منذ أن سيطرة ميلشيا الإنقلاب على العاصمة صنعاء ومؤسسات ومقرات الدولة وبقية المحافظات التي تحت سيطرتها ، وهي تعمل على التضييق على المواطنين في حياتهم المعيشية و توسيع دائرة الفقر.
حيث عمدت المليشيا على فتح الأسواق السوداء للمشتقات النفطية ، والمضاربة في أسعارها الأمر الذي أدى إلى ارتفاعها ارتفاعا جنونيا أثر على حياة المواطنين في أكثر من جانب وفي ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالإضافة إلى انتشار محلات الصرافة في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا بصورة كبيرة وعشوائية للمتاجرة بالدولار وبقية العملات الأجنبية الأمر الذي أدى إلى تدهور قيمة الريال اليمني ، وانعكس ذلك على حياة المواطنين المعيشية.
وتفاقم الوضع الإنساني وتحولت المناطق التي تسيطر عليها المليشيا إلى مناطق منكوبة، في صورة واضحة على ان ميلشيا الإنقلاب تتعمد إلى زيادة حجم المعاناة، كما عملت ميليشيا الإنقلاب على عرقلة وصول المعونات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة التي تقع تحت سيطرتها، والعمل على تفاقم الوضع الإنساني في اليمن بهدف حرف مسار اهتمام المجتمع الدولي من الاهتمام بعودة الدولة ، وبسط نفوذها إلى الانشغال بالملف الإنساني ، وإيقاف تقدم قوات الشرعية كما حدث في ملف الحديدة حيث تعمدت ميلشيا الإنقلاب الحوثية إلى تحريك الملف الإنساني ، لتخفيف الضربات عليها ، بمجرد أن شعرت بقرب نهايتها ، وأن الجيش الوطني والمقاومة قاب قوسين أو أدنى من تحرير ميناء ومدينة الحديدة ، من قبضتها ومن استخدام الميناء في تهريب الأسلحة ، وجباية المليارات وصرفها في معركتها مع الدولة ، غير عابهة بالأضرار الكارثية التي لحقت وتلحق بالمواطنين ، من جراء الجوع والفقر والمرض وانتشار الأوبئة التي جلبها انقلابها على الدولة ، وحول حياة المواطنين الأبرياء إلى جحيم .
الإنقلاب الذي تسببت بها ميلشيا الحوثي جعلت ملايين المواطنين بحاجة إلى المساعدة العاجلة حسب إعلان مفوضية اللاجئين في يونيوا لعام الماضي 2018م وقالت بأن 20 مليون مواطن بحاجة إلى المساعدة العاجلة .
تقارير الأمم المتحدة أثبتت سرقة ميلشيا الإنقلاب للمواد الإغاثية التي وصلت إلى المناطق التي تقع تحت سيطرتها ، والمتاجرة بها وقالت بأن الحوثيون يسرقون طعام الجوعى، من أفواههم ، ومع هذا لا تزال ميلشيا الحوثي تعمل على تظليل المجتمع الدولي، وتتباكى على الوضع الإنساني في المناطق التي تسيطر، وعلى رأس هذه المناطق محافظة الحديدة التي حولتها ميليشيا الحوثي الانقلابية إلى ساحة حرب وقامت بزرع الألغام في مدن المحافظة ، وعلى رأسها مدينة الحديدة التي تحولت إلى مزرعة الغام وعرضت حياة المواطنين في المدينة للموت من خلال أستخدمهم دروعاً بشرية ، من خلال بناء المتارس ووضع الدبابات والسلاح الثقيل في الشوارع التي تقتض بالمواطنين.
وسبق وأن هدد حسن زيد وهو أحد قادة الإنقلاب بتفجير ميناء الحديدة وتعطيله عن العمل ، وهو ما يتنافى مع القوانين الإنسانية التي تجرم تدمير وتخريب المنشآت التي تتعلق بحياة المواطنين ، الأمر الذي يضع الأمم المتحدة والعالم أمام مسؤوليتها ، في الوقوف إلى جوار الدولة اليمنية ممثلة برئيسها ، وحكومتها الشرعية ، في إعادة بسط نفوذها وعودة الحياة الطبيعية ، من خلال إجبار مليشيا الحوثي على مغادرة المدن، وتسليم السلاح الثقيل للدولة ، حسب ما ورد في قرارات مجلس الأمن الدولي وعلى رأسها القرار 2216.