الرئيسية - أخبار محلية - من هم الحوثيون وماذا يريدون ؟

من هم الحوثيون وماذا يريدون ؟

الساعة 12:04 صباحاً (هنا عدن : خاص)

الحوثيون ، أو جماعة الحوثي، جماعة متمرة مسلحة اتخذت من محافظة صعدة مركزا رئيسيا لها، ومنذ انطلاقها اعتبر بدر الدين الحوثي هو  المرشد الديني للجماعة التي لها ارتباطات مباشرة مع إيران منذ تسعينات القرن العشرين، عبر بعثات التعليم في مدينة قم، أو عبر الدعم اللوجيستي والإعلامي والتدريب.

خاضت الجماعة ستة حروب ضد الحكومة في ظل حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبعد سقوطه من السلطة تحالفت الجماعة معه ونفذت انقلابا على سلطة الرئيس عبده ربه منصور هادي في 21 سبتمبر 2014، وسيطرت على المؤسسات واجتاحت المحافظات اليمنية، إلا أن تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية حرر نحو 80% وحصر الانقلابيين في مناطق تقدر بنحو 20% من الأراضي اليمنية منها العاصمة صنعاء.



التأسيس

تأسست حركة الحوثيين عام 1992 وعرف عن انتماء قادة الحركة وأعضائها إلى المذهب الزيدي. قائد الحركة حالياً هو عبد الملك الحوثي، ابن مؤسس منتدى الشباب المؤمن بدر الدين الحوثي وأخو قائد الجماعة حسين بدر الدين الحوثي الذي قُتل في الحرب الأولى عام 2004 على يد القوات الحكومية. منذ التأسيس ظلت القيادات في جماعة الحوثي تتردد على إيران كذلك إرسال بعثات طلابية، وهو ما انعكس على فكر الجماعة الذي أصبح أقرب إلى الاثنى عشرية الدخيلة على المذاهب الدينية والفكرية في اليمن ومنها الزيدية.

حروب صعدة

خاضت جماعة الحوثي حروبا ضد الحكومة اليمنية والجيش اليمني، راح ضحيتها نحو 30 ألف من الجيش اليمني. بدأت الحرب الأولى في يونيو عام 2004 عندما اعتقلت السلطات اليمنية حسين الحوثي بتهمة التمرد وإنشاء تنظيم مسلح داخل البلاد. وأعلن علي عبد الله صالح أن الحركة تسعى لإعادة الإمامة الزيدية وإسقاط الجمهورية اليمنية. و امتد الصراع إلى الحدود السعوديةاليمنية حيث شنت القوات السعودية في الحرب السادسة 3 نوفمبر 2009 هجوما على مقاتلين حوثيين سيطروا على جبل الدخان في منطقة جازان.

إحياء الإمامة

يُعلن المتمردين الحوثيين هدفهم باعادة إحياء الإمامة في اليمن ويرون وجوب أن يكون حاكم الدولة من الطائفة الزيدية، بل أشاروا في الوثيقة الزيدية التي صدرت في العام 2013م أنهم الأحق بالحكم دونا عن البقية،  فجميع أعمالهم مستمدة من تاريخ الأئمة الهاشميين الذين حكموا مناطق وسنوات متفرقة.

بنى الحوثيون المدارس الدينية التي اسسوها في (صعدة) ،(الجوف) و(صنعاء) بأموال الصدقات والزكاة السنوية التي تجمع من سكان صعدة وأعادوا طباعة مؤلفات بدر الدين الحوثي وأقاموا المخيمات الصيفية للطلاب بل بنوا مدارس داخلية، والمخيمات الصيفية.

شعار الصرخة

شعار الصرخة (الله أكبر، الموت لأمريكا) مع تحريك اليد نزولا وصعودا هو شعار يذكره أتباع الحوثي بشكل جماعي في كل مناسبة، وهو تقليد لشعار الخميني (الموت لأميركا) (مرك بر أمريكا) مع تحريك اليد نزولا وصعودا، ظهر هذه الشعار في عهد حسين بدر الدين الحوثي الذي أبدى إعجابه بإيران والخميني.

ثورة الشباب

بدأت حركة الحوثيين الانتشار والتوسع منذ ثورة الشباب اليمنية حيث ان الحوثيين ساهموا فيها وقاموا بالسيطرة على محافظة صعدة والعديد من المعسكرات فيها وبدأوا بالتوسع نحو محافظة الجوف المجاورة لها، وشارك الحوثيين في الاعتصامات السلمية لشباب الثورة، وبعد توقيع القوى السياسية الرئسية في اليمن على المبادرة الخليجية ظل الحوثيون في ساحة التغيير بصنعاء، وتوسعت مظاهر الإعتصامات المسلحة حول صنعاء من قبلهم بعد عام، تحت شعار اسقاط الجرعة، إلى أن وصلوا إلى تنفيذ انقلاب 21 سبتمبر 2014م.

الحوار الوطني

في مارس 2013م شارك الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني وقدم الحوثيين عدة مطالب لحل قضية صعدة منها اعتذار رسمياً من الحكومة اليمنية لمحافظة صعدةوسكانها عن الحروب التي شنتها السلطات السابقة في المحافظة، وهو ما تحقق لها حيث ومن باب المصالحة الوطنية، قدمت الحكومة اليمنية اعتذارها عن حروب صعدة.

حاول الحوثيون لأكثر من مرة تعطيل مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ورفض الحوثيون مشروع الدولة الإتحادية ذو السته الأقاليم واعتبروه محاولة لتقسيم اليمن، وهو الموقف الذي تشارك فيها مع المؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس  السابق علي عبد الله صالح.

دماج وعمران

تحت مبررات متعددة استغلها الحوثيون، منها المظلومية وحرية العقيدة والتعبير ومحاربة الفساد، استطاع الحوثي طرد من يعتبرهم أعداءه السلفيين من صعدة وإغلاق دار الحديث في دماج، ثم اقتحام عمران عام 2014 وتفجير منزل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر هناك، وتصيفة القائد العسكري حميد القشيبي، وتطور الأحداث حتى تم السيطرة في 21 سبتمبر 2014م على صنعاء ثم المحافظات اليمنية.

إنقلاب الحوثيين

من خلال سلسلة تظاهرات للحوثيون في عامي 2014 و2015 قام الحوثيون بمساعدة الرئيس السابق علي عبد الله صالح بانقلاب على الرئيس الشرعي عبده ربه منصور هادي، وسيطروا على صنعاء في 21 سبتمبر، وساعدت القوات المرتبطة بصالح الحوثيون في العمليات العسكرية والتوسع في المحافظات اليمنية، وفي ليلة اقتحام صنعاء تم التوقيع على اتفاقية سياسية عرفت باتفاق السلم والشراكة الوطنية بين الأحزاب السياسية والحوثيين، وتمت صياغة الاتفاق بهدف وضع الخطوط العريضة لاتفاق لتقاسم السلطة في الحكومة الجديدة، وأستغل الحوثيون الاتفاقية لتوسيع سيطرتهم على العاصمة صنعاء.

وفي 19 يناير 2015 هاجم الحوثيون منزل الرئيس عبده ربه منصور هادي، وحاصروا القصر الجمهوري الذي يقيم فيه رئيس الوزراء، واقتحموا معسكرات للجيش ومجمع دار الرئاسة، ومعسكرات الصواريخ. وفرض الحوثيون على هادي ورئيس الوزراء وأغلب وزراء الحكومة إقامة جبرية، وقام الحوثيون بتعيين محافظين عن طريق المؤتمر الشعبي العام في المجالس المحلية، واقتحموا مقرات وسائل الإعلام الحكومية وسخروها لنشر الترويج ودعايات ضد خصومهم، واقتحموا مقرات شركات نفطية وغيروا طاقم الإدارة وعينوا مواليين لهم، ومارسوا ضغوطا على الرئيس هادي لتعيين نائباً للرئيس منهم، وهي الضغوط التي رفضها هادي ثم بعدها قدم استقالته هو وأعضاء الحكومة.

عاصفة الحزم

ظل الرئيس عبده ربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية، حتى استطاع الإفلات والخروج إلى عدن دون معرفة الحوثيين، وهناك تراجع عن استقالته وأعلن أن كل القرارات التي اتخذها منذ انقلاب 21 سبتمبر 2014 باطلة، ثم وجه طلبا للسعودية بالتدخل.

في (26 مارس 2015م) أعلنت السعودية بالإضافة لدول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان، ودول عربية وإسلامية، عن انطلاق عملية عملية عسكرية سميت بـعاصفة الحزم لا ستعادة الحكومة الشرعية، وحماية الشعب اليمني وتأمينه من التدخلات الإيرانية. وبمشاركة كل من الأردن ومصر والمغرب والسودان.

وفي 28 مارس، غادر هادي إلى مصر لحضور قمة جامعة الدول العربية في شرم الشيخ وطالب باستمرار عملية عاصفة الحزم بقيادة السعودية، ودعا الجامعة العربية لدعم استعادة الدولة.