�ـــاد نــعــمــان: نظمت مؤسسة "ألف باء" مدنية وتعايش بالشراكة مع الصندوق الوطني الديمقراطي NED، والتعاون مع المجلس المحلي في مديرية المنصورة، ورشة تقييم الاحتياجات، ضمن مشروع "التمكين السياسي للشباب – الجيل الثاني"، بحضور مدير عام المديرية، عدد من مدراء المكاتب التنفيذية، وأعضاء مجلس الظل الشبابي.
اُفتتحت الورشة بكلمة ترحيبية من مدير المشروع/آثار علي، التي قدمت لمحة تعريفية عن المؤسسة والمشروع، مشيدةً بتعاون المجلس المحلي بتعريف مجلس الظل الشبابي بآليات إدارة شؤون المديرية ومتابعة سير العمل والإشراف على عدد من المشاريع الخدمية التي ينفذها، وأملت "علي" أن يكون أعضاء مجلس الظل الشبابي قد حققوا الاستفادة القصوى من التدريبات السابقة والتطبيق العملي على أرض الواقع.
وفي كلمته أشار مدير عام المديرية/محمد عمر البري إلى أن المجلس المحلي قطع شوط كبير في تغطية احتياجات المديرية من المشاريع الخدمية، بجهود كافة المكاتب التنفيذية كلُا في مجال عمله، منوهًا إلى أهمية توفير الامكانات اللازمة ومستوى وعي مجتمعي عالٍ؛ للارتقاء بمستوى الأداء، والتحول بالإنجازات من الحلول الترقيعية إلى العمل الاستراتيجي، إلى جانب المساهمات المجتمعية التي خففت كثيرًا من الأعباء على المجلس المحلي في إجراء أعمال الصيانة والترميم في البُنى التحتية في مختلف مناطق المديرية، ودعا "البري" إلى شراكة منظمات المجتمع المدني المعنية، في تبني بعض المشاريع ذات الأولوية للمديرية.
موضحًا أن المجلس المحلي في صدد تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية والتحسينية، منها مشروع انشاء "هنجر" لسوق الخضار المركزي، رصف موقف للسيارات في السوق، رصف الطرقات في منطقة "القاهرة"، إعادة الإنارة للشوارع والحارات في منطقتيّ "كابوتا" و"عبدالقوي"، كما أن بعض المشاريع المُنجزة بحاجة لصيانة دورية في بعض المناطق والأحياء السكنية، وتوفير معدات وآلات لرفع أكوام القمامة ومخلفات البناء وسيارات شفط مياه الصرف الصحي، إلى جانب حملات النظافة في المدارس وحملات توعوية بمخاطر وأضرار حمل السلاح وتعاطي المخدرات، التي تستهدف كافة شرائح المجتمع، وبشكل خاص الشباب.
وعن أداء مجلس الظل الشبابي، أشاد مدراء المكاتب التنفيذية بالتجربة الفريدة للشباب، مثلت وجه مشرف للمشاركة المجتمعية الحقيقية، وانطلاقة قوية للشباب في المعترك السياسي، والتحلي بقدر كبير من المسئولية والالتزام والأخلاق، والسعي الحثيث للإلمام بالصورة الواضحة لعمل المجلس المحلي؛ بالحرص على طرح الأسئلة والحصول على المعلومة، وكذا التمكن من لعب دور الوسيط بين المجلس المحلي والمجتمع.
من جانبهم أكد أعضاء مجلس الظل الشبابي على تكوين فكرة مغايرة عن طبيعة عمل وأداء المجلس المحلي، والتحديات والصعوبات التي تواجهه في تنفيذ المشاريع في ظل الظروف الراهنة، وأبدوا تقدير كبير لتفاعل وتجاوب المكاتب التنفيذية خاصةً الخدمية؛ بالاطلاع على المعلومات الإدارية ومجالات العمل والمهام المناطة بها، وبينما أكدوا على مواصلة تطوير المعارف وتنمية المهارات المكتسبة في المجال السياسي، دعوا إلى تطعيم المجلس المحلي بدماء شابة، وتكرار تجربة المشروع؛ باستهداف عدد أكبر من الشباب.
كما دعوا الجهات المعنية إلى منح الفرص وافساح المجال أمام الشباب لإثبات وتحقيق ذواتهم، وذلك برفع مستوى وعيهم في المجال السياسي؛ ليدركوا واقعهم وما يدور حولهم، ويتمكنوا من خدمة مجتمعاتهم، معربين عن طموحاتهم في أن يكونوا قيادات سياسية في المستقبل سواء على مستوى المديرية أو المحافظة.
تتكون مجالس الظل الشبابية من 20 شاب وشابة، تتراوح أعمارهم بين 20 – 30 عام، من مختلف المكونات والأحزاب السياسية من كافة مديريات محافظة عدن، خضعوا في المرحلة الأولى من المشروع المذكور آنفًا لتدريبات نوعية ومكثفة تحت عنوان "المناظرات والحكم المحلي"، تعرفوا من خلالها على مجموعة من المواضيع ذات العلاقة، أبرزها: مفهوم الدولة، المركزية واللامركزية، قانون السلطة المحلية، مفاهيم الانتخابات والشكل الانتخابي، مهام جماعات وحكومة الظل، كيفية تصميم السياسات العامة وصناعة القرار السياسي، إعداد اللوائح وبناء الإجراءات الهيكلية لمجالس الظل المحلية، بالإضافة إلى ماهية الحكم الرشيد.
تقوم مجالس الظل الشبابية بزيارات ميدانية إلى المجالس المحلية في أربع مديريات مستهدفة بالمشروع: المنصورة، خور مكسر، المعلا، وصيرة؛ للتعرف على كيفية إدارة الحكم المحلي، صنع القرار، والمشاركة السياسية، وكذا التعرف عن كثب على مشاكل وهموم المجتمع، إلى جانب عقد ورش نقاشية تتناول آليات عمل المجالس المحلية وكيفية تطوير أدائها، وإقامة مناظرات تجمعها بالمجالس المحلية، ويتجسد الهدف الاستراتيجي من المشروع في التدريب على التمكين السياسي، والتطبيق العملي للمشاركة السياسية، وفي المحصلة تخرج شباب واعٍ وكفوء، مستعد للمشاركة في انتخابات المجالس المحلية القادمة بعد انتهاء الحرب.
تنفذ مؤسسة "ألف باء" مدنية وتعايش" مشروع "التمكين السياسي للشباب" للعام الرابع على التوالي في محافظة عدن، بدعم من الصندوق الوطني الديمقراطي NED، الذي أشاد بفكرة المشروع، وأعتبره الأول من نوعه على مستوى اليمن وكذا المنطقة العربية، ويعتزم الصندوق تعميم المشروع في الدول العربية المجاورة التي تشهد صراعات مُسلحة، بعد نجاح المؤسسة في تنفيذ نسخته التجريبية في اليمن وبشكل خاص عدن.