*
*المصدر: أشرف خليفة - إرم نيوز*
“كما يقال في عالم الدراما.. يجب على الممثل البارع أن يكون بطلًا في المشهد الذي يقدمه.. حتى ولو كان ضيف شرف على العمل الفني”.
وينطبق هذا الإسقاط الافتراضي على دور قام ويقوم به رئيس ما يسمى حكومة الإنقاذ الوطني التابعة لتحالف الحوثي وصالح، عبدالعزيز صالح بن حبتور، والمستقيل عن ذلك المنصب كما أُشيع أمس الأربعاء.
فبعد أن كان بطلًا من ورق، ينفذ سيناريو كتب له بعناية، في مسلسل الانقلاب على الشرعية اليمنية، وظهر من خلاله في البداية بطلًا إلى جانب الشرعية بإتقان تام، قبل أن يتحول فيما بعد إلى ضيف شرف أو كومبارس في مدينة صنعاء تحت مظلة الحوثيين.
*بطولة مزيفة*
أواخر شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام 2014، عين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بن حبتور محافظًا لمحافظة عدن، ليبدأ مع تقلده منصب قيادة دفة المدينة، شطحاته الإعلامية مدّعيًا إخلاصه للشرعية، لاسيما عقب احتجاز هادي في مقر الرئاسة بصنعاء من قبل الحوثيين في شهر يناير/ كانون الثاني من العام 2015.
ويمتلك الأكاديمي والدكتور في مجال الفلسفة أسلوبًا جميلًا في الإلقاء والخطابة، ومهارة متقنة في استخدام المصطلحات والمفردات، أقنع به الجميع بأنه مع الشرعية وضد الانقلاب بشكل كامل.
وتحول من محافظ لعدن إلى محلل سياسي أو مراسل تلفزيوني، وكان يظهر في اليوم الواحد مرتين على الأقل، على شاشات القنوات الإخبارية المحلية والعربية ومنها الدولية، للإدلاء بتصريحات كانت جلها تصب لمصلحة الشرعية وتهاجم الانقلابيين وتنتقدهم بشدة.
*بطل من ورق*
ولتنطلي حيلته في خداع اليمنيين الرافضين للمتمردين، وتنفيذ الدور المرسوم له في السيناريو المعدّ من قبل صالح والحوثيين، حرص في كل إطلالاته التلفزيونية، على إبراز تأييده للرئيس هادي، مكررًا على الدوام وصف هادي بـ(فخامة الرئيس)، بالإضافة إلى أنه حرص على التنديد بالحوثيين، واصفًا حينذاك تصرفاتهم بالإجراءات “المتخلفة”.
واعتبر بن حبتور ما قامت به ميليشيات الحوثي من اجتياح صنعاء وبعض المحافظات الأخرى انقلابًا متكامل الأركان، معبرًا عن ذلك بقوله إن مجموعة مسلحة استطاعت اختطاف جزء من اليمن، وفي حالة استطاعت اجتياح عدن أيضًا تكون اليمن قد سقطت بيد إيران.
*اختفاء غامض*
عقب قصف طيران الحوثي للقصر الرئاسي في عدن في 19 مارس/ آذار 2015م، خرج بن حبتور عبر وسائل الإعلام مطمئنًا الرأي العام حول سلامة هادي، ومصرحًا بأن الرئيس تم نقله إلى خارج القصر وبات في مكان آمن.
هذه التصريحات كانت آخر ظهور إعلامي لبن حبتور مع الشرعية، اجتاحت بعده بأيام دبابات ومدرعات ومقاتلات الحوثي وصالح مدينة عدن، ومعها اختفى بن حبتور في ظروف غامضة ولم يُعرف له مكان.
*إعلان خيانته للشرعية*
بقي بن حبتور مختفيًا لشهور عدة، ليظهر مجددًا لكن هذه المرة بعد أن خلع قناع الشرعية، وارتدى ثوب الانقلاب، إذ أعلن رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين صالح الصماد، أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام المنصرم عبدالعزيز بن حبتور رئيسًا لحكومة ما اتفق على تسميته من قبل تحالف صنعاء (حكومة الإنقاذ الوطني).
وبرر بن حبتور خيانته للشرعية وانتقاله إلى صف الانقلابيين في لقاء تلفزيوني أجرته معه قناة العالم الفضائية التابعة لإيران، عقب توليه منصب رئيس حكومة صنعاء، بالقول إن قبوله هذا الدور جاء بسبب مشاهدته لطائرات التحالف العربي وهي تقصف المدن اليمنية على حد زعمه.
*استقالته من حكومة الحوثي*
وتداولت أمس الأربعاء، وسائل إعلامية وعلى نطاق واسع، خبر مفاده تقديم بن حبتور استقالته عن منصب رئاسة وزراء ما تسمى حكومة الإنقاذ الوطني، والتي جاءت في سياق الصراع المتصاعد وتيرته بين تحالف الانقلاب في صنعاء.
إلا أن مصدرًا مسؤولًا في مكتب بن حبتور نفى خبر استقالته، مؤكدًا أنه مستمر وماضٍ في أداء واجبه الوطني في قيادة حكومة الإنقاذ، بما يمليه عليه ضميره تجاه وطنه وهو يواجه أشرس عدوان وحصار، -حسب موقع المؤتمر نت الناطق باسم جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح-.
*محاولته اغتيال هادي*
وقبل ظهوره بثوب الانقلاب نهارًا جهارًا، كشفت “إرم نيوز” عبر مصادر مقربة من الرئيس هادي، تورط بن حبتور في محاولة اغتيال الرئيس أثناء سفره من عدن إلى السعودية عقب قصف طيران الحوثي للقصر الرئاسي بعدن.
وتناقلت قبلها وسائل إعلام يمنية، أنباء تحدث بعضها عن أن بن حبتور متحالف مع صالح والحوثي، منذ اجتياح الحوثيين لصنعاء.