مرّت الأيام بسرعة، وها نحن ذا في نهاية شهر رمضان المبارك، ويتساءل الجميع حول موعد عيد الفطر هذا العام، وهل ستتفق الدول العربية حوله أم ستختلف كما حدث في حالة رمضان؟
لفهم الفكرة الفلكية الخاصة باستطلاع أهلة الشهور الهجرية، دعنا نبدأ من لحظة الاقتران، وهي تلك اللحظة التي يمر فيها القمر إلى جوار الشمس في السماء، وتحدث نهارا بالطبع ولا يمكن أن نراها، لكن يمكن للفلكيين حسابها.
من منظورنا على الأرض، فإن القمر -الذي يدور حول الشمس مرة كل حوالي 28 يوما- يبدو كأنه يمر بجانب الشمس، لكن ما يحدث حقا هو أن الشمس بعيدة جدا، على مسافة حوالي 150 مليون كيلومتر، بينما يدور القمر حول الأرض على مسافة حوالي 400 ألف كيلومتر فقط.
بعد أن تحدث لحظة الاقتران، يستمر القمر في تحركه مبتعدا عن الشمس في السماء، وبعد نصف يوم إلى يوم يمكن أن يظهر لنا في السماء ليلا هلالا، لأنه ابتعد كليا عن ضوء الشمس، فتغرب وتتركه منيرا.
حينما تخرج الفرق الشرعية المختصة بالبحث عن الهلال، لأن الرؤية هي معيار بداية الشهور الهجرية في الدين الإسلامي، عادة ما يتفق الأمران، أي أن الاقتران يحدث قبل أو في نهار يوم الرؤية، ثم يخرجون بعد الغروب لرصد الهلال الذي ابتعد قليلا عن الشمس.
لكن هذا العام، فإن معظم الدول العربية ستخرج للبحث عن الهلال بعد غروب شمس يوم 29 رمضان الموافق الثلاثاء 11 مايو/أيار، إلا أن الاقتران أصلا سيحدث، فلكيا، في تمام الساعة 22:00 مساءً بتوقيت مكة المكرمة هذا اليوم.
يعني ذلك أن الفرق المختصة من المستحيل أن ترى الهلال، لأنه لم يقترن أصلا بعد مع الشمس، وعلى ذلك يكون يوم 12 مايو/أيار متمما لشهر رمضان، و13 مايو/أيار هو غرة شوال وأول أيام عيد الفطر من دون شك.
أما الدول الأخرى، مثل سلطنة عمان والمملكة المغربية، فقد صامت متأخرة بفارق يوم عن بقية الدول العربية، مما يعني أن الفرق الشرعية ستخرج فيها يوم 29 رمضان (الموافق 12 مايو/أيار).
وبحسب مركز الفلك الدولي، فإن رؤية الهلال ممكنة للعينين المجردتين في هذه الدول، مما يعني أنها ستعلن -على الأرجح- يوم 12 مايو/أيار نهاية رمضان، ويكون أول أيام عيد الفطر المبارك يوم 13 مايو/أيار، فتتفق كل الدول العربية معا في غرة شوال هذا العام.