نهاية الحلم الإيراني وخنق الانقلابيين.. أبعاد كبيرة لتحرير "المخا" الاستراتيجية
2017/02/09
الساعة 01:23 صباحاً
في الوقت الذي يكمل فيه الجيش اليمني، بدعم من قوات التحالف، عملية تحرير كامل لمدينة (المخا) الاستراتيجية ومينائها، رأى المتابعون أن ذلك يمثل نهاية الحلم الإيراني في دعم وتزويد الانقلابيين وأتباع المخلوع صالح؛ إذ يمثل تطهيرها وتمشيطها من بقية تلك الفلول إغلاق أبرز المنافذ الاستراتيجية التي يعتمدون عليها، ويمكن لحكومة الملالي تزويدهم بالمساعدات من خلالها.
الجيش اليمني والقوات الموالية للحكومة الشرعية قتلا أيضًا أثناء عملية التطهير 27 من عناصر تنظيم "داعش" الذين كانوا يتحصنون في المدينة.
ويرى المراقبون أن عملية تحرير المخا تمثل ضربتين "موجعتين" لكل من مليشيا الحوثي وصالح والنظام الإيراني؛ إذ قطعت قوات التحالف والجيش اليمني أحد أهم "الشرايين" لتهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين عبر ميناء المخا الاستراتيجي، وأوقفت نشاط الحوثي التجاري المتمثل بتهريب الممنوعات بهدف تمويل عملياته.
إضافة إلى ذلك يعتبر تحرير المخا ضربة لإيران أيضًا؛ إذ أعلنت طهران سابقًا استعدادها لإنشاء قواعد بحرية قريبة من باب المندب، معتقدين استمرار سيطرة الحوثي على سواحل تعز.
وبحسب محللين عسكريين، فإن تحرير المخا سيفتح جبهتين رئيستين: إحداهما ستتوجه نحو مدينة الحديدة ومنها إلى صنعاء، والأخرى ستنطلق شرقًا لاستكمال عملية تحرير مدينة تعز والتوجه نحو محافظتي إب وذمار؛ بهدف تطويق صنعاء من كل الجهات.
وتكمن أهمية السيطرة على المدينة ومينائها في تأمين ممر باب المندب الملاحي الاستراتيجي، كما أن المدينة تربط محافظة تعز بمحافظة الحديدة الساحلية؛ إذ تُسهِّل السيطرة عليها استرجاع ما تبقى من بلدات على طريق الحديدة - تعز.
وطبقًا للمحللين العسكريين، فإن استعادة المخا تعطي قوات الشرعية القدرة على إطلاق أي عملية عسكرية من محورين: الأول باتجاه مديريات الساحل الغربي في الحديدة، والآخر باتجاه معسكر خالد الواقع شرقي المخا، الذي يعد أكبر معسكر للانقلابيين في تعز. كما تقطع استعادة المخا أهم شريان إمداد بالسلاح المهرب من البحر الأحمر.
وكانت منظمة أبحاث تسليح النزاعات قد تحدثت الشهر الماضي عن وجود خط بحري حيوي لتهريب الأسلحة من إيران إلى الانقلابيين في اليمن عبر إرسالها أولاً إلى الصومال؛ إذ دأبت المليشيات على استخدام ميناء المخا في عمليات استلام شحنات الأسلحة القادمة من السفن الإيرانية، وكذلك عمليات إرسال السلاح إلى ميناء الحديدة.
كما أن (المخا) تمتلك أهمية عسكرية كبيرة، سواء من حيث تأمين "مضيق باب المندب" الذي تمر عبره إعداد كبيرة من القطع البحرية يوميًّا. علمًا بأنه كان بمقدور الصواريخ التي يمتلكها الحوثيون استهداف السفن المارة عبر الممر الدولي الذي يبعد نحو 70كم فقط عن مدينة المخا. وكذلك من خلال عزل المليشيات جغرافيًّا من خلال حرمانها من السيطرة على الموانئ التي تزودها بالموارد المالية والأسلحة المهربة؛ ما سيسارع في إنهاء الحرب.
من زاوية أخرى، فإن معركة تحرير "المخا" تعد مقدمة لاستعادة ميناء الحديدة لقطع إمدادات الأسلحة التي تزودهم بها إيران عبر الموانئ التي يتم تحريرها.