nbsp;عـــاد نــعـــمـــان: أكدت قيادات شابة من مختلف المكونات والأحزاب السياسية في محافظة عدن أن أبرز الآليات التي تعزز من أدوار الشباب في عملية بناء السلام وحفظ الأمن، تتمثل في إدراك الأحزاب لأهمية مشاركة الشباب في العملية السياسية والوصول إلى مراكز صنع القرار، وضع الجهات المعنية في الحكومة خطة وطنية لتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة على أرض الواقع، وإشراك المجتمع المدني في تنفيذ تلك القرارات، إلى جانب تصحيح المناهج التعليمية وتضمينها مفاهيم بناء السلام، إيقاف التجنيد وإيجاد فرص للشباب العاطل عن العمل، إعداد دراسات وأبحاث شاملة عن مظاهر العنف والمشاكل المجتمعية الماثلة، خاصةً التي تعني الشباب، وغيرها..
كما دعوا الأمم المتحدة إلى تشكيل لجان لمتابعة ومراقبة مدى التزام الحكومة في تنفيذ القرارات الأممية المتعلقة بالشباب والسلام والأمن، وإشراك الشباب في قوائم المفاوضات السياسية القادمة، جاء ذلك في اختتام فعاليات ورشة العمل الخاصة بـِ "دور الشباب في السلام والأمن وتفعيل قرار مجلس الأمن الدولي 2250"، التي أقامتها مؤسسة "أكون" للحقوق والحريات بالشراكة مع مؤسسة "فريدريش إيبرت" الألمانية FES – مكتب اليمن، بمشاركة ثلاثين شاب وشابة من مختلف المكونات والأحزاب السياسية في محافظة عدن.
وفي كلمة لمدير برامج مؤسسة "فريدريش إيبرت"-مكتب اليمن/محمود قياح أشار إلى نوعية القرار، بما يهدف إليه بتعزيز مشاركة الشباب في مجاليّ السلام والأمن، وزيادة التمثيل الشامل لهم في عملية صنع القرار على جميع المستويات؛ لمنع نشوب النزاعات وحلها، وأضاف: "في الوقت الذي يعاني الشباب من تداعيات غياب السلام والأمن وقدرة الجماعات الإرهابية على استغلال ضعف بعض الفئات الشبابية، جاء القرار ليلبي حاجة ماسة في تبني مقاربة جديدة تعتمد الشباب شريكًا استراتيجيًا في عملية مكافحة التطرف والإرهاب".
من جانبها أوضحت مدير ورشة العمل/غادة فضل أن الفعالية امتداد لأنشطة مؤسسة "أكون" في التوعية بالقرارات الأممية حول أدوار الشباب والنساء في عمليتيّ بناء السلام وحفظ الأمن، وكذا الأدوار المستقبلية في المشاركة بالمفاوضات السياسية وصنع القرار، وواصلت: "تكمن أهمية القرار 2250 بالاعتراف الأممي بجهود وقدرة الشباب على إحداث تغيير فارق في مجتمعاتهم، ويسهم بإيجابية كبيرة في تحفيزهم للتحرر من الأدوار التقليدية، كما يوصفهم بالشريك الحقيقي والفاعل في عمليات مكافحة التطرف وبناء السلام".
تمحورت عناوين ورشة العمل خلال ثلاثة أيام حول جملة من المواضيع ذات العلاقة، من أبرزها: مفهوم بناء السلام، أهمية تفعيل أدوار الشباب والنساء، المفاهيم الأسياسية في بناء السلام على المستوى المحلي، الذاكرة الجماعية، قوانين الحرب، الحماية ومبادئها، معايير العمل الإنساني، ونبذة تعريفية عن قرار مجلس الأمن الدولي رقم "2250" حول الشباب والسلام والأمن، وكذا القرار الأممي رقم "2419".
قام بعملية التدريب وتيسير مجريات جلسات ورشة العمل متخصصون في بناء السلام والقرارات الأممية، وزودوا المشاركين الشباب بأدوات السلام، نبذة عن القانون الدولي الإنساني، مناهج وأدوار النوع الاجتماعي، إرشادات للتمكين السياسي، وكذا المبادئ التوجيهية والمحاور الرئيسية للقرار الأممي "2250".
هدفت مؤسستّا "أكون" و"فريدريش إيبرت" من خلال ورشة العمل المذكورة آنفًا إلى رفع مستوى وعي الشباب في المجال السياسي بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم "2250" بشأن الشباب والسلام والأمن، وتفعيل الأدوار التشاركية للشباب السياسي؛ للمساهمة بشكل كبير في عملية تعزيز السلام والأمن، وذلك في الإطار العام لجهود المجتمع المدني المحلي والمنظمات الدولية المعنية؛ لصياغة خطط عمل لتطبيق القرار.
يُذكر أن "أكون" To Be للحقوق والحريات .. مؤسسة مجتمع مدني أهلية مستقلة، تأسست في ديسمبر 2011، مقرها في محافظة عدن، من بين أهدافها نشر الوعي بثقافة حقوق الإنسان، تعزيز مبادئ الشفافية والحكم الرشيد ومكافحة الفساد، إجراء دراسات وبحوث ميدانية لتنمية المجتمعات المحلية، الدفاع عن حقوق المرأة، مناهضة التمييز بكافة أشكاله ضدها، ومناصرة قضايا الحقوق والحريات.