�لعربي الجديد بدأت الحكومة اليمينة تحقيقاً موسعاً بشأن سفر عدد إضافي من الركاب في رحلات الناقل الجوي الوطني من مطار عدن، ما يهدد سلامة المسافرين. وقالت مصادر مسؤولة إن سفر أعداد إضافية بات ظاهرة تتجاوز قوانين الطيران والنقل الجوي، خاصة أن الزيادة تصل إلى عشرات المسافرين في كل رحلة. ورأس نائب رئيس الحكومة اليمنية حسين عرب، اجتماعا في العاصمة المؤقتة عدن، مساء أول من أمس الثلاثاء، لمناقشة عمل مطار عدن الدولي والمعوقات التي تواجه نشاطه الملاحي، بما في ذلك سفر عدد كبير من الركاب منذ استئناف الرحلات منتصف العام الماضي وبزيادة 18 راكبا في كل رحلة. وخلال الاجتماع الذي حضره وزير النقل ومسؤولي مطار عدن وشركة الخطوط الجوية اليمنية، شدد عرب، على ضرورة الالتزام بالمعايير الدولية لعدد الركاب المسافرين بحسب المقاعد المحددة لهم، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية. ويصعد عدد من الركاب إلى الطائرة في كل رحلة بدون حجوزات مسبقة ويصرون على السفر مستغلين تردي الوضع الأمني في المطار أو بدفع رشى. ولا تفلح جهود قائد الطائرة بشرح القوانين الدولية لعدد الركاب المسموح بسفرهم في الرحلة ويضطر لتوزيعهم على الممرات ووقوفا وفي مقصورة القيادة. وأكد موظفون ومسافرون لـ "العربي الجديد" أن العدد الإضافي من الركاب في كل رحلة يصل إلى 15 راكباً على الأقل، نصفهم يسافرون وقوفا، وأن الأمر لم يعد استثناء بل تحول إلى ظاهرة تتكرر في كل رحلة. وتحتكر الخطوط اليمنية رحلات الطيران إلى مطاري عدن وسيئون، في ظل توقف جميع شركات الطيران عن تسيير رحلات إلى اليمن منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، والانقلاب على الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي في سبتمبر/أيلول 2014. وأوضح الأستاذ بجامعة عدن، يوسف سعيد، أن الحرب أفرزت ظاهرة في مطار عدن لا تكترث بالقوانين بما فيها قانون النقل الجوي، حيث تقلع رحلات طيران اليمنية يوميا بأكثر عدد من الركاب المسموح به قانوناً في وضع شاذ ويلحق الضرر بسمعة طيران اليمنية ومطار عدن الدولي. وقال سعيد لـ "العربي الجديد" إن احتكار الطيران اليمني للرحلات إلى مطار عدن، حيث يسير أربع رحلات أسبوعية إلى عمان ومومباي والقاهرة، نتج عنه محدودية الرحلات مقابل ارتفاع الطلب من المسافرين وأغلبهم بغرض العلاج، على رأسهم جرحى الحرب الذين ينبغي تسفيرهم إلى الخارج للعلاج، حيث يصعد عدد من الركاب بدون حجوزات مسبقة وبدون مقاعد. وقال مازن أحمد، أحد المسافرين على الخطوط اليمنية من مطار عدن، "في رحلتي تأخرت الطائرة ساعة عن الإقلاع، والسبب وجود 18 راكباً إضافياً صعدوا الطائرة بدون تذاكر سفر، وبالتالي بدون مقاعد، ورفضوا النزول". وأضاف أنه "بعد فشل محاولات إقناعهم بالنزول من قبل كابتن الرحلة، تم توزيعهم، 3 منهم فوق اثنين من المقاعد ومجموعة أخرى افترشوا الممرات وآخرين سافروا وقوفا واثنان في كابينة القيادة". ويمتلك اليمن 10 مطارات مدنية، منها 4 مطارات دولية و6 مطارات محلية، ولا يعمل حالياً سوى مطارين دوليين في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، هما عدن الدولي بالعاصمة المؤقتة (جنوب البلاد) ومطار سيئون الدولي بمحافظة حضرموت (جنوب شرق). وأظهرت بيانات رسمية، تهاوي أعداد المسافرين جواً من وإلى اليمن خلال العام الماضي 2016 بنسبة 92.3%، مقارنة بالعام 2014، على إثر سيطرة جماعة الحوثيين المتمردة على العاصمة صنعاء ونشوب حرب داخلية أدى إلى تدخل عربي بقيادة السعودية، ولم يتجاوز عدد المسافرين من وإلى مطار عدن 60 ألف مسافر و40 ألف مسافر عبر مطار سيئون خلال العام 2016. منذ التاسع من أغسطس/آب الماضي، توقفت الرحلات الجوية المتوجهة إلي صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، بعد قرار من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بإغلاق المطار نتيجة اقتراب المعارك من ضواحي المدينة، حيث يبعد نحو 55 كيلومتراً عن أقرب نقطة معارك بين القوات الحكومية والحوثيين في بلدة "نهم"، شرقي صنعاء. ويفرض التحالف العربي لدعم الشرعية، حظراً جوياً على المطارات والأجواء اليمنية منذ انطلاق العملية العسكرية ضد الحوثيين في 26 مارس/آذار 2015. وقال مازن غانم، مدير النقل الجوي اليمني، في تصريح سابق لـ "العربي الجديد"، إن الحرب وتعرض مطارات مدنية لأضرار بسبب القصف، بالإضافة إلى الحظر المفروض من التحالف العربي وإغلاق مطار صنعاء، أدت إلى تراجع أعداد المسافرين جواً.