الرئيسية - أخبار محلية - ضمن سلسلة قتلى التعذيب السري والاخفاء القسري في السجون الإماراتية السرية في عدن.. القتيل رقم (6)

ضمن سلسلة قتلى التعذيب السري والاخفاء القسري في السجون الإماراتية السرية في عدن.. القتيل رقم (6)

الساعة 02:11 مساءً (هناعدن : خاص )

ضمن سلسلة قتلى التعذيب السري والاخفاء القسري في السجون الإماراتية السرية في عدن.. القتيل رقم (6)

الاسم |قاسم علي سالم اليافعي. 
الأصل |قرية الحصن (لبعوس). 
السكن | عدن - المعلا. 
العمر | 22 عام. 



شاب من شباب عدن متقن لرياضة التاكواندو، وفي شهر 10 من العام2016  تلقى قاسم دعوة مشاركة لبطولة التاكواندو في المملكة العربية السعودية الشقيقة، ولكن كانت ضباع الليل التي يقودها شلال ويسران المقطري في عدن تترصده وحالت بينه وبين ذلك الحلم الذي فرح به وأهله. 

ليلة 2016/10/25/م داهمت عصابة المقنعين التابعة ليسران المقطري منزل قاسم وتعمدت الدخول عليه إلى وسط أهله منتهكين حرمة بيته وأهله كما فعلوها مع الغالبية من المعتقلين والمخفيين وفي ذلك انتهاك للعرض والعرف الذي لم نعرفه قبل في اليمن.
 
تم أخذ هذا الشاب قاسم إلى بيت شلال شائع وهناك مباشرة تلقوه بالضرب  وكان الضرب في بيت شلال بقطع من الحديد والتي نسميها نحن "القمط" وهي التي تستخدم في ربط الجسور في البناء. 

بقي قاسم في بيت شلال ما يزيد عن عشرة أيام حسب ما ذكر هو لزملائه ثم نُقل إلى قاعة وضاح التي يشرف عليها يسران المقطري وأبو علي الإماراتي حيث نقلوه ووضعوه في مكان ضيق يسمى الضغاطة تكون على حجم المرء كأنها تابوت مقبرة، وهي مثل الكبت الصغير الحديد على مقياس الانساب وفيها فتحة صغيرة مقابل الوجه لدخول النفس ولا تستطيع أن تعطف رجلك فيها ولا أن تجلس وجعلوه يقضي حاجته ويتبول فوق نفسه ومن تلك الفتحه ينالوه ماء من الحمام وقطعة رغيف وعلبة شاهي أسود بارد، وحين يريدوه يخرجوه من الضغاطة ويسألوه عن أشخاص لا يعرفهم وهم يصرون على ذلك ويعلقونه من رجليه إلى السقف وهذا التعليق لا يحصل في العالم كله إلا في سجون الإمارات السرية وقد فعلوه معي شخصيا انا عادل الحسني مرة واحدة لدقائق كاد رأسي حينها أن ينفجر فيضعوا رأسك في الأسفل ورجليك في الأعلى مما يؤثر على عمل الأجهزة والأعضاء في جسم الإنسان وتوقف الدورة الدموية وأثناء التعليق لا يكادون يتوقفون عن الضرب بالحديد والعصي والسياط. 

 بقي قاسم على هذا الحال بين الضغاطة والتعليق والضرب إلى أن أصيب بمرض الكوليرا الذي كان منتشراً حينها في السجن ومع قلة الأكل وشدة التعذيب تمكنت الكوليرا من جسده وانهكته وبقي شهراً على هذا الحال حتى تشوهت صورته بشكل كامل، وخرجت عظامه  ولم يعد يقوى على الحراك في الأرض، ولم يكن هناك فراش ولا لحاف فذاك حلم في بيت شلال وقاعة يسران ولكن فراشه الارض ولحافه الحُمى التي لا تنفك عنه من شدة المرض. 

أوصل السجناء الخبر للسجان مراراً وتكراراً وهو يوعدهم انهم سيسعفوه إلى أن جاء أبو علي الاماراتي المشرف الأول على هذا السجن والذي لا يزوره إلا نادراً حيث دخل متقنعاً لا فرق بينه وبين النساء خلف جلبابهن وهكذا هم كل ضباط الإستخبارات الإماراتيين، ولأن غيبوا وجوههم عن البشر فهناك إله حق لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء. 
دخل هذا المجرم ونادى أين المريض وراءه وقال له السجناء أنه في حالة خطرة جداً فقال:- لا شأن لكم أنا هنا أقرر من الذي يحيا ومن الذي يموت.. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً وإلى جانبه يسران المقطري وشلال خافضين اجنحتهم وليس لهم نصف كلمة ثم انصرفوا وبقي قاسم يصارع الألم والحمى واصر على السجناء أن يكلموا عوض الوحش السجان بأن يعطيه اتصالاً أولاً وأخيراً ولو لدقيقة واحدة يودع فيها أهله قبل الموت، فاخبره السجناء أنه لن يستجيب وربما يؤذيه فوق ما قد به من الألم، فاصر عليهم وقال يشعر أن الموت قد اقترب ويريد يسمع صوت أهله فاخبر السجناء عوض الوحش ذلك السجان المجرم المحشش فدخل غاضباً وقال سأعطيك اتصال أخير انتظر  ووضع قدمه على عنق قاسم وضغط عليه ضغطاً شديداً حتى خرج الزبد من فم قاسم وبعدها فارق الحياة رحمة الله عليه. 

ذهب قاسم إلى ربه مظلوماً أسيراً مخفياً معذباً، وغداً سيلتقون عند الحكم العدل في ذلك اليوم العظيم.. 

أين ذهبوا بجثته؟
لن أذكر ذلك حفاظاً على مشاعر أهله وسأتركه للزمن، فقد عاتبني الكثير عن ذكر مصير جثة ناصر الشمج مراعاة لاهله .
ولكني اتحداهم واستمر في التحدي أن يظهروا جثته مثل بقية القصص التي تكلمت عليها من قبل وإلى الآن لم ينفوا أو يظهروا جثثهم.. ولكن الجبناء لايقبلون التحدي .

اللهم عجل بزوالهم هم وعبيدهم ومرتزقتهم، إنك ولي ذلك والقادر عليه. 

كتبه / عادل الحسني 
2019/2/10 م