قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الاستحواذ على تطبيق إنستغرام كان أفضل استحواذ قامت به فيسبوك عندما ضمته إلى شبكتها مقابل مليار دولار، وهي تحتفل هذا الأسبوع بمرور 10 سنوات على إنشاء إنستغرام وعلى النجاح المستمر الذي أحرزه منذ ذلك الوقت.
وأشارت الصحيفة إلى أن تطبيق مشاركة الصور "إنستغرام"، عندما انضم إلى مجموعة فيسبوك عام 2012، كان لديه 30 مليون مستخدم ولم يكن ينتج مليما واحدا لمنشئَيه مايك كريغر وكيفين سيستروم، أما اليوم فيستخدمه أكثر من مليار شخص، وله تأثير على جماليات المطاعم العصرية، وقد خلق وجهات سفر عصرية، ولكنه قبل كل شيء، أصبح آلة هائلة لكسب النقود.
وقد سجل إنستغرام -حسب وكالة بلومبيرغ- ما لا يقل عن 20 مليار دولار من عائدات الإعلانات في عام 2019، وهو ربع إيرادات مجموعة فيسبوك، وأكثر من عائدات يوتيوب التي بلغت 15 مليار دولار خلال الفترة نفسها، كما أن أدوات الإعلان الخاصة بهذه الخدمة تتطور باستمرار.
وفي مواجهة قصة النجاح، تتساءل سلطة التنظيم عن مدى صواب منح لجنة التجارة الفدرالية الضوء الأخضر عام 2012 لاستحواذ فيسبوك على إنستغرام، معتقدة أنه يجب تفكيك عملاق وسائل التواصل الاجتماعي هذا الذي يستخدمه 2.7 مليار شخص شهريا.
وقالت الصحيفة إن فيسبوك يأخذ هذا التهديد على محمل الجد، حيث كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" النقاب عن وثيقة صاغها محاموه، تحدد حجة المجموعة ضد أي تقسيم، وكتبوا أن "التفكيك أمر غير وارد على الإطلاق" مشيرين إلى تكلفة مثل هذه العملية وتأثيرها على أمن الموقع وعلى تشتيت المستخدم.
قبل كل شيء، تجادل فيسبوك بأنه لا يمكن استعادة ما تم منحه، لأن لجنة التجارة الفدرالية باركت عمليات الاستحواذ على إنستغرام وواتساب، مما جعل فيسبوك يستثمر بكثافة في هذه المنصات ودمجها تقنيا، بحيث تستخدم إنستغرام أدوات فيسبوك الإعلانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن فيسبوك عازمة على الذهاب أبعد من ذلك، إذ أعلنت عن الاندماج في 30 سبتمبر/أيلول بين الرسائل الخاصة لإنستغرام وفيسبوك ماسنجر، مما سيوفر معرّفا فريدا للاتصال بالشبكتين الاجتماعيتين، وهو ما سيجعل تفكيك الإمبراطورية أمرا غير يسير.
ومع ذلك تعلم عملاقة التواصل الاجتماعي أن التهديد يلوح في الأفق من جانبي المحيط الأطلسي، حيث ينص قانون الخدمات الرقمية الأوروبية الذي سيتم الكشف عنه في نهاية العام، على عقوبات تصل إلى حد التفكيك ضد عمالقة التكنولوجيا الذين يرفضون التنظيم، حسب الصحيفة.
اعلان
أما في الولايات المتحدة، ففي نهاية العام ستقرر لجنة التجارة الفدرالية التي تحقق في الأمر منذ سنة، هل ستتخذ إجراءات ضد فيسبوك بسبب الممارسات الاحتكارية المنافية للمنافسة، وهل كان الاستحواذ على إنستغرام مدفوعا في البداية بالرغبة في تحييد منافس خطير.
غير أنه -كما تقول الصحيفة- يجب على نواب اللجنة القضائية الفرعية المسؤولة عن شؤون مكافحة الاحتكار تقديم توصياتهم بشأن تنظيم عمالقة التكنولوجيا، حيث تتحدث مسودة للنص عن أدوات تشريعية لفرض تفكيك هذه المجموعات.
ورغم أن هذا الاقتراح الديمقراطي تعارضه بشدة اللجنة الجمهورية المنتخبة، فإن المسؤولين المنتخبين من كلا الجانبين متفقون على أن سلطات المنافسة الأميركية يجب أن تكون مجهزة بشكل أفضل للإشراف على مجموعة "غافا" (الحروف الأولى للشركات العملاقة الأربع غوغل وآبل وفيسبوك وأمازون) وعرقلة بعض عمليات الاستحواذ.