نص الحوار مع اللواء عبدالقوي شريف ؛ محافظ محافظة صنعاء . والذي أجرته معه صحيفة ( ٢٦ سبتمبر ) التابعة للجيش الوطني ؛ العدد ( 1785) ١٩ مارس 2017م .
.............
محافظ محافظة صنعاء لـ26سبتمر:
تحرير" نهم " بات وشيكاَ و" ارحب " في متناول الجيش الوطني .
يجمع بين الخبرة والحماس الشبابي والحس الوطني المسكون بهموم بلد ساقته عناصر خارجة عن النظام والقانون إلى أتون الحرب والدمار والتشتت .. تشعر وأنت تحاوره بزهو الانتصار القريب ,الآتي من ميادين البطولة والرجولة وبيقين يتجاوز كل الصعوبات والمعوقات.
"26سبتمبر" حاورت محافظ محافظة صنعاء اللواء عبد القوي شريف , وجرى هذا اللقاء بمحض الصدفة، خلال زيارته للصحيفة .. محافظ صنعاء– حسب ما عرفت عنه – يفضل العمل على الكلام ,وقد حمل هذا اللقاء رسائل اطمئنان تبشر بالخير أولا ، وتفتح في أذهاننا باب الأمل بالانتصار لمجمل أحلامنا وقضايانا العادلة ثانيا ، منطلقاَ من الانتصارات المبهرة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية التي تخوض معارك شرف استعادة العاصمة صنعاء والحياة برمتها من بين مخالب مليشيا الانقلاب التي عاثت في الأرض الفساد ..
فإلى نص الحوار:
حاورة :عارف الشمساني .
البداية كان سؤلنا من مواقع الشرف والبطولة وعن تقدمات الجيش الوطني والمقاومة في جبهات نهم وأرحب ؟
في بداية هذا الحوار لابد أن نهنئكم قيادة وهيئة تحرير باستعادتكم صحيفة " 26سبتمبر" من مليشيا الانقلاب الذين حاولوا يلطخوا بافكارهم ويحرفوا الصحيفة عن مسارها وعمدوا إلى تكريس خطاب الكراهية والإساءة لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة , كما أن إصدار الصحيفة من محافظة مأرب يُعد رسالة تأكيد للعصابة الانقلابية باستحالة العودة إلى الوراء مهما كلف الأمر, وكانت زيارتنا لدائرة التوجيه المعنوي بهدف الاطلاع على الجهود التي يبذلها هذا المرفق الهام كونه الوجه المشرق للجيش الوطني ,ونحن على ثقة كبيرة بكادر التوجيه باعتبارهم كوكبة من الإعلاميين والمثقفين الذين لهم باع طويل في هذا الجانب ونحن وكل الشرفاء سنكون عوناً لكم في كل خطواتكم .
فيما يخص المعارك مع مليشيا الانقلاب في جبهتي نهم وأرحب فنحن نؤكد أن الجيش الوطني في تقدم مستمر أمام تقهقر المليشيات يوميا بل وخلال الساعات , رغم أننا تواقون للسلام لكن الانقلابيين أبوا واستكبروا وحاولوا هدم المعبد على رؤوس الجميع ولن يهدم إلا على رؤوسهم ..فنحن اليوم على وشك تحرير مديرية نهم فيما أولى قرى مديرية أرحب ستكون في متناول الجيش الوطني وصولاَ لتحرير العاصمة صنعاء من الانقلابيين وذلك بفضل تضحيات الأبطال الذين هبوا من كل المحافظات اليمنية للدفاع عن وطنهم وكرامتهم ومستقبلهم.
تهيئة الظروف
ما أولوياتكم للعودة إلى محافظة صنعاء ؟
نحن نواجه صعوبات كبيرة منذ تكليفنا بقرار جمهوري كمحافظ لمحافظة صنعاء , ومع ذلك فنحن نعتبر هذه الصعوبات جزءا من المشكلة العامة للبلاد وتأتي في إطار استعادة مؤسسات الدولة والعودة إلى العاصمة وإزالة الظلم الذي فرضته مليشيا الانقلاب على شعبنا , ونحن نعمل بروح الفريق الواحد مع قيادات ووجهاء محافظة صنعاء والجيش الوطني والمقاومة من أجل تهيئة الظروف والمناحات وتنظيف ما تبقى من مديريات المحافظة من مليشيا الظلم والظلام.
مصفوفة خدمات
ماذا عن أوضاع المديريات المحررة؟
في الحقيقة عما قريب سنمارس مهامنا في المناطق المحررة بشكل طبيعي ,وأمامنا معركتان : معركة عسكرية في الميدان , فيما المعركة الأخرى تنموية , وقد لمسنا خلال لقائنا مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في عدن مؤخرا اهتمامهما بالمديريات المحررة في كل محافظات اليمن , وبالذات ملفات الجرحى ,وتم الموافقة وإصدار توجيهاتهما ببعض الاحتياجات الخدمية العاجلة للمناطق المحررة بمحافظة صنعاء وفقا لمصفوفة قدمناها تتضمن الاحتياجات والمشاريع الضرورية وسيبدأ العمل فيها قريبا.
لا نؤمن بالمذاهب
ما حجم الآثار التي خلفتها مليشيا الانقلاب في مديريات المحافظة؟
الانقلابيون سعوا إلى تدمير النسيج الاجتماعي وخلق الفتنة وتدمير مقدرات الأرض والإنسان ..هؤلاء لا يملكون غير مشاريع القتل والخراب , لذلك كان الدمار كبيرا في المنشئات والمباني وكل شئ جميل , ومع ذلك كان شريحة كبيرة من المواطنين غير راضين أو متقبلين للأفكار والمشاريع الطائفية الهدامة لأننا شعب لانؤمن بالمذاهب والطوائف , لأننا شعب متسامح لانقبل مثل هذه الثقافات التي تهدم ولا تبني , وتقتل ولا تحيي.
منظمات وانتهاكات
ماذا عن تواصلكم مع المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية لتعرية المليشيا وكشف جرائمها وانتهاكاتها - في محافظة صنعاء - أمام المجتمع الدولي ؟
هناك وفد أممي التقى مؤخرا برئيس الجمهورية وتم اختيار محافظي محافظات للجلوس مع هذا الوفد ووضعه في الصورة الحقيقية لحجم الدمار والانتهاكات الإنسانية والحقوقية التي يرتكبها الانقلابيون ونحن جاهزين لاستقبال جميع المنظمات والوفود الدولية واطلاعهم على مختلف الانتهاكات والجرائم غير الإنسانية أو الأخلاقية التي تمارسها مليشيا القتل والخراب.
هل أسندتم رصد الانتهاكات لجهة متخصصة ؟
نشكرك على طرح هذا السؤال ..في الحقيقة مازالت الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الانقلاب ترصد بجهود شخصية حتى اليوم في صنعاء من نشطاء ومنظمات , ولكننا عاكفون في المكتب التنفيذي للمحافظة على إنشاء مركز متخصص لرصد انتهاكات المليشيا بشكل مؤسسي.
سيادة المحافظ هل تتوقعون سقوط العاصمة صنعاء سياسياً أم عسكرياً؟
لاشك أننا عازمون على انهاء الانقلاب وعودة الشرعية على كامل تراب الوطن بأي وسيلة أو طريقة مناسبة ومع تعنت وامعان الانقلابيين في اهدار فرص السلام كثيرا واذا ما أصروا على عدم تحكيم العقل والمنطق وحرصوا على الدماء ومقدرات الشعب فاننا نتوقع سقوط الظلم والظلام أمام تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة بإرادة كل اليمنيين الذين عانوا كثيرا من هذه الجماعة المتمردة ,
أما صنعاء ستبقى شامخة وستبنى من جديد بجهود الاحرار التواقين للعيش الكريم وللبناء؛ فيما السقوط القريب والمذل والمخزي للمشاريع الهدامة ومن يسير خلفها .
هناك دعوة دولية للقبول بالحل السياسي ..هل أنتم مع هذه المبادرة ؟
مبادرة كيري رفضتها الشرعية اليمنية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي الذي أكد عدم القبول بأي مبادرة إلا مبادرة تستند على كل المرجعيات الدولية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني , وأية مبادرة تحقق هدف انهاء الانقلاب وتجريد المليشيا من السلاح المنهوب سلاح الدولة وعودة الأمن والاستقرار والتنمية بعودة الحكم والسلطة لمن اختاروة الشعب ومن يمتلك الشرعية المنقلب عليها سيكون اليمنيين معها ولن ترفضها الشرعية بل هي من تبذل التنازلات والجهود الحثيثة لتحقيق ذلك ؛ وما عداها من ضغوطات لن تكون مقبولة ولن تمرر في كل الاحوال .
ومادام ونحن - ومعنا كل اليمنيين - نملك إرادة تحررية وجيشا وطنيا مدعوما بالتحالف العربي فلا قلق من أي شيء ولا داعي للتخوفات ونحن في الطريق السليم والحرب لك نختارها وانما فرضت من قبل الأخر كخيار وحيد لديهم .
وبالتاكيد ان نتصار الشرعية هو انتصار القيم والأخلاق والدولة اليمنية المستقرة التي نرنو إلى ترسيخها.
دمج المقاومة
سيادة المحافظ..هل استكملتم دمج المقاومة الشعبية في الجيش الوطني؟
منذ تكليفي لقيادة السلطة المحلية ساهمنا و سعينا إلى دمج المقاومة في الجيش الوطني وبفضل توجيهات رئيس الجمهورية تمت عملية الدمج على أساس بناء جيش وطني يدافع عن اليمن وليس عن أشخاص أو كيانات .
تصحيح الكشوفات
إلى أين وصلتم في عملية صرف رواتب موظفي محافظة صنعاء؟
مسألة تأخير المرتبات كانت من أجل تصحيح الكشوفات علماً أن الكشوفات التي حصلنا عليها بطرق مختلفة وخاصة غير الكشوفات التي حاولوا تسريبها وقد تم تغييرها وأضيفت إليها أسماء وحذفت منها أسماء , وقد بذلنا جهوداَ كبيرة في تصحيحها وإن شاء الله سيتم الصرف خلال الأيام القليلة القادمة فنرجوا من الموظفين المعذرة .
كلمة تودون قولها في نهاية هذا اللقاء؟
أتقدم من خلال صحيفتكم بالشكر الجزيل لفخامة رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي لجهوده وتضحياته التي يقدمها ويبذلها على مختلف الأصعدة ,والشكر أيضا لنائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن على جهوده في مختلف الميادين,وباسمي وباسم السلطة المحلية الشكر موصول لدولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر ولأعضاء الحكومة .
والعرفان والتحية لأبطال الجيش الوطني قيادة وأفراد وللمقاومة الذين يسطرون البطولات في ميادين وجبهات العزة والشرف .
وأحب أن أوجه رسالة لكل المواطنين نؤكد فيها بأننا رجال سلم وليس دعاة حرب وان الشرعية هدفها تخليص الشعب الواقع تحت رزحة الظلم والفقر والخراب مما هو فيه والعودة الى الوضع الطبيعي باذن الله وبتكاتف الجميع .