الجند+| وحدة التقارير |خاص - إب
السبت | 17 نوفمبر | 2018م
مضت اكثر من ثلاثة اسابيع على اختطاف الطفلة (م.م.ص) ذات الثلاثة عشر ربيعا، من قِبل أحد الحوثيين المدعو "محمد أحمد عبده المجيدي" ، الذي يُصر على الزواج بها بالقوة.
تتكرر مثل هذه الجريمة كثيرا بمحافظة إب التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، وتنتهي أغلبها بإجبار أهل الطفلة على تزوجيها من الخاطف –الذي غالبا ما يكون صاحب نفوذ او ينتمي للجماعة الحوثية - بالقوة، في ظل غياب شبه تام لدور الأجهزة الأمنية.
يتحدث الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي "عمر الجماعي" عن تفاصيل تلك الجريمة ويذكر : "أن الخاطف قام باستدراج الطفلة من حديقة السلام إلى داخل باص بمساعدة امرأتين، وتم أخذها لمنطقة القاعدة الجعاشن حبير" .
وتوجه عدد من الأشخاص وأفراد من إدارة أمن ذي سفال، وشرطة نسائية وبعض الحوثيين إلى منزل الخاطف، وحين وصلوا تفاجئوا بعدم وجود الخاطف او الطفلة، لافتا إلى ان الخاطف قام بالاتصال بوالدها وطلب منه تزويجه إبنته، وترك اثنين من أعمامها رهائن مقابل تسليم القاصرة لها يوم زفافها من منزل والدها، وسيقوم بإطلاق سراحهم عقبها.
بحسب إفادة الجماعي فإن الأب يرفض تزويج ابنته لكونها لا تزال طفلة، غير أن الخاطف يريدها بالقوة.
إستغلال الضعف الأمني.
مثقلا بالهموم والخوف والقلق على طفلته، ينتظر الأب (م.ص) أن تجدي تلك الوعود الأمنية الصادرة من قِبل اللواء عبدالحافظ السقاف لمدير أمن مديرية ذي السفال بإب إبراهيم الحميد لضبط الخاطف وإعادة القاصرة إلى أهلها.
وهو الأمر الذي تجاهلته إدارة الأمن بإب، ولم تقم بدورها، واستمر الخاطف باحتجاز الطفلة، والضغط من أجل تزويج والدها له. واستنكر الناشط الجماعي ذلك، وقال إن الخاطف يضع شروطه، ويؤكد "عادكم اتدوا الفستان".
ويقطن الخاطف في "مديرية تعزيه" عزلة قياض قرية الدخل، إلا أن لا أحد قام بدوره في إعادة الطفلة إلى أهلها، وهو ما جعل نشطاء يفسرون سبب ذلك باستقواء الخاطف بالحوثيين وهو ما جعل الجميع في دائرة الصمت والتغاضي.
دعوة للنكف
وكان الشيخ "نعمان الخياط"، والناشط "عمر الجماعي" قد أكدوا استغرابهم من عدم قيام الجهات الأمنية بضبط المجرم، وعدم استجابتها للدعوة التي تقدم بها الأب.
وطالبوا بإيصال الخاطف والتحقيق معه وتسليم المخطوفة. داعيين للنكف بكل المديريات بالمحافظة، لمواجهة هذه الظاهرة التي تفشت في محافظة إب.
استنكار
الى ذلك أشار الجماعي إلى تخاذل بعض الشخصيات الاجتماعية المعروفة بإب، ووجهاء وإعلاميين ومغتربين، مستنكرا صمتهم إزاء هذه الظاهرة.
فيما دعا بعض النشطاء إلى الاحتجاج والتظاهر أمام منزل مدير الأمن ومقر عمله، من أجل القبض على الخاطف، والوقوف بحزم أمام هذه الظاهرة حتى لا يصبح تكرارها امراً اعتيادياً .
تصرف فردي
أحمد النواح بدوره أكد أن تلك الجريمة تصرف فردي، ولا تعبر عن المجتمع بإب، الذي يرفض مثل تلك الممارسات.
وتشهد محافظة إب حالات تزويج فتيات قاصرات بالإكراه لنافذين يرتبطون بجماعة الحوثيين التي تسيطر على المحافظة منذ أكتوبر 2014، ولا يتم الكشف عن كثير من تلك الجرائم نتيجة لطبيعة المجتمع اليمني المحافظ.
نظرة قانونية
وتنتشر ظاهرة زواج القاصرات في اليمن، نتيجة الجهل والفقر الذي تعاني منه الكثير من الأسر اليمنية. وكان هناك مساع لتجريم زواج القاصرات في عمر أقل من 18 عاما، وهو ما أقرته عقب ذلك مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وخلصت دراسة مسحية قام بها مركز دراسات وأبحاث النوع الاجتماعي في جامعة صنعاء، إلى أن نحو 52% من الفتيات اليمنيات تزوجن دون سن الـ 15 خلال قرابة عامين فقط، مقابل 7% من الذكور.
ظاهرة دخيلة.
وفي حين سجلت عدد من حالات الزواج بالإكراه لنافذين، عبر اساليب ابتزازية وعبر الإستقواء بجماعة الحوثي، ينظر المجتمع في غالبيته الى هذه الممارسات كممارسات مخلة بالعادات والتقاليد وقيم المجتمع اليمني، في الوقت ذاته تتصاعد الدعوات للوقوف في وجه منفذي مثل هذه السلوكيات الدخيلة على المجتمع حتى لا يتم تكرارها.
ويقول مختصون في الشأن المجتمعي والحقوقي ان ممارسة هذه الأساليب عبر الإستقواء بنفوذ الجماعات او سلطات الأمر الواقع يعد جريمة كبرى لا تسقط بالتقادم، وهي جريمة تضاف الى سجل جماعة الحوثي بحق المجتمع اليمني المحافظ والمتمسك بالقيم النبيلة الذي ينبد مثل هذه الظاهرة الدخيلة عليه، وان مرتكبي هذه الجرائم لن يفلتوا من العقاب مستقبلاً في حال وجدت الدولة الضامنة للحقوق .
تابعونا على حساباتنا التالية:
تيليجرام: https://t.me/Aljanadplus
تويتر: https://twitter.com/aljanadplus
فيسبوك: http://fb.me/aljanadplus.f
#الجند_بلس #AljanadPlus
موقع إعلامي مستقل .. يقرأ ما وراء الخبر