الرئيسية - أخبار محلية - رهائن يمنيين في أيدي عصابات ليبية ومناشدات بإطلاقهم

رهائن يمنيين في أيدي عصابات ليبية ومناشدات بإطلاقهم

الساعة 02:46 صباحاً (هنا عدن : خاص)

رهائن يمنيين في أيدي عصابات ليبية

أنس الغيلي



محمد علي البعداني شاب يمني من محافظة إب بحث كثيرا عن عمل يستر به حاله ويدر عليه بعض المال يقتات منه ويؤمن به حياته، ولكن دون جدوى مثله مثل آلاف المواطنين الذين يعيشون في اليمن في ظل الأوضاع التي تعصف بالبلاد والحرب التي جعلتها تعيش أسوأ أزمة مجاعة في العالم، وحين غلّقت في وجهه سبل العيش الكريم وضاقت به الأرض بما رحبت قرر الهجرة عن الوطن والاغتراب في بلاد الله عله يجد رزقه المكتوب.

هاجر في بداية الأمر إلى السودان ومنها إلى ماليزيا حيث عمل هناك أياما قبل انتهاء تأشيرة سفره، وفي مكتب يمني للطيران هناك حجز رحلته إلى موريتانيا ولكن حين ذهب إلى المطار لم يستطع السفر لأن تأشيرة سفره ذهاب فقط لا ذهاب وإياب ما يعني أن المكتب قد خدعه وأخذ ما جمعه من مال هناك، ليعود بعدها إلى السودان حاملا خيبة أمله الصغرى التي جمعته بأربعة من أقاربه وأصدقائه اليمنيين الذين اجتمع عليهم البؤس وانسدت في وجوههم الأبواب، لكنهم لم ييأسوا وأخذوا يفكرون في ما يمكنهم القيام به ليقاوموا بطش هذه الحياة وحينها قرروا الهجرة..


الهجرة إلى المجهول..

قرر محمد ورفاقه الأربعة أن يهاجروا إلى مصر ومنها إلى ليبيا ومن ليبيا إلى الجزائر ليهاجروا بعد ذلك إلى دولة يستطيعون فيها كسب لقمة عيشهم كإيطاليا أو فرنسا أو غيرها ولكن لم يكونوا يعرفون ماذا يخبئ لهم القدر.
بعد هجرتهم إلى مصر اتفقوا هناك مع مهرب مصري ليأخذهم إلى ليبيا واتجهوا جميعا إلى ليبيا عبر صحرائها، وفي وسط الصحراء قام ذلكم المهرب بخداعهم وباعهم لعصابة لا يعرفون من الحياة إلا المال.

طلب زعيم العصابة فدية مالية على كل واحد منهم مبلغ 5000$ خمسة آلاف دولار وبعد عشرة أيام من تواصل محمد بعائلته تم خفض المبلغ إلى 3000$ ثلاثة آلاف دولار فدية لكل شخص.


50 يوما من الضياع 

لم يشفع لهؤلاء الشباب الخمسة حالتهم المادية التي أجبرتهم على التخلي عن وطنهم والسير في أرض الله من دولة لأخرى يتجرعون فيها مرارة الغربة عن أهاليهم وأوطانهم ويتحملون مشاق الحياة ومرها بحثا عن لقمة العيش؛ ليقاسوا الأمرين هناك في صحراء الضياع لأكثر من 50 يوما في أيدي عصابة أذاقتهم صنوف الظلم والعذاب وجرعتهم الويلات والإهانة، حتى أنهم لا يعطونهم من الطعام إلا ما يحول بينهم وبين الموت!.

تواصل أحد أصدقاء محمد بالسفارة اليمنية في ليبيا فكان جواب موظفي السفارة "لا تدخلنا في موضوع تهريب أو غيره مالنا دخل"، وكأنهم ليسوا معنيون بالأمر!.

وما علمه صديق محمد الذي يعمل في طرابلس أن الكثير من الشباب الذين يقعون في أيدي هذه العصابات لا يخرجون حتى ولو أرسلت الفدية التي تطلبها العصابة، ولهذا هو يصر على تسليم الشباب أو إعطاء ضمانة بخروجهم أولا ومن ثم إرسال فديتهم التي ما زالت إلى الآن لا يدري أهالي الشباب من أين سيحصلون عليها.

أهالي الشباب يناشدون الحكومتين اليمنية والليبية والمنظمات الدولية بالتدخل السريع للإفراج عنهم وتخليصهم من أيدي هذه العصابة التي لا تعرف رأفة ولا رحمة.