الرئيسية - أخبار محلية - مسام" يضمد جراح ضحايا الألغام الحوثية باليمن.. مكانة عالمية في الأعمال الإنسانية

مسام" يضمد جراح ضحايا الألغام الحوثية باليمن.. مكانة عالمية في الأعمال الإنسانية

الساعة 11:23 صباحاً (هنا عدن : متابعات )

 

وصلت إلى الرياض مساء أمس طائرة، تحمل على متنها ضحايا العمل الإنساني للمشروع السعودي لنزع الألغام من أراضي الجمهورية اليمنية الشقيقة "مسام"، أحد برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المقدمة للشعب اليمني الشقيق، وعددهم خمسة من جنسيات عدة.



 

 

وكان في استقبال الضحايا بقاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر، ومسؤولو مركز الملك سلمان للإغاثة، وسفراء دول الضحايا، وعدد من مسؤولي المنظمات الدولية.

 

وأعرب وزير حقوق الإنسان اليمني في تصريح صحفي عن تشرفه بالحضور لاستقبال ضحايا العمل الإنساني الخبراء العاملين بالمشروع السعودي لإزالة الألغام "مسام" الذين لقوا حتفهم على أرض اليمن في محافظة مأرب خلال قيامهم بتنفيذ مهامهم في نزع الألغام.

 

وبيَّن أن هذه الألغام الحوثية حصدت العشرات من الضحايا من الأطفال والنساء بسبب الإجرام الحوثي من خلال زراعتها بشكل عشوائي، منوهًا بمشروع "مسام" التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يعد استمرارًا لجهود السعودية ومكانتها العالمية والفعالة في الأعمال الإنسانية، ويهدف إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية، وتدريب كوادر يمنية على نزعها، ووضع آلية تساعد اليمنيين على امتلاك خبرات مستدامة لنزع الألغام، خاصة بعد تصاعد وتيرة زرع الألغام العشوائية من قِبل مليشيا الحوثي الإرهابية.

 

وأعرب عن ألمه الشديد لهذه الحادثة. وحول عدد الألغام التي نزعت بين أن عملية نزع الألغام تتم بشكل يومي من قبل "مسام" والبرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن، وليست هناك أرقام ثابتة. مرجحًا أن يصل عددها لـ250 ألف لغم، ومشيرًا إلى أن صناعة الألغام يتم إجراؤها محليًّا، ويتم وزراعتها بشكل يومي.

 

وشدَّد الدكتور عسكر على أن الاعتداءات الحوثية على المؤسسات، سواء الحكومية أو غير الحكومية، تعد انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان، وجريمة من جرائم الحرب؛ لأن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم، وأن أي استهداف لمنشأة مدنية يدخل ضمن هذه الجرائم. مهيبًا بالمنظمات الدولية كافة إلى إدانة هذه الأعمال الوحشية.

 

وثمَّن عاليًا المبادرات الإنسانية التي تقدمها حكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - للشعب اليمني، التي حققت -ولله الحمد- نتائج إيجابية.

 

من جهته، أوضح مدير إدارة المساعدات الطبية والبيئية بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله المعلم، أن الخمسة الخبراء العاملين بالمشروع السعودي لإزالة الألغام "مسام" تعرضوا للوفاة أثناء إزالتهم الألغام؛ إذ انفجرت بهم، وتسببت في وفاتهم، وهم (2 من جنوب إفريقيا، وواحد من كوسوفو، والآخر من صربيا والخامس من كرواتيا).

 

وقدم تعازيه ومواساته لأسر الضحايا وذويهم، آملاً أن لا يتكرر مثل هذا الحادث الذي تسببت فيه المليشيات الحوثية الإجرامية من خلال زراعتها أكثر من مليون لغم في الأراضي اليمنية، وخالفت بذلك المواثيق والأعراف الدولية والقوانين الإنسانية بزرع ونقل الألغام في مناطق مختلفة في الأرض والبحر، مهددة بذلك حياة اليمنيين على الأرض، والملاحة الدولية في البحر الأحمر.

 

وبيَّن الدكتور المعلم أن المليشيات الحوثية دأبت على تعريض حياة اليمنيين للخطر من خلال ما ترتكبه من جرائم، فيما تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا إنسانية على جميع الأصعدة في سبيل رفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق؛ إذ أسهمت في علاج أكثر من 17 ألف جريح، وأنشأت المراكز لعلاج وتوفير الأطراف الصناعية لضحايا الألغام.

 

وأضاف بأن مركز الملك سلمان للإغاثة قام بتركيب أكثر من 614 طرفًا صناعيًّا، ويسعى لافتتاح مركز للأطراف الصناعية في عدن، إلى جانب ما يموله بـ 10 ملايين دولار للصليب الأحمر الدولي لتأمين هذه الأطراف. مشيرًا إلى أن المركز أطلق في يونيو الماضي مشروع "مسام" الإنساني النوعي النبيل لتنظيف الأراضي اليمنية كافة من الألغام باختلاف أنواعها بتكلفة أكثر من 40 مليون دولار.

 

من جانبه، أكد مدير مشروع "مسام" أسامة القصيبي أن هذا الحادث الأليم لن يثني العاملين بالمشروع عن الاستمرار في إزالة الألغام؛ إذ يوجد العاملون بالمشروع في جميع المناطق (مأرب، الجوف، شبوة، الساحل الغربي، باب المندب، صعدة وحوران). مشيرًا إلى أن التحقيق جارٍ بالتعاون بين مشروع "مسام" ووزارة الداخلية اليمنية لمعرفة أسباب الحادث.

 

وأوضح أن إزالة الألغام تصاحبها مخاطر، وأن نظام السلامة في "مسام" يتعدى بكثير معايير السلامة الموجودة في الأمم المتحدة، وأن هناك خبراء سينضمون للمشروع قريبًا. لافتًا الانتباه إلى أن عدد الألغام والقذائف والعبوات الناسفة التي تمت إزالتها يصل إلى 41 ألفًا حتى الآن.