جسّدت أرض عمان وعلى مدى الأعوام الثمانية والأربعين الماضية، حجم الجهد والعطاء الذي تم خلال مسيرة نهضتها، منذ اليوم الأول لانطلاقها عبر طاقات أبناء الوطن وتوجيهها لتحقيق نقلة نوعية في جميع مجالات الحياة بأيدي العمانيين، ولخيرهم وصالح أبنائهم في الحاضر والمستقبل.
وانطلقت عمان عبر آفاق القرن الحادي والعشرين، إلى الإسهام النشط والإيجابي لصالح السلام والأمن والاستقرار بإنجازات اقتصادية واجتماعية، أثمرت عن ازدهار وتطور كبير لمستوى معيشة المواطن العماني بكل جوانبها، بفضل من الله، ثم بالفكر المستنير لجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان وحرصه على رعاية المواطن العماني، وتوفير كل أسباب التقدم والتطور أمامه، وإعداده تعليمياً وثقافياً وتدريبياً؛ ليقوم بدوره الأساسي كشريك وطرف في صياغة وتوجيه التنمية الوطنية في كل المجالات؛ من أجل إرساء وترسيخ أسس وركائز الدولة العصرية القائمة على العدل والمساواة والمواطنة، التي تحرص عليها الحكومة العمانية لوحدة الوطن وتماسك وترابط أبنائه وترابه من محافظة مسندم، وحتى آخر شبر من أرض عمان في ظفار، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
وقد وفّرت السلطنة فرص عمل لأكثر من 33 ألفاً من الباحثين عن عمل في مؤسسات القطاع الخاص، بالتعاون مع الحكومة حتى أواخر مايو الماضي، إلى جانب الأمر السلطاني في أكتوبر الماضي بترقية المواطنين العمانيين من موظفي الدولة دفعة 2010م. وتم توسيع شريحة المواطنين المستفيدين من برنامج دعم الوقود الذي تنفذه الحكومة، إضافة إلى رصد مبلغ مائة مليون ريال عماني في موازنة هذا العام 2018 لتخفيف أعباء المواطنين.
وعلى الصعيد التنموي، انطلقت مسيرة التنمية العمانية الحديثة بخطى واثقة لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار للمواطن العماني، وتحسين مستويات المعيشية له بشكل دائم ومتواصل، مع توفير كل ما يمكّن الاقتصاد العماني من تحقيق الأهداف المحددة له من حيث النمو وتنويع مصادر الدخل، وتنفيذ المشاريع في القطاعات الرئيسية المعتمدة في الخطة الخمسية التاسعة (2016- 2020) والبرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي (تنفيذ)، والاستعداد لاستراتيجية رؤية مستقبلية "عمان 2040" للانطلاق بالاقتصاد العماني إلى آفاق أرحب، وتحويل السلطنة إلى مركز إقليمي لوجيستي متطور؛ خاصة مع استكمال مشروعات المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال الفترة القادمة.
وتستعد سلطنة عمان لتدشين عدة مشروعات تنموية؛ منها: مشروع مصفاة النفط والصناعات البتروكيماوية، ومشروع المدينة الصينية باستثماراته الكبيرة، ومشروع المدينة الذكية التي تم الاتفاق بشأنها مع كوريا الجنوبية في شهر يوليو الماضي، إلى جانب ما تم مسبقاً بافتتاح مطار مسقط الدولي الجديد يوم 11 نوفمبر 2018م، وافتتاح مطار الدقم للتشغيل التجاري في 17 سبتمبر الماضي.
وتحرص حكومة السلطان قابوس بن سعيد، على تطوير الخدمات الصحية والتعليمية والرعاية الاجتماعية للمواطن العماني، وبما يتجاوب مع التطور الاقتصادي والاجتماعي المتواصل الذي تشهده السلطنة، إلى جانب مواصلتها العمل على خفض الإنفاق العام، وزيادة الموارد والعائدات، وتخفيض نسبة العجز في الميزانية العامة لعام 2019م، مع زيادة الاستثمارات الأجنبية، وتنشيط قطاع السياحة.
وفي جانب آخر، حققت السلطنة مراتب متقدمة في العديد من المؤشرات التي تصدرها مؤسسات دولية حول جوانب مختلفة منها: المراتب الأولى في عدد من مؤشرات التنافسية الدولية كمؤشر وقوع الإرهاب، ومؤشر الخلو من الإرهاب، ومؤشر موثوقية خدمات الشرطة، ومؤشر استقلال القضاء، ومؤشر جودة الطرق، ومؤشر كفاءة خدمات الموانئ، ومؤشر البيانات المفتوحة.
وأولت السلطنة جانباً كبيراً من الاهتمام بالمرحلة العمرية الشبابية؛ حيث أعطت دفعة كبيرة لبرامج تطوير قدرات ومهارات الشباب؛ سواء من خلال البرامج المعدة في هذا المجال ومنها "البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب"، الذي تم تدشينه هذا العام، أو من خلال تشجيع ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير المزيد من التسهيلات لها لتشجيع الشباب على إنشاء مشروعاتهم الخاصة.