خاص | أمل أحمد
يعمل الحوثيون على استغلال الأطفال والزج بهم في جبهات القتال المختلفة؛ والسبب في ذلك هي استخدام المليشيا للكثير من الوسائل المهمة، منها المدارس، ومقايل القات وغيرها..
وبات من الواضح أن الحوثيين يستخدمون كوقود للمعارك التي يخوضوها، ولعل البناء العقائدي لهذه الجماعة يقوم على هذا الأساس، وهو إجراء من أجل زرع بذور الحقد والكراهية، كل ذلك من أجل تجنيدهم والزج بهم في المواجهات القتالية كوقود ودروع بشرية في الصفوف الأولى.
وللمدارس الحكومية والجامعات والمساجد وغيرها من أماكن التأثير العامة لاستقطاب هؤلاء الأطفال، حيث تعمل الجماعة على نشر الكثير من مشرفيها تحت اسم، المشرف الثقافي يقوم بعمليات زيارات ميدانية لكافة القطاعات ذات التواجد الكثير للأطفال والشباب، ومن خلال هذا الاستطلاع سيتم استطلاع رأي الكثير من اليمنيين، والبعض منهم ممن جندوا بعض الشباب والأطفال، ولبعض منهم ممن قتل عليهم أفراد من اسرهم :
خلال قيامك بالحديث عن هذا الأمر تجد الكثير من العائلات اليمنية تشكو من تجنيد الحوثيين لأبنائهم بدون علمهم نهائيًا، ومن خلال بحثنا، وتقصينا عن هذا الأمر، وجدنا الكثير من المعلومات الحصرية التي يمكن أن توصلنا لخيوط كثيرة من تفاصيل هذه القضية المؤرقة للكثير من العائلات.
الغرض الوظيفي
" الصحوة نت" تابع حديث الكثير من خريجي الجامعات ممن يعملون مع الحوثيين أن الأمر قد ضاق بهم، وعند قيامهم للتقديم في كثير من الجهات من أجل الحصول على وظيفة عمل فلا يجدون، مما يجعلهم يفكرون بالعودة إلى قراهم، ولكن عند وصولهم يتم استقطابهم عن طريق أنه سيتم توفير العمل لهم في أقرب وقت ممكن، ومنه لا بد من القيام بدورة ثقافية لمدة عشرين يومًا، وعلى ضوئها يتم منحهم مبلغ المال بما يقارب راتب مدرس، ومن هذه النقطة تبدأ مرحلة الاستدراج.
الطالب عبدالله أمين، واثناء تواصلنا به وهو أحد الناجين من معركة إحدى جبهات القتال، قال: لقد دخلت في بداية الأمر بطلب منهم من أجل توظيفي في مكتب في العاصمة صنعاء، وخلال حضوري معهم كانوا يقومون بعملية تشبه "غسيل الأدمغة" يحاولون من خلالها استثارتنا من الناحية الدينية، ومن ثم الناحية الإنسانية، ولو لا أنني كنت على يقين بكل ما يومنون لكنت اليوم في عداد الموتى، لقد عملوا على تصفية عقولنا بطرق حديثة من خلال محاضرات وأدعية وغيرها من الأهازيج والطرق الحديثة، إنهم يقدمون لك في الدورة الثقافية كل ما تريدون، وتظل في خانة من يحترموهم ويقدروهم، لكن الأمر لم يكن هنا فقط، بعد خروجنا كنا نطالب نحن بالذهاب للمعركة كنوع من الواجب المفروض علينا.
ويضيف "لقد ذهبت إلى جبهة لا أريد تسميتها، وشاركت فيها في لجنة حراسة أمنية لمدة يوم بعدها، لم استطع البقاء لقد عرفت أنني أقدم قربانُا من أجلهم، وعندها أعلنت مرضي وتم إخراجي للجبهة الخلفية، وبطريقة لا أريد ذكرها غادرت للبلاد، لقد تبعوني لمدة تزيد عن شهرين لكني رفضت العودة نهائيًا".
منح الذات
يرى الكثير من المراقبين أن هذه الجماعة تحاول أن تمنح الذات للكثير من الشباب الذين يعملون معهم، ومنها اعطاءهم فرصة لإدارة شؤون القرية ومن ثم منحهم جانب من التقدير والاحترام وغير ذلك، وبعدها يتم تعريفهم بالقيادات المشهورة، والتي كان في يوم من الأيام يتمنى اللقاء بهم، ومن هذا المنطلق تسيطر على الشباب وتوجهم حسب ما تريد.
الطالب في المرحلة الإعدادية يتحدث بالقول: يتم منحنا الكثير من الأشياء التي لا نستطيع توفيرها لأنفسنا، نحمل البنادق وندير الدولة ونحميها، إننا رجال الله ونحن لها بكل تفاصيلها، لقد كان رجل منتشيًا بكل ما تعنية الكلمة من معنى، لقد حققوا لهم ذاتهم، وجعلوهم وقودًا للمعركة في كل جبهات القتال.
أنتم مرجفون
أحد الشخصيات الاجتماعية بمحافظة حجة اليمنية، يتحدث لنا بأمر مهم جدًا، في تصريح خاص لموقع "الصحوة نت " يقول: كانت القيادات الحوثية تضغط علينا بتجاه العمل على التحشيد للجبهات، وإن لم نقم بذلك فسيتم توجيه أصابع الاتهام لنا بأننا مع العدوان "مرجفون".
والخطر الأكبر أننا كنا عندما نخير الشباب في الذهاب يتم إيصال كل ما نقوله للجماعة، وعلى أثرها يتم تأنيبنا، والتعييب في حقنا، لم نقم بتوجيه أحد للجبهة وكل من اتجه كان ينوي الذهاب للجبهة قبل ذلك بكثير.
ومن خلال بحثنا تبين أن جماعة الحوثي تستغل الوضع المعيشي لبعض الأسر للدفع بهم إلى التجنيد ضمن صفوف المسلحين التابعين للجماعة، مقابل بعض المساعدات التي تقدمها الجماعة لتلك الأسر ومن خلال تقديم بعض المبالغ لهم، في حين أنها تمارس عملية التعبئة والتحشيد مع الأطفال حتى تدفعهم إلى الجبهات حتى في حال رفض الأهالي.
وباتت صور الأطفال تتصدر المشهد في صفحات الإعلام وهم يرتدون البدلات العسكرية والسلاح على أكتافهم ويعتلون الأطقم العسكرية وقد خلعوا البراءة واستبدلوه
ا بوحشية السلاح، في مشهد مرعب ينم عن استغلال فاضح لبراءة الطفولة من قبل جماعة الحوثي.
وتقول تقارير إن جماعة الحوثي جندت الألاف من الأطفال الذين تم استخدامهم في النزاعات المسلحة في مناطق التوتر حول العالم، معظمهم ضحايا لعائلاتهم وكثير منهم تم ضربه أو تغريره وحتى شراؤه لاستغلاله لاحقاً في عمليات قتالية، سوى أنه وقود للحرب، وليس آخرها الفاقة والفقر اللذان يدفعان أطفال الرصاص إلى خيار مربع العنف.
الحاجة ثم الوجع
"أم أيمن"، عجوز في سن الخمسين من عمرها تشكو الكثير من الوجع والألم وتقول" للصحوة نت " لقد ذهب ابني معهم حين لم يجد له فرصة عمل يمارسها، إنه طالب في المرحلة الثانوية، لم يكن يومها يفكر بشيء، كان يتحدث بأنه سيتم توزيعه في حراسة أمنية في مديريته وعزلته، ولكن بعدها لم يعد يأتي، إلا على طقم من أطقم الحوثي العسكرية، لقد كان يقود الطقم بنفسه منحوه الطقم مقابل أن يقوم بمهمة استطلاعية في جبهة باقم "بصعدة"، كنت أحدثه عن حاجتنا له وأننا لا نجد من يعيلنا بعده، لكنه كان يقول مهمة واحدة وسأعود، مضى عليه شهر ولم يصلنا منه إلا بقايا جسده، لم نتعرف عليه يا ولدي، لقد مات في قصفٍ للطيران وانتهى الأمر.
يرى الكثير من الناس أنه يجب الوقوف أمام هذا الأمر بجدية من أجل الحفاظ على حياة أطفالنا وشبابنا، ويرى أحد أخصائي علم النفس والمجتمع، أن للأسرة دور كبير في توعية الشباب بمخاطر هذه الجماعة المميتة، وهو ما يسمى بالرسائل التقديمية-قبل وقوع الأمر-، ولذلك متى ما كانت الرسائل إيجابية سيتم تفعيلها في المستقبل في دماغ الشباب تلقائيًا، وهو ما يسمى بالتغذية الراجعة والناجحة.