الرئيسية - تقارير - ما حقيقة التجنيد في تعز؟ خارج إطار الدولة الشرعية

ما حقيقة التجنيد في تعز؟ خارج إطار الدولة الشرعية

الساعة 02:44 مساءً (هنا عدن : خاص)


استطاعت تعز الواجهة الثقافية والعلمية لليمن بعد اربع سنوات من الحرب من صناعة واجهة عسكرية حققت من خلالها الكثير من الإنجازات والنجاحات، تضم هذه الواجهة هيكل الجيش الوطني بقيادة محور تعز والذي يتكون من 7 الوية عسكرية هي :
(اللواء 22 مدرع) ، و (اللواء 35 مدرع) ، و (اللواء 17 مشاه) ، و (اللواء 170 دفاع جوي) ، و (اللواء الخامس حرس رئاسي) ، و (اللواء 145) ، و (اللواء الرابع مشاه جبلي) 
قادة المؤسسة العسكرية يؤكدون ان الجيش في تعز قد تعرض منذ بداية تكوينه ولا يزال للكثير من محاولات الإستهداف والإختراق عبر دعم وانشاء الكيانات المسلحة والموازية خارج منظومة الجيش، إبتداء بالكتائب والعناصر المسلحة، وليس انتهاء بمعسكرات التجنيد التي يجري الحديث عنها مؤخراً بشكل واسع بعيداً عن شكلها الرسمي المتعارف عليه وفق اللائحة العسكرية. 
لكن ما حقيقة هذا "التجنيد" بشكله اللانظامي البعيد عن الأطر الرسمية الإنتسابية للجيش والمؤسسة العكسرية المتعارف عليها، وما حيثياته ، وهل يوجد على الأرض في تعز معسكرات تجنيد خارج إطار الجيش، أم ان ما يثار عن التجنيد مجرد بروباجندا إعلامية ومادة مستهلكة في اطار التجاذبات والمناكفات ؟! 
"الجند+"  بحثا عن الحقيقة ، يسلط الضوء على هذا الموضوع ، من خلال سلسة تقارير خاصة يكشف فيها حقائق ومعلومات حصرية ، و  يضع ملف التجنيد تحت المجهر، ويشكف الحقائق بالأرقام. 

*تحذير  
في منتصف أكتوبر الجاري أصدرت قيادة محور تعز وإدارة أمن شرطة المحافظة بياناً شديد اللهجة حذرتا فيه من أي تجنيد خارج إطار المؤسستين العسكرية والأمنية، هذا البيان الذي يبدو انه خرج الى فضاء الإعلام لمكاشفة الناس في تعز، قادنا في "الجند+" كموقع إعلامي مستقل  لمحاولة قراءة دوافع البيان التحذيري المشترك للقيادة الأمنية والعسكرية، وكشف حقيقة التجنيد ومن خلال البحث والتقصي تكشّفت أمامنا الكثير من المعلومات الصادمة التي تمكنا من الحصول عليها من جهات موثوقة ، يمتنع  " الجند + " عن الإشارة اليها او ذكر مصادرها لضمان أمن وسلامة هذه الجهات . 



* بؤر الإنتشار
جغرافيا  "الجند+" و من خلال معلومات خاصة وحصرية  ، حول عملية التجنيد خارج اطار الجيش ، توصل لان تلك العمليات انها شملت عدداً من المناطق في المديريات المحررة وغير المحررة داخل محافظة تعز وريفها مع زيادة ملحوظة في عملية التجنيد في المدينة القديمة ومنطقة الكدحة ومديريات صبر ( المسراخ -الموادم –مشرعة وحدنان) ، ومناطق (البيرين، ويفرس، والشراجة) كما شكلت المناطق المجاورة لمدينة التربة بيئة خصبة لعدد من معسكرات التجنيد .

*تجنيد خارجي. 
من جهة اكثر اخرى، يتحدث الكثير من المواطنين في تعز عن حركة تجنيد تستهدف نقل المئات من الشباب الى خارج محافظة تعز ، حيث يتم استقطاب الشباب مقابل مبالغ ماليه وتحت لافتات معينه في كثير من المديريات والأحياء والحارات داخل المدينة ومن ثم ارسالهم الى جبهات خارج المدينة عبر جهات تتولى عملية النقل لأغراض مالية وسياسية ، في وقت تتحدث فيه الإحصائات عن الكثير من الضحايا والمفقودين ممن تم تجنيدهم بحسب روايات اهاليهم وذويهم.

*داعش واخواتها
في مديرية جبل حبشي تشير اكثر المعلومات خطورة والتي تمكن "الجند+" من انتزاعها بصعوبة الى وجود معسكر تجنيد خاص بالجماعات المتطرفة او ما تعرف تنظيمياً بأسم "تنظيم داعش في جزيرة العرب" يعرف المعسكر بـ "معسكر الأشروح" تبلغ القوة البشرية التقديرية فيه قرابة "150 فرد" ويقوده ويتولى مهام تدريب افرادة شخصان أحدهما يدعى "حاتم البركاني" والآخر "بلال الوافي"  وهما من ابرز قيادات تنظيم داعش و احد ابرز المطلوبين للجهات الامنية  . 
افراد هذا المعسكر يتم استقطابهم بعناية من مختلف مديريات تعز عبر خلايا استقطاب خاصة ، وتشير المصادر  ايضاً الى انه يخضع  الأفراد المشاركين فيه  لبرامج مركزة فكرية تعزز الأفكار المتطرفة، وهو ما يثير المخاوف من مخاطر استخدام هؤلاء في عمليات ارهابية داخل المدينة وخارجها مستقبلاً. 

*أرقام صادمة! 
تكشف الأرقام التي حصل عليها الجند من مصادره الخاصة ان من تم تخريجهم حتى اللحظة ممن تم تدريبهم بلغ حوالي (2150 فرد) موزعين على 7 معسكرات او مواقع  في ثلاث مديريات هي :
"الشمايتين، والمعافر، وجبل حبشي" توزعت على مناطق عدة ، بخلاف من يتم تجنيدهم خارج هذه المعسكرات في مناطق نائية و اماكن مخصصة ، او ارسالهم لمعسكرات تدريبيه خارج المحافظة . 
المصادر اشارت الى ان ما يقرب من 70 شخصية منها وجهات ومشائخ وشخصيات عسكرية وسياسية واجتماعية وقبلية أُوكل اليها مهام ملف التجنيد في الثلاث المديريات المذكورة سابقاً . 
حيث يتم استقطاب الشباب من داخل المدينة ومن هذه المديريات وغيرها عبر جهات وأشخاص بالإضافة الى من يتم اغرائهم بالمال ، او وعدهم بحصولهم على ارقام عسكرية بالجيش ، ويتم التجنيد عبر إستمارات انتساب خاصة، ثم نقل الأفراد للتدريب في هذه المعسكرات او أماكن اخرى كما في المخا وغيرها، بعدها يتم منحهم بعض المبالغ الماليه إضافة الى قطع من أسلحة الكلاشنكوف. 

*اكثرها عدداً وعتاداً! 
في منطقة "الكدحة والبيرين" وثقت المعلومات إنشاء معسكر تدريبي بالقرب من مستوصف البيرين بقرية "الملكة" في "مديرية المعافر" ، يضم قوة بشرية تزيد عن (900 فرد) يتم تدريبهم وتسليحهم منذ فترة، ويشرف على قيادة المعسكر عدد من الأسماء البارزة على رأسهم "علاء العزي" وشقيقه "عادل العزي" نائب ابوالعباس بالإضافة  الى شخص آخر يدعى "شفيع الصبري". 
هندسياً يتكون المعسكر من 3 كتائب هي: (مشاه -مدفعية- هندسة) ،  ويتم التدريب فيه على دفع متتالية كل دفعة لا تقل عن(400) فرد، ورجحت المصادر تخرج ثلاث دفع من هذا المعسكر منذ إنشاءة وحتى وقت قريب.
*(الشمايتين) ونصيب الأسد! 
من مجموع المعكسرات التدريبية السبعة ، والتي لا ترتبط بالمؤسسة العسكرية ولا تخضع لقيادة الجيش واشرافه حازت الشمايتين على نصيب الأسد، إذ تؤكد المعلومات وجود 3 معكسرات في مديرية الشمايتين وحدها  ، يكشفها موقع  "الجند+" وعلى النحو التالي:
-"معسكر بيحان" او هكذا يعرف بحسب الوصف المعلوماتي، القوة البشرية للمعسكر  (200 فرد)، يتولى قيادة المعكسر القيادي المؤتمري "هاشم الأصبحي" . 
- معسكر "صبران" القوة البشرية (70 فرد)  يتولى مهام القيادة والإشراف والتجنيد فيه " زياد رشاد الأكحلي" نجل وكيل محافظة تعز والقيادي في الحزب الناصري رشاد الأكحلي. 

- معكسر "زعازع الشام" العدد (40 فرد)  ، و يقوده " بجاش المُغل" ، و تعزي المصادر  هذا التركيز الكبير على مديرية الشمايتين الى موقعها الإستراتيجي والهام وربطها بين محافظة تعز والمحافظات الأخرى.

*معسكرات بدعم خارجي . 
تأتي خطورة التجنيد من كينونة ممارسته خارج النظام والتراتيبة العسكرية والأمنية المتعارف عليها في هيكل القوات المسلحة وهيئة الأركان العامة وقيادة المناطق العكسرية والألوية الرسمية إذ يقتصر عمل التجنيد على هذه الجهات بحسب القانون اليمني . 
الا ان المعلومات التي حصل عليها " الجند + "  تكشف بوضوح  تورط جهات خارجية  بإنشاء معسكرات  تدريبية  غير نظامية ، ولعل ابرز تلك المعسكرات  "معسكر الصنه التدريبي" القائم في مديرية المعافر  شمال محافظة تعز . 
معسكر  الصنه يضم قرابة (350 فرد) تم تدريبهم بشكل خاص ونوعي ، و يتم نسب المعسكر الى اللواء ?? مدرع بحسب ما هو مشاع اعلاميا . 
 مصدر عكسري في اللواء 35 مدرع كشف  لـ "الجند+"  اثناء البحث والتحري واعداد هذا الملف ، معلومات صادمة ، واكدلـ "الجند+"  أن افراد معسكر الصنه لا وجود لهم في سجل القوى البشرية للواء 35 مدرع او كشوفاته العسكرية وان انتسابهم للواء 35 يأتي بشكل صوري مجرد بعيداً عن الأطر الرسمية. 

* بداية ام نهاية؟!
الشواهد والمعلومات التي تضمنها التقرير ولا يزال الكثير منها خلف كواليس الأحداث ان ما يثار حول ظاهرة التجنيد في تعز لم يكن مجرد سرد اعلامي بل انعكاس لواقع خطط له بعناية ، ويجري تنفيذه على الأرض لصناعة كيانات مسلحة  موازية للجيش الوطني والمؤسسة العسكرية والأمنية لصالح اجندات عدة.
الأمر الذي يطرح تساؤل خطير حول مستقبل المحافظة  التي لازالت تبحث استحقاقات التحرير، وسيناريوهات المرحلة القادمة في تعز لمواجهة ما يصفه مراقبون بمخطط الإنقلاب على الدولة، ومن يقف وراء ذلك المخطط ؟  ولمصلحة من يحدث كل ذلك ؟ و ما خيارات الشرعية و قيادة الجيش في تعز حيال ذلك.