تعيش مليشيات الحوثي وقوة صالح رمقها الأخير فقد تلقت نبأ قرب تحرير الحديدة، التي يستميت حولها الحوثي وصالح، فهي المنفذ البحري الذي يتلقون منه الدعم العسكري من الملالي ومن تجار السلاح، فباتت أيامهم معدودة وصارت أحلامهم تتبخر.
إن الرد العسكري سيكون حازماً، فانتحارهم الذي وجهوه للفرقاطة السعودية صاحبته نيران دمرت الكثير من عتادهم وزاد الحصار والإحكام على الحديدة حتى باتت تنتظر رفع العلم اليمني على مناراتها.
"سبق" تقدم عرضا حول الحديدة ومدى أهمية هذه المحافظة في تشليح الحوثي وبناء قوته في وقت سابق حتى فرضت قوات التحالف السيطرة والمراقبة وأصبح دخول القوارب والسفن تحت أنظارها.
المحافظة الاستراتيجية للحوثي
شكلت محافظة الحديدة والشريط الساحلي الغربي لليمن منطقة إستراتيجية لمليشيات الانقلاب الحوثية لإعتبارات كثيرة تجعل المليشيات الانقلابية تنتحر لتبقى مسيطرة على الساحل التهامي الممتد من المخاء في تعز إلى ميدي في حجة.
بعد سقوط العاصمة صنعاء بأيدي الانقلابيين في سبتمبر عام 2014 كانت محافظة الحديدة أول محافظة تسيطر عليها المليشيات الانقلابية بعد العاصمة صنعاء حيث دخلتها جحافل المليشيا دون أي مقاومة تذكر من قبل ألوية الجيش والقوات البحرية المتواجدة في الحديدة من حدود صنعاء إلى حدود حجة وتعز، بل قامت الوحدات العسكرية الموالية للمخلوع صالح بفتح مخازن المعسكرات للمليشيات للتسلح وأخذ ما تريد من أسلحة وذخائر.
ابتلعت المليشيات محافظة الحديدة بكل مؤسساتها المحلية وموانئها ومطارها الدولي وقاعدتها الجوية بسهولة كاملة دون أن يبدي أتباع المخلوع وحزبه أي مقاومة أو حتى اعتراض على مصادرة مناصبهم أو وظائفهم.
الدعم المالي والعسكري
وما يجعل المليشيات تنتحر في الحديدة وهي تمسك بالساحل التهامي هو أن الحديدة تمثل للمليشيات مصدر دعم مالي وعسكري وحتى سياسي، كون السيطرة على محافظة مهمة كالحديدة والشريط المقابل للقرن الأفريقي يمنح المليشيات مساحة أكبر للمناورة في أي تسوية سياسية قادمة.
مرسى السفن الإيرانية
واستقدمت المليشيات عبر ميناء الحديدة فور سيطرتها عليها سفينة سلاح إيرانية احتوت على شحنة من الصواريخ ذات مدى متعدد في حين لم تستبعد مصادر أن تكون السفينة نقلت صواريخ بالستية استخدمتها المليشيات خلال المواجهات مع الجيش الوطني وأطلقت عددا منها على مناطق سعودية، أحدها أطلق على مكة المكرمة وأسقطته الدفاعات الجوية السعودية على بعد 60 كلم من الحرم المكي.
مصدر التمويل للمليشيات
ويعتبر ميناء الحديدة أهم مصادر تمويل المليشيات بالعائدات المالية أو عمليات تهريب السلاح إضافة إلى ميناء الصليف في الحديدة الذي يستخدم كميناء نفطي حولته المليشيا إلى ميناء لاستيراد النفط وبيعه في السوق السوداء الأمر الذي يمثل عائدا ماليا كبيرا للمليشيات الحوثية حيث تبيع المليشيات النفط في السوق اليمنية بأكثر من ثلاثة أضعاف سعره في السوق الدولية والسعر الذي استوردت به هذا النفط.
وتدخل عبر ميناء الحديدة واردات اليمن من الخارج وبذلك تستطيع المليشيات إمساك ورقة ضغط على التجار ورجال الأعمال كون تجارتهم تمر عبر ميناء الحديدة الذي تتحكم فيه المليشيات الانقلابية إضافة إلى العائدات الكبيرة التي تجنيها من نشاط الميناء سواء منها ما هي معروفة قانونيا أو ما هي مفروضة كجبايات أو دعم للمجهود الحربي.
وتشكل الحديدة كمحافظة ومؤسسات إلى جانب الميناء مصدر دخل مالي للمليشيات حيث تجبي المليشيات الانقلابية كل الرسوم الضريبية والجمركية وتفرض مبالغ مالية على المحلات التجارية والنشاط الاقتصادي لتكون بذلك الحديدة هي المحافظة التي تشكل مصدر الدخل المالي الأهم وتأتي بعدها العاصمة صنعاء.
8 مليارات ريال يمني إيرادات الميناء
وخلال العام 2015 م وصلت إيرادات الضرائب فقط في الحديدة 88 مليارات ريال وهو رقم كبير إذا أضيف له إيرادات الجمارك والرسوم المحلية وإيرادات رسوم التحسين وغيرها من أبواب الجباية القانونية يضاف لها إيرادات عمليات بيع النفط المستورد عبر الحديدة في السوق السوداء.
كما أن وقود الآليات العسكرية التي تقاتل بها المليشيات في كل الجبهات يأتي عبر الحديدة، وفقدان المليشيات الانقلابية لهذا المنفذ الهام سيضعها في مأزق كبير يصعب عليها توفير وقود آلياتها العسكرية بالسعر الموجود في السوق، كون ذلك سيكون مكلفا لها بشكل كبير.
المنفذ الأخير للحوثي
وخلافا للميناء والإيراد المالي وإمداد الوقود فإن الحديدة تعد آخر منفذ للمليشيات مع العالم الخارجي وتحرير الحديدة يعني أن المليشيات الانقلابية ستكون معزولة عن العالم ومحاصرة وليس لها أي منفذ