تقرير)

اليمن _عدن_عمر محمد حسن



ما يثير الاستغراب أن يصحو صياداً ورزقه ينتظره على ساحل البحر كما هو الحال لصيادي  البريقة _غرب عدن_ عندما وجدوا جسماً غريباً لفضهُ المحيط الهندي وساقته الرياح إلى سواحل عدن يُخفي في جوفه أكثر من 12 مليون ريال يمني.

أمواج عاتية سافر معها أكبر حيتان العالم المسننة من قعر البحار ودرك المحيطات إلى الساحل الغربي لمدينة عدن ليتفاجئ معها ثمة صيادين بحوت العنبر _أندر الحيتان البحرية في العالم_ والذي يستخرج منه مادة العنبر التي تستخدم في صناعة العطور.
 
كنوز على الشاطئ

صباح أمس الثلاثاء وبعد محاولات مستميتة من الصيادين بمنطقة “كبجن” بسحب الحوت من عمق متر واحد إلا أن محاولتهم بأت بالفشل كون الحوت يزن وزن(14)طناً _أي_ ما يعادل (14000) كجم بطول 15 متراً.

جهودٌ مضنية أفضت في الأخير إلى سحب الحوت أمتاراً للشروع بتشريحه بعد أن تأكد الصيادون بأن الحوت هو حوت العنبر وسط تخوف شديد من قُدوم بلاطجة حسب الصيادين لموقع “اليمن” بل وبلغ التخوف أشده من أي قادم إلى المكان الكائن بين البريقة وفقم حتى ولو كانوا رجال المقاومة أو حتى من السلطة.

سراً تمت عملية التشريح وبسرعة متناهية من أجل استخراج العنبر ؛ إلا أن الصيادين رفضوا الإفصاح عن كمية العنبر المستخرجة من الحوت والبعض منهم اعترف بأن الكمية هي (4) كيلو فقط ؛ وآخرون تحدثوا بأنهم لم يجدوا عنبراً كون الحوت لفض العنبر من فمه قبل موته بساعات حسب روايتهم.

مصدر قريب من الصيادين وبعد عملية التشريح لجسم الحوت أكد لموقع “اليمن” بأن (8) كيلو من مادة العنبر هي مجمل ما أستخرجها الصيادين من الحوت حتى عصر أمس الثلاثاء ؛ مُبيناً بأن العنبر المستخرج من الدرجة الثانية.
 
العنبر من قعر المحيط إلى سواحل عدن  
 
يعيش أحد أشهر أنواع الحيتان في العالم وأكبر الحيتان المُسننة (ذوات الأسنان) على بعد ثلاثة كيلو _أي_  (9,8000 ) قدم من سطح الماء وهي واحدة من الثديات التي تغوص في أعماق البحار والمحيطات وهو النوع الوحيد المتباقي من جنس العنبر بعد انقراض فصيلة حيتان العنبر بفعل الاصطياد الجائر.

ياسر علوان مختص بشؤون البحار يقول : ؛  ’’بأن حيتان العنبر عادة ما تعوم على مُقربة من مجرى السُفن الثلاثة مما يعرضها  إلى الموت بسبب ارتطام أسفل السفينة العملاقة بأجسام الحيتان الكبيرة مما يسفر عن موتها ولفضها إلى السواحل وهذا ما حدث خلال السنوات الأخيرة‘‘.

وعن عدد حيتان العنبر الذين لفضهم البحر إلى السواحل ؛ قال الصياد “منير زعبل” لموقع “اليمن الألكتروني” ؛ أن حوت العنبر الذي وجد في سواحل البريقة هو الثاني من نوعه  بعد حوت العنبر الذي وجد قبل سنوات بساحل أبين.

إلى ذلك ؛ وقف الناس مذهولين بين مصدق ومكذب لخبر وجود حوت ضخم بساحل البريقة رغم تناقل الخبر على أوسع نطاق بمواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك ؛ تويتر  ؛ وتس آب) بالإضافة إلى المواقع الإخبارية اليمنية كما هو الحال لـ”يعقوب الشوتري” وهو أحد سكان مدينة البريقة وغيره الكثير.
 
استخدامات العنبر

يستخدم العنبر في صناعة العطر ذات الروائح الفريدة ؛ حيث يفضل “العطارون” العنبر لصناعة العطر ذات الروائح الزكية والذي يتميز بارتفاع ثمنه ويفضله الميسورين ؛ كما يدخل العنبر إلى جانب صناعة العطور في صناعة مستحضرات التجميل ؛ إضافة إلى استخدام العنبر لتسمين الأجسام النحيلة والذي يُحلى بالعسل.

ويشتهر استخدام العنبر في خلطات التسمين لدى محلات بيع العسل والمنتشرة بشكل كبير بمحافظة عدن ، إلا أن خاصية التسمين تنحصر في  العنبر الأسود فقط ؛ أما العنبر “الدخني” كما يؤكده “أخصائيون” فهو يقوي الأعضاء الظاهرة دهناً والباطنية أُكلاً ولا يسمن عند استخدامه داخليا كما يُشاع.

وبفعل الاصطياد الجائر لأسماك العنبر وتخوف علماء البحار من انقراض هذا النوع من الأحياء البحرية عمدت بعض الدول إلى موادً كيمائية من شأنها تصنيع الروائح بطريقة صناعية ؛ إلا أن العنبر الطبيعي هو من تفضله الحاجة رغم ندرته وغلى ثمنه منذ قرنين من الزمن أي منذُ القرون الثامنة والتاسعة عشر.
 
أحجية العنبر بسواحل عدن

العنبر عادة ما يحصل عليه تجار العسل من خلال الاستيراد من الخارج ليباع بسعر باهض وقليلاً منه حصل عليه صيادون من حيتان العنبر بشواطئ المدينة ونادراً ما يجد الصيادين بسواحل البحر قطعاً من مادة العنبر كونها تسحبتها الأمواج من أوساط البحار نتيجة قذفها كفضلات حيتان العنبر أو عن طريق الفم.

يذهب أصحاب العسل لموقع “اليمن” أن ثمة قطعاً من العنبر ترمى بشواطئ البحر ولكنها ذات رائحة كريهة جداً وتتكون في جوف حوت العنبر نتيجة قيام الحوت بهضم بقايا الأعشاب البحرية ؛ والعنبر يأخذ شكلين إماً أسوداً مائلاً للون الرمادي وهو لون الدرجة الأولى والثانية تأخذ اللون الأسود.

هذا وحصل موقع “اليمن” على إحصائية كاملة بعدد ما حصل عليه الصيادين بسواحل البريقة من مادة العنبر والتي تقدر بـ(8) كيلو من الدرجة الثانية ذات اللون الأسود ليبلغ سعر الكيلو الواحد (1500000) ريال يمني _أي_ يصل سعر الجرام الواحد إلى (1500) ريال يمني ؛ فيما يصل الكيلو ذو الجودة الأولى إلى (2500000) ريال يمني_أي_ يصل سعر الجرام الواحد في الحالة الثانية إلى (2500) ريال يمني.

وعن أحجية العنبر بشواطئ عدن ياسر عقلان لموقع “اليمن” ؛ أن الصيادين بعدن رفضوا عدد من العروض لتجار العطور والبخور المحليين بالقبول بمبلغ وقدره مليون ونصف المليون ريال يمني مقابل ما تم استخراجه من مادة العنبر.