الرئيسية - تقارير - تحرير المخا يعزل الحوثيين عن الساحل اليمني ..انتصارات استراتيجية

تحرير المخا يعزل الحوثيين عن الساحل اليمني ..انتصارات استراتيجية

الساعة 08:02 صباحاً
مراقبون: عملية تحرير المخا التي تشارك فيها وتشرف عليها بشكل أساسي قوات إماراتية تهدف إلى التقدم شمالا باتجاه ميناء الحديدة ثاني أكبر الموانئ اليمنية. ا صنعاء – وصف مراقبون تحرير القوات الحكومية باليمن ميناء المخا بأنه التحول الأبرز في تطورات الملف العسكري خلال الفترة الماضية. وأشاروا إلى أن استعادة المخا ستؤدي إلى إيقاف عمليات تهريب السلاح المنتظمة للحوثيين التي كانت تتم عبر هذا الميناء، وأن المدينة ستتحول إلى نقطة انطلاق لتحرير مناطق أخرى على الساحل الغربي لليمن. ويسيطر مقاتلو الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على معظم السواحل اليمنية الواقعة على البحر الأحمر مما يشكل خطرا على الملاحة الدولية في المنطقة الهامة التي يمر عبرها أكثر من 40 في المئة من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرا. وقال مسؤولون عسكريون وأمنيون الاثنين إن القوات اليمنية والمقاومة الشعبية التي يدعمها طيران التحالف العربي بقيادة السعودية سيطرت بشكل كامل على مدينة المخا في جنوب غرب اليمن على ساحل البحر الأحمر قرب مضيق باب المندب. وذكر المسؤولون أن سيطرة الجيش اليمني على مدينة المخا ومينائها الاستراتيجي تأتي في إطار عملية عسكرية واسعة بدأت في السابع من يناير الجاري بمساندة طيران التحالف وأطلق عليها “الرمح الذهبي” بهدف استعادة السيطرة على كامل المدن والمناطق المطلة على البحر الأحمر. ومن هذه المدن والمناطق الحديدة وميدي القريبتين من الحدود السعودية ومضيق باب المندب الاستراتيجي. وأكد مراقبون عسكريون أن عملية “الرمح الذهبي” تكتسب أهمية كبيرة للقوات الشرعية والتحالف خلافا لبقية المعارك الدائرة في عدد من المحافظات الأخرى وهو ما دفع التحالف إلى دعم العملية بتعزيزات عسكرية ضخمة شملت مدرعات ودبابات وناقلات جند ومدافع حديثة ومتطورة بهدف كسب المعركة سريعا والسيطرة على باب المندب. ومدينة المخا مدينة ساحلية تتبع محافظة تعز وتقع على بعد حوالي 94 كيلومترا غربي مدينة تعز و60 كيلومترا عن ممر الملاحة الدولي باب المندب وهي نقطة وصل جغرافية بمحافظة الحديدة الساحلية. واعتبر مراقبون أن عملية تحرير المخا التي تشارك فيها وتشرف عليها بشكل أساسي قوات إماراتية تهدف في المقام الأول إلى التقدم شمالا باتجاه ميناء الحديدة ثاني أكبر الموانئ اليمنية بعد ميناء عدن، بالتزامن مع تقدم قوات من الجيش اليمني بمشاركة سعودية قادمة من مدينة ميدي شمال الحديدة. وأشاروا إلى أن هذه الخطة بمثابة كماشة عسكرية تستهدف تطهير كافة مدن الساحل الغربي اليمني ودفع ميليشيا الحوثي وقوات صالح إلى المناطق الداخلية التي تشهد في الأساس مواجهات شديدة مع تضييق الخناق على المتمردين في صعدة وصنعاء والجوف وتنامي المقاومة في تعز والبيضاء. وعاود الحوثيون تحذيراتهم باستهداف خط الملاحة الدولي في مضيق باب المندب بهدف الضغط على دول التحالف لإيقاف العملية العسكرية، مرجعين سبب انهياراتهم السريعة إلى ما قالوا إنه مشاركة قوات “أميركية” وأخرى “إسرائيلية”. ويرى محللون عسكريون أن عزل الحوثيين وحليفهم صالح جغرافيا من خلال حرمانهم من السيطرة على الموانئ التي تزودهم بالموارد المالية والأسلحة المهربة سيسارع في إنهاء الحرب. يضاف إلى ذلك تصاعد حالة الغضب الشعبي جراء عجز حكومة الانقلاب عن دفع رواتب الموظفين بل والحيلولة دون حصول الموظفين في المناطق التي يسيطرون على رواتبهم من قبل الحكومة الشرعية التي أعلنت مرارا استعدادها لدفع المستحقات المالية لكافة موظفي الدولة في جميع المحافظات اليمنية. ويشير صالح أبوعوذل رئيس تحرير صحيفة “اليوم الثامن” اليمنية إلى أن استراتيجية القوات الحكومية والتحالف العربي توجت بتحقيق انتصارات نوعية على المتمردين في باب المندب وذوباب والمخا، وهو ما يفسر التقدم السريع في هذه الجبهة على خلاف العديد من الجبهات الأخرى المتعثرة التي تعيقها بعض الحسابات الخاصة. ولفت أبوعوذل إلى أن معركة تحرير المخا تهدف إلى التقدم صوب بلدة الخوخة الساحلية، مقدمة لاستعادة ميناء الحديدة الذي استغله المتمردون في تهريب الأسلحة ما يحقق استراتيجية التحالف العربي والقوات الوطنية في حشر الانقلابيين في إقليم آزال، من خلال قطع إمدادات الأسلحة التي تزودهم بها إيران عبر الموانئ التي يتم الآن تحريرها. وبالتوازي مع التضييق العسكري، يعاني المتمردون من حالة عزل سياسي متفاقمة. وقالت مصادر إعلامية إن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد رفض أثناء زيارته الأخيرة لصنعاء الالتقاء بأي من المسؤولين في ما يسمى “حكومة الإنقاذ” التي شكلها الحوثي وصالح مكتفيا باستقبال وفد الحوثي- صالح المشارك في مشاورات السلام برئاسة محمد عبدالسلام. وصرح ولد الشيخ في زيارته الخاطفة لصنعاء وبلهجة أكثر وضوحا من ذي قبل بأن الأمم المتحدة لا تعترف إلا بشرعية حكومة أحمد عبيد بن دغر، مضيفا بأن لقاءه العابر مع هشام شرف وزير خارجية الانقلابيين كان بصفته قياديا في حزب المؤتمر وليس كوزير في حكومة الانقلاب.