�قصفه من قبل القوات الأمريكية تثار أسئلة حول أهمية مطار الشعيرات العسكري، الذي تنطلق منه طائرات نظام بشار الأسد وحليفته روسيا، لتنفيذ صربات في مدن تسيطر عليها المعارضة السورية، أوقعت آلاف القتلى من المدنيين منذ بدء الثورة السورية. صباح الجمعة 7 أبريل/نيسان، دُكَّ مطار الشعيرات بمحافظة حمص السورية، بـ 59 صاروخاً من نوع "توماهوك"، أطلقتها بارجات أمريكية في البحر المتوسط؛ بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رداً على ارتكاب نظام الأسد مجزرة خان شيخون باستخدام الأسلحة الكيمياوية. وقالت مصادر في المعارضة السورية، إن الضربة الصاروخية الأمريكية أسفرت عن تدمير 12 طائرة حربية، وتدمير المطار "بشكل كامل". وأوضحت المصادر أن "12 طائرة من نوع ميغ وسوخوي دُمّرت وهي في مرابضها في المطار، إضافة إلى تدمير مدرجين بشكل كامل، وخزان وقود، ومستودعات أسلحة، وأن انفجارات عنيفة هزّت المنطقة". جاء الرد الأمريكي على نظام الأسد بعد أن استخدام الأخير غاز السارين في قصف جوي استهدف مدينة خان شيخون في إدلب (شمالي البلاد)، الثلاثاء 4 أبريل/نيسان الجاري، أودت بحياة 100 شخص، بينهم 26 طفلاً، فضلاً عن أكثر من 500 مصاب. - أهمية مطار الشعيرات تحيط سرية من نوع خاص بمطار الشعيرات العسكري الذي استهدفته الضربة الصاروخية الأمريكية، لكنه يعد أكثر القواعد العسكرية فعالية لدى النظام السوري. المطار، وبحسب معلومات أوردتها مواقع إعلامية تتبع للمعارضة السورية، يعتبر قاعدة مهمة لإيران؛ فمنه تدير عملياتها في سوريا والعراق أيضاً، كما يحتوي المطار على قسم مخصص للقوات الروسية. ويقع المطار على طريق حمص- تدمر (غربي البلاد)، قرب قرية الشعيرات بين تلال مرتفعة تطل عليه، وتحيط به الأراضي الزراعية من كل الجوانب. ويعد المطار الرئيس الذي ارتكب معظم المجازر في مدينة حمص وإدلب. ووفقاً لنفس المصدر، يعتبر هذا المطار أكثر القواعد العسكرية السورية فعالية في المنطقة الوسطى، ومن أهم المعسكرات التدريبية هناك؛ إذ تقام عليه معظم العروض العسكرية والتدريبات على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ويضم الفرقة 22 واللواء 50 جوي مختلط، وكان منطلقاً للغارات الجوية التي تستهدف مواقع في حمص وحماة وإدلب. ويحتوي المطار على 40 حظيرة أسمنتية، ويتضمن عدداً كبيراً من مقاتلات "ميغ 23"، و"ميغ 25"، و"سوخوي 25" القاذفة. ويضم المطار مدرجين أساسيين، وله دفاعات جوية محصّنة جداً من صواريخ "سام 6"، ويبلغ طول المدرج 3 كم. يخدم في المطار ويتحكّم في مفاصله ضباط موالون للنظام، حيث تتم فيه أكبر نسبة توظيف وتطويع من القرى الموالية المجاورة له، ما يجعله المطار الأول في تنفيذ الأوامر بحذافيرها، كما أن الانشقاقات التي حصلت فيه اقتصرت على عدد بسيط من العساكر والضباط من الصف الثاني والثالث. واستخدم الضباط الموجودون في المطار أيام الثورة التي انطلقت عام 2011 في قمع الاحتجاجات في مدينة حمص واستجواب الناشطين. وبحسب معلومات أوردتها "أورينت نت" في تقرير سابق، تؤكّد سيطرة إيران على المطار، وأنها تتجسد من خلال خبرات الضباط الإيرانيين الموجودين داخله، بالإضافة إلى القوات الروسية. وينقل التقرير عن أحد الإعلاميين في المعارضة قوله: "سمعنا على تردد قاعدة المطار بالصدفة صوتاً أجنبياً قريباً للغة الروسية، في البداية اعتقدنا أنها طائرة تحالف تضرب مقرات داعش، ولكنها ما لبثت أن ضربت نقاطنا العسكرية، ونسّقت مع المطار وهبطت فيه". ويشار إلى أن مطار الشعيرات يشكّل مع مطارات "الضمير والسين وحماة" المواقع الاستراتيجية المهمة التي ينفّذ من خلالها نظام الأسد الضربات الجوية الكيمياوية، أو بالبراميل المتفجرة. وبعد أن عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن غضبه من وقوع "مجزرة خان شيخون"؛ بأن أمر قوات بلاده بقصف مطار الشعيرات، لا يستبعد مراقبون أن تنفذ ضربات أخرى ضد المطارات الأخرى. وكان ترامب أصدر بياناً، الأربعاء 5 أبريل/نيسان، حول المجزرة التي وقعت في خان شيخون، واصفاً إياها بـ "الهجوم الوحشي والمروّع من قبل نظام بشار الأسد ضد الأبرياء، الذين كان من بينهم نساء وأطفال صغار". ورداً على سؤال بأنه يعتبر ما جرى تجاوزاً للخط الأحمر، قال ترامب: إن "النظام السوري تجاوز الكثير من الخطوط الحمر". وذكر ترامب خلال لقائه بالعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في البيت الأبيض، أن الصور التي شاهدها في التلفاز تجبره على إعادة النظر في بعض الأفكار الأساسية التي كان يراها حول دور الولايات المتحدة في العالم، بحسب "واشنطن بوست".