الرئيسية - تقارير - استهداف الفرقاطة السعودية.. دلالات التوصيف وتبعات الوصف (تحليل)

استهداف الفرقاطة السعودية.. دلالات التوصيف وتبعات الوصف (تحليل)

الساعة 10:53 مساءً (هنا عدن - متابعات )



�نا عدن _ أقاليم برس - خاص: تطور خطير في الحرب ، تهديد لمصالح الدول المطلة على البحر الأحمر، عملية إرهابية مكتملة الأركان ، هجوم انتحاري ارهابي، تهديد للملاحة الدولية ، يجب الوقوف أمامها بصرامة والرد بقوة. كانت تلك أبرز التعليقات الرسمية والتوصيفات العالمية لعملية التي نفذها تحالف الانقلاب الحوثي وصالح ضد فرقاطة سعودية قبالة السواحل الغربية اليمنية في البحر الاحمر يوم الاثنين الفائت 30 كانون الثاني/ يناير 2017م. منذ اللحظة الأولى للهجوم الذي نفذته عناصر مليشيا الانقلاب عبر زوارق بحرية حرص الجانب السعودي ومعه بقية دول التحالف على وصف العملية بالإرهابية ووصمها بذلك في كل التناولات والتعاملات ليس الإعلامية فقط وانما الدبلوماسية ، ويظهر ذلك جلياً في ردود الأفعال الدولية وخصوصاً من قبل دوائر صنع القرار العالمية. ردود الأفعال والتناولات مباشرة أعلنت وزارة الدفاع السعودية تعرض الفرقاطة لهجوم إرهابي نفذته ثلاثة زوارق انتحارية تابعة للانقلابية أدى إلى مقتل جنديان وإصابة أخرين بجروح مختلفة ، أثناء قيام الفرقاطة بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة -وفق الصيغة التي أوردتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية " واس"-. أعقب ذلك بيان قيادة التحالف العربي الذي قال بالنص " استمرار الحوثيين باستخدام ميناء الحديدة قاعدة إنطلاق للعمليات الارهابية يعد وتطوراً خطيراً من شأنه التأثير على الملاحة الدولية". ناطق التحالف عسيري قال أن الحادثة بانها عمل ارهابي ومؤشر خطير على استهداف أمن وسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر. إقليمياً أصدر مجلس التعاون الخليجي بياناً أدان العملية التي حرص على وصفها بالعمل الانتحاري ، ووصف الزياني أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربي في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية الهجوم بالتطور الخطير الذي يعرض الملاحة الدولية بالبحر الأحمر للخطر ويهدد على وجه الخصوص مصلح الدول المطلة على البحر الأحمر. كما سارعت الولايات المتحدة الأمريكية لاستنكار الحادثة ووصفتها على لسان وزير دفاعها "جيمس ماتيس" بالهجوم الارهابي ، وأضاف ماتيس خلال اتصاله بنظيره السعودي وتقديمه التعازي لضحايا الحادثة واستعداد وزارته وجاهزيتها للعمل معاً في كافة المجالات. من جانبها وزارة الدفاع الأمريكية قالت أن العملية كانت تستهدف سفينة تابعة لها كانت قريبة من المنطقة التي استهدفت فيها الفرقاطة السعودية. دلالة التوصيف رغم أن الجانبين (المليشيا والتحالف) في حالة حرب مفتوحة ومستمرة منذ ما يقارب العامين إلا أن التحالف أصر على وصف استهداف الفرقاطة بالعمل الإرهابي الانتحاري، فما دلائل ذلك؟ وماذا ستجني المملكة والتحالف من ورائه؟ اصطلاح الإرهاب على الرغم من شيوع استخدام مفهوم الإرهاب على نطاق واسع، إلا أنه لا يوجد تعريف مُتفق عليه لهذا المفهوم سواء على المستوى الدولي أو المستوى العلمي، ويعود هذا إلى اختلاف العوامل الأيديولوجية المتصلة بهذا المصطلح إضافة إلى اختلاف البنى الثقافية، أي أن ما يُعدُّ عملًا إرهابيًّا من وجهة نظر دولة أو مجتمع معين ليس بالضرورة أن يكون كذلك في نظر دولة أخرى ومجتمع آخر، إلا في حادثة الفرقاطة السعودية نجد شبه إجماع دولي إقليمي حشدته المملكة لوصم العملية بالإرهابية. عندما تركز تلك المراكز والمؤسسات على وصف العملية بالارهابية والانتحارية ، ثم ربطها مباشرة بالدعم الإيراني للمليشيا ، في إطار تصميمها على تهديد الملاحة الدولية في المنطقة فإن لذلك عدة دلائل هامة. تأكيد وصم مليشيا الحوثي بالجماعة الإرهابية وبالتالي فتح المجال لكل احتمالات التعامل معها بطرق جديدة ، حيث يتم بموجبه منح التحالف عموماً والمملكة على وجه الخصوص للرد بكل ما تراه مناسباً زماناً ومكاناً . من خلال ذلك تأكد سعى التحالف للتعامل مع العملية ومن يقف خلفها بأنها عمل إرهابي لعصابة مسلحة قوضت الحكم في بلد مجاور، وخطرها يهدد المنطقة برمتها، والأهم التأكيد على وجود أصوات لمتحدثين بلغة فارسية ضمن التسجيلات التي التقطت للمنفذين -حسب التحالف- ما يؤكد التنفيذ المباشر من قبل إيران وليس مجرد دعم فقط، وهذا في حد ذاته يضفي صفةالإرهاب لكيان الدولة الإيرانية بالكامل وبالتالي يفسح مجال التعامل مها على هذا الأساس وأحقية الرد للمتضرر بما يراه مناسباً. احتمالات الرد. لن يكون رد المملكة على مستوى المليشيا الحوثية فقط ولا بتحرير الساحل الغربي لليمن فذلك قائم ومعلن قبل الحادثة، ولكن ومن خلال حشدها للتعامل مع حادثة الفرقاطة فإن جزء من الرد سيكون أعمق من ذلك أي في عقر دار قيادة المليشيا في صنعاء وصعدة، بل قد تذهب أبعد من ذلك بكثير للرد على الحادثة بمعاقبة إيران سياسياً على الأقل إن لم يكن عسكرياً.