الرئيسية - عربي ودولي - استقرار السعودية سياسيًّا واجتماعيًّا يستفز خبث إيران ويدفعها للحرب الإلكترونية الحاقدة

استقرار السعودية سياسيًّا واجتماعيًّا يستفز خبث إيران ويدفعها للحرب الإلكترونية الحاقدة

الساعة 02:58 صباحاً (هنا عدن : متابعات - سبق )

أثبتت الأحداث السياسية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، وكانت إيران طرفًا فيها، أن نظام الملالي الذي يحكم طهران منذ عام 1979 يتمتع بقسط وافر من الخبث السياسي، والخداع الاجتماعي، اللذين يدفعان إيران لارتكاب أية مخالفات، طالما أن هذا الأمر يصب في صالح أجندتها السياسية في المنطقة. 

 



 

ويرسخ هذا المضمون نتائج الدراسة التي صدرت عن معهد أكسفورد للإنترنت بعنوان "التدخل الرقمي الإيراني في العالم العربي"، التي أشارت إلى تجاوزات إيرانية بشعة بحق العديد من الدول الأخرى، خاصة دول الجوار، بعدما تبنت طهران تدشين 770 حسابًا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وحده، بخلاف آلاف الحسابات الأخرى في مواقع تواصل اجتماعي غير "تويتر"، استغلتها طهران للهجوم على الدول التي ترفض الرضوخ لها. 

 

وتكشف قصة إنشاء هذه المواقع وآلية استغلالها وتشغيلها عن سياسة إيرانية "حاقدة" على دول العالم، خاصة المملكة العربية السعودية؛ فإيران ترى أن السعودية أكبر منافس لها في المنطقة، وتؤمن بأن السعودية من أكثر دول منطقة الشرق الأوسط التي تتمتع بالاستقرار السياسي والاجتماعي بسبب التفاف الشعب السعودي حول قيادته، وهو ما أزعج إيران، وأصابها بالصداع. 

 

وعندما فشلت إيران في بسط سيطرتها على السعودية، كما فعلت مع دول أخرى بالمنطقة، تفتقت ذهنها عن فكرة "خبيثة"، تتلخص في إثارة البلبلة والاضطرابات في الداخل السعودي لضرب استقرار السعودية، وذلك عبر تدشين آلاف الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، وإدارتها والتحكم فيها عن بعد. وغذت إيران هذه الحسابات بمضامين سياسية معارضة لسياسة السعودية وتوجهاتها، وأوهمت الرأي العام العالمي بأن هذه الحسابات تعود إلى مواطنين سعوديين ناقمين على حكومتهم. 

 

وتمكنت إيران عبر حساباتها الـ770 في تويتر من خداع 862 ألف شخص حول العالم، كانوا يتابعون تلك الحسابات. وبلغ الخداع الإيراني قمته عندما أوهم الحساب الأكثر متابعة، الذي يبلغ عدد متابعيه 41.489 شخصًا على صفحته "البايو"، بأن موقعه الجغرافي هو السعودية. ومن بين الحسابات العشرة الأكثر متابعة تدعي ستة منها أن موقعها السعودية، وما يقارب 62 % من الحسابات لديها متابعون أقل من 500 متابع. 

 

وفي الوقت نفسه، كانت هذه الحسابات تتابع 805.550 حسابًا. و56 % من هذه الحسابات تتابع أقل من 500 حساب. وقد يشير هذا إلى أن بعض هذه الحسابات كانت فعّالة أكثر من غيرها. 

 

خبث الفكرة الإيرانية وخطورتها جعلا القائمين في معهد أكسفورد يبحثون عن خيوط هذه الحسابات، والأفكار والموضوعات التي تناولتها التغريدات فيها، إلى أن تأكد لهم أن إيران تقف خلف هذه الحسابات؛ فقرروا حماية مواقع التواصل الاجتماعي من مثل هذه الاستغلالات المشينة، وتنقيتها من الحسابات الوهمية؛ لذا قررت إغلاقها. 

 

ومع زيادة أهمية التقنيات الرقمية شهدت عمليات التدخل الرقمي الإيراني زخمًا كبيرًا؛ ففي شهر أغسطس 2018م أزالت شركة فيسبوك 652 صفحة ومجموعة وحسابًا على موقع فيسبوك وانستغرام، تُدار من إيران؛ وذلك بسبب المشاركة في "سلوك منسق مغلوط". واستهدفت هذه العمليات أشخاصًا في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. 

 

وفي أكتوبر 2018م أعلنت شركة فيسبوك أنها أزالت 82 صفحة ومجموعة وحسابًا على موقع فيسبوك وانستغرام. وأعلنت الشركة هذه المرة أن هذه الحسابات والصفحات تستهدف أشخاصًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتقمصت بعض هذه الحسابات صفة المواطن الأمريكي الذي يضغط ضد السرد السعودي والإسرائيلي. 

 

التدخل الإلكتروني في شؤون الدول العربية، والعالم، بات استراتيجية إيرانية في المرحلة المقبلة. ولعل اكتشاف فصول هذه الاستراتيجية من قِبل معهد "أكسفورد" سيدفعها إلى البحث عن طرق أخرى أكثر خبثًا وخداعًا لتحقيق ما تحتويه أجندتها السياسية الرامية إلى إثارة البلبلة والاضطرابات في المنطقة.