أحتفل الباحث فيصل علي بتخرجه من قسم الصحافة بكلية الإعلام / جامعة (UiTM) و حصوله على شهادة الدكتوراة في الإعلام، في حفل التخرج 89 الذي أقامته الجامعة في مقرها الرئيس في مدينة شاه علم الماليزية في 19 – 20 أكتوبر الجاري.
و كان الباحث قد نال الدكتوراة بعد اجتيازه المناقشة العام الماضي في 23 أكتوبر 2017، عن رسالته الموسومة بـ: (استخدام الفيس بوك في الانتفاضة اليمنية: دراسة في الوعي الذاتي وسلوك ومواقف طلبة جامعة صنعاء).
اشتملت الأطروحة على ستة فصول:
الفصل الأول :مقدمة ومشكلة وأسئلة وفرضيات البحث.
واستعرض الفصل الثاني الدارسات السابقة، وقدم خلاصة عن ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وسوريا واليمن . كما ناقش وسائل التواصل الاجتماعي التي استخدمت كأدوات في دول الربيع العربي وخصوصاً شبكة الفيس بوك، وشرح النظريات المستخدمة في البحث لتقييم وتحليل الوعي الذاتي، وسلوكيات ومواقف طلاب جامعة صنعاء خلال ثورة 11 فبراير 2011 وهي : نموذج القبول بالتكنولوجيا (TAM)، ونظرية التعلم الاجتماعي، ونظرية الحكم الاجتماعي.
واشتمل الفصل الثالث على منهجية وعينة وأداتي البحث (الاستبيان – المقابلات المركزة). طُبق الاستبيان على عدد (500) من طلبة البكالوريوس في جامعة صنعاء من مختلف الكليات، وقد تم اختيار العينة بطريقة عشوائية، وتوزعت بين (176) طالبة و(324)طالباً.
أما مقابلات ما يعرف ب" المجموعة البؤرية" فقد قسمت لثلاث مجموعات يتراوح عددها ما بين 6- 10 من الأفراد، طبقها الباحث على عدد (24) من المحامين والصحفيين والمعلمين والمحاضرين، (مجموعتين في تعز، ومجموعة في صنعاء).
أما الفصل الرابع فقد اشتمل على تحليل نتائج وبيانات ومناقشات مقابلات المجموعات البؤرية المركزة، وتم تحليل البيانات النوعية من خلال مناقشات جماعية مكونة من (24) شخصاً من الباحثين، والناشطين السياسيين، والمحامين، والمعلمين والصحفيين، ورجال الأعمال ، وتمت معالجتها وتحليلها بشكل موضوعي للإجابة عن أسئلة البحث.
وتم تخصيص الفصل الخامس لتحليل ومناقشة نتائج الاستبيان، حيث تم تحليل إجابات طلاب جامعة صنعاء إحصائياً باستخدام الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS) وخلص التحليل إلى التحقق من أهداف وفرضيات الدراسة.
واشتمل الفصل السادس والأخير على خاتمة البحث، وخلاصة دمج وقراءة نتائج البحث الكمية والنوعية، والتوصيات.
لقد قام الباحث بتتبع أحداث 2011 في اليمن منذ اندلاعها، وتحليل نتائج الدراسة، ومناقشتها، ومقارنتها بالدراسات السابقة، وقد خلصت النتائج إلى أن الثوار في اليمن قاموا باستخدام الفيس بوك كأداة إعلامية سهلة و سلسة لحركتهم الثورية ضد النظام في ترتيب مواعيد ومناطق انطلاق المظاهرات الاحتجاجية. ونوهت النتائج إلى أن الفيسبوك أداة إعلامية لا يمكن احتكارها من قبل السلطات، وهي وسيلة استخدمت لتنظيم الاحتجاجات الشعبية وتحركات الثوار، حيث قام الثوار بتجاوز النظام القمعي السلطوي بنشر النصوص الثورية والصور التي التقطت للقمع السلطوي لرفاقهم على صفحاتهم في الفيسبوك. كما أن هذه الأداة الإعلامية أسهمت في تجميع الحشود، كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن استخدام الفيسبوك كسر احتكار النظام لوسائل الإعلام التقليدي في اليمن، وأسهم في انتشار الثورة بنشر أخبارها وأحداثها ومشاركتها في الصفحات والمجموعات الثورية على الفيسبوك.
ويجدر بالذكر أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها، حيث غاصت في عمق الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لثورة 11 فبراير باستخدام الاستبيان ومقابلات المجموعات النقاشية المركزة، وتوصلت الدراسة إلى أن بقاء هذه الأسباب دون معالجة موضوعية من قبل راسمي السياسة والقادة يعزز استمرار الثورة وحدوث الاحتجاجات، وجمعت الدراسة بين مفاهيم الاقتصاد والسياسة والاجتماع، وقد تم استخدم مصطلح الانتفاضة لأنه الأدق أكاديمياً، وتم وضعه حين اندلعت الاحتجاجات في 2011.
ويُتوقع أن تكون الأطروحة بين يدي القراء والباحثين خلال الفترة القادمة بنسختيها العربية والانجليزية.