الرئيسية - أخبار محلية - انتصارات "التحالف" و"الشرعية" تجبر زعيم المليشيات على تقديم عرض استسلامي رفضه سابقاً

انتصارات "التحالف" و"الشرعية" تجبر زعيم المليشيات على تقديم عرض استسلامي رفضه سابقاً

الساعة 10:19 صباحاً (هنا عدن : خاص )

شكلت العمليات العسكرية للتحالف والقوات المشتركة على مدينة الحديدة، خلال اليومين الماضيين، ضغطاً هائلاً على مليشيات الحوثي الإيرانية التي تعتبر الحديدة بالنسبة لها شرياناً مهماً للإيرادات وعمليات تهريب السلاح من طهران وحزب الله.

وصول ألوية العمالقة إلى كيلو 16 وخنق المليشيات داخل الحديدة وقطع شريان التعزيزات من صنعاء، بالتزامن مع نشاط مكثف لمقاتلات الأباتشي وطيران التحالف لاصطياد الآليات العسكرية الحوثية في مداخل المدينة والجزء الساحلي كل هذه التحركات العسكرية التي تصاعدت بعد فشل حوار جنيف بسبب تعنت المليشيات ورفضها الذهاب إلى جنيف خلق هذا التصعيد حالة ارتباك حوثية واضحة أظهرها زعيم المليشيا في خطابه الأخير ليلة أمس.



 

خرج زعيم المليشيات، وقدم عرضاً بتسليم كل إيرادات الدولة المركزية إلى البنك المركزي، سواء في عدن أو مأرب أو صنعاء، وهذا العرض يعد جديداً واستسلامياً طالما رفضته المليشيات مراراً، سواء حين قدمته الأمم المتحدة كمبادرة أو حين أعلنته الشرعية كشرط لصرف رواتب كل موظفي الدولة في كل المناطق، بمن فيها الباقية تحت سلطة المليشيات الانقلابية.

 

أدرك زعيم المليشيات أن الحديدة أصبحت على وشك الخروج عن سيطرته، وعرض تسليم إيرادات الدولة في حين كان سابقاً يرفض حتى تسليم إيرادات الحديدة حين طلبت الأمم المتحدة ذلك، خصوصاً والحديدة ترفد خزينة المليشيات بمليارات الريالات شهرياً.

 

لا تفقه المليشيات غير لغة القوة، فحين تصل العصا إلى ظهرها تبدأ بتقديم التنازلات التي طلبت منها سابقاً، حينها يكون التحالف والشرعية قد تجاوزوا ذلك إلى نقطة متقدمة، لذلك يحاول زعيم المليشيا المحافظة على الحديدة كشريان إمداد بالسلاح والتضحية بالإيرادات المالية؛ لأنه أصبح بحاجة للسلاح والذخيرة لتصله من أسياده في طهران.

 

وكان التحالف أوقف عملياته لتحرير الحديدة ثلاثة أشهر كاملة مفسحاً المجال لمطالب أمنية حركها المبعوث إلى اليمن، ووعد فيها بالخروج بتسوية تنهي الانقلاب والحرب، غير أن المبعوث الجديد لم ينجح في إحضار وفد المليشيات إلى جنيف كما فعل سلفه ولد الشيخ؛ لذلك انتفى شرط عدم تحريك العمليات لتحرير الحديدة لفشل مفاوضات جنيف، وأصبح التحالف أمام خيار إنساني يفرض عليه إنقاذ الحديدة وسكانها من جبروت المليشيات ووحشيتها.

 

خسائر المليشيات في الساحل وأطراف الحديدة الأيام الماضية أرعبت المليشيات وزعيمها، خصوصاً أن قيادات مهمة لقيت مصرعها وهي تعد للمعارك كان أهمها قائدي ألوية الدفاع الجوي 140 و190، والذي شكل ضربة موجعة للمليشيات بعد أن كان قائد محور الحديدة وأركان حرب المحور لقوا حتفهم قبل ذلك بشهر تقريباً.

 

هذه الخسائر الميدانية دفعت زعيم المليشيات إلى التفكير جدياً بتقديم عروض استسلامية على أمل أن يتدخل المبعوث الأممي، ويعتبر العرض الحوثي استجابة لمطلب أممي سابق بهذا الشأن، غير أن لغة الأرض أصبحت هي الرصاص ولا غير القوة لاستعادة ما نهبته المليشيات وسيطرت عليه بالقوة.