الرئيسية - منوعات - آثار مقديشو تتعرض للاندثار لم تفلت النصب التذكارية من بطش السلب والنهب في سنوات الحرب الأهلية

آثار مقديشو تتعرض للاندثار لم تفلت النصب التذكارية من بطش السلب والنهب في سنوات الحرب الأهلية

الساعة 02:50 صباحاً



�واجه الشواهد التاريخية في العاصمة الصومالية مقديشو، والتي شيّد معظمها منذ مئات السنين، خطر الاندثار حيث تقف تلك الأبنية القديمة شاهدة على الدمار الذي طال العاصمة الصومالية بعد انهيار نظام الجنرال محمد سياد بري العام 1991 واندلاع الحرب الأهلية.

حي عبد العزيز، الكائن جنوبي مقديشو، يحتضن معالم أثرية منها المساجد والأبنية القديمة، التي تعاني إهمالا كبيرا أدى إلى تآكل أجزاء كبيرة منها بسبب غياب جهات محلية تقوم بحماية هذه المعالم التاريخية.

و «مسجد عبد العزيز» يعد من أقدم المساجد في الصومال، وتقف مئذنته شاهدة على هول الدمار والخراب الذي أصابه، لا ركوع ولا صلاة فيه، مجرد أطلال قديمة تبكي لعزها الماضي وجلالها القديم.

و يطل المسجد على ساحل المحيط الهندي ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني للهجرة، الثامن ميلاديا، بحسب المؤرخين، وتحيطه الأشجار الكثيفة لدرجة أنها أخفت معالمه، كما أن المخلفات تملأه إلى آخره.

و يقول إمام المسجد الشيخ عبد القادر شيخ محمد إنه «عندما أرسل الرسول (محمد) الصحابي معاذ بن جبل إلى اليمن تعطلت به سفينته في خليج عدن، وأجبرتها الرياح على تغيير المسار نحو المحيط الهندي حيث رست عند سواحل مقديشو ومكث فيها لفترة من الزمن، وشرع في تشييد هذا المسجد القديم». غير أن بعض الروايات يشير إلى أن العثمانيين هم الذين شيدوا المسجد.

و في حي حمر وين، المطل على شاطئ مقديشو، يقع «مسجد فخر الدين» الذي يقول مؤرخون إن تاريخ بنائه كان في أواخر شعبان العام 227 هجرية، 842 ميلادية، على يد الحاج محمد بن عبد الله بن محمد الشيرازي كما هو منقوش على منبر المسجد.

و يوجد فوق المسجد، الذي يحمل طابع العثمانيين، ثقبا تدخل إليه الشمس لمعرفة أوقات الصلاة. ويقول محمد شيخ عبده إن المصلين يتعرفون الى أوقات الصلاة من خلال هذا الثقب عندما تتعامد عليه الشمس.

أما «مسجد حمر وين»، الذي بناه الشيرازيون الذين حكموا مقديشو في القرن الثالث عشر الميلادي، فيعاني الإهمال برغم أنه يعد معلماً بارزاً. وتقول الكتابات المنقوشة على لوحة المئذنة إنه شيد في شهر محرم العام 636 الهجري أي في العام 1232 الميلادي.

و يقول القائمون على هذا المسجد إنه يحتاج إلى عملية إعادة ترميم من جديد، إضافة إلى توسيع مساحاته كي يستوعب أعداد المصلين.
و لم تفلت النصب التذكارية أيضا من بطش السلب والنهب في سنوات الحرب الأهلية حيث يغيب تمثال المناضل الصومالي المشهور محمد عبد الله حسن، الذي حارب ضد الاستعمار البريطاني والإيطالي، عن أنظار مقديشو، فبعد سقوط الحكومة المركزية تمت عملية النهب والسرقة التي طالت النصب التذكارية التي كانت تخلد عظماء الصومال فأصبحت أعمدتها وأبنيتها تحن لأصحابها.

و يقول مؤرخون إن هذه المعالم كانت رمزا للشعب الصومالي حيث بذلت الحكومة المركزية السابقة كل جهودها لحماية هذه المعالم التي تتحدث عن تاريخ النضال والكفاح ضد المستعمر البريطاني والإيطالي، غير أن الفترة التي شهدتها الصومال في العقدين الأخيرين من فوضى وحروب أهلية تسببت في اختفاء تلك المعالم عن الوجود.

و يحذر المؤرخون من حدوث فقدان الذاكرة التاريخية للصوماليين إذا لم تلقِ الجهات الصومالية بالاً على هذا الأمر قبل أن تطمس تاريخ أمجاد وتراث الشعب الصومالي الذي أصابه النسيان.