قالت وسائل إعلام عبرية، إنه من المقرر أن تفتتح الإمارات رسمياً سفارتها في تل أبيب يوم الأربعاء المقبل، وذلك بحضور الرئيس الإسرائيلي الجديد إسحاق هرتسوغ.
وأوضحت القناة العبرية “أي 24“، على موقعها الإلكتروني، أن سفير الإمارات لدى إسرائيل، محمد آل خاجة، سوف يدشن حفل افتتاح السفارة، وهو المتواجد في إسرائيل منذ مارس الماضي، فيما سيكون مقر السفارة في نفس المبنى الذي توجد به بورصة تل أبيب.
يأتي ذلك بعد أن افتتح وزير خارجية الاحتلال، يائير لابيد، قبل أيام قنصلية إسرائيلية رسمية في دبي، وذلك في ثاني أيام زيارته الرسمية إلى الإمارات، التي تعدّ الأولى لوزير إسرائيلي منذ تطبيع العلاقات بين الطرفين العام الماضي.
ومنذ تطبيع العلاقات بين البلدين في أيلول/ سبتمبر 2020، بدفع من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أقام الجانبان رحلات جوية مباشرة، وتبادلا السفراء، وزيارات وفود تجارية عدة.
وفي وقت سابق، علقت حركة حماس على افتتاح وزير خارجية الاحتلال، يائير لابيد، سفارة في الإمارات، واعتبرت أن ذلك “خطيئة قومية”.
وقال الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، إن “افتتاح سفارة للكيان الصهيوني في أبو ظبي، يعكس إصرار الإمارات على الخطيئة القومية التي ارتكبتها بتوقيعها لاتفاق التطبيع”.
وأضاف قاسم: “تزامن افتتاح السفارة مع عملية الهدم بحي سلوان في القدس، يؤكد ما نحذر منه دائما بأن اتفاقات التطبيع ستشجع الاحتلال على تصعيد عدوانه ضد شعبنا ومقدساته”.
ووقعت 4 دول، الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، اتفاقيات لإقامة علاقات “طبيعية” مع إسرائيل بوساطة أمريكية عام 2020 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي وقت سابق، هاجم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، الإمارات وولي عهدها محمد بن زايد، معتبراً أنه خائن للقضيتين العربية والفلسطينية.
واتهم عباس زكي، الإمارات بتجنيس نحو سبعة آلاف إسرائيلي عقب اتفاق التطبيع مع الاحتلال، الذي وقع في آب/ أغسطس الماضي.
وقال زكي: “ابن زايد خائن، ويجب طرد الإمارات من الجامعة العربية”، محذرا من تغلغل الحركة الصهيونية في الإمارات، عبر ارتكاب “جريمة” تجنيس آلاف الإسرائيليين.
وخاطب زكري القادة العرب، بينهم الرئيس المصري، قائلا: “إذا فتح باب الإمارات لتجنيس الصهاينة هلكتم، ولن تستطيعوا وقف مد الحركة الصهيونية”.
وأضاف: “إما أن تمنع الإمارات من دخول البلدان العربية، أو تطرد من الجامعة العربية”.
وأشاد زكي بشعب الإمارات قائلا: “شعب الإمارات حر وعظيم، ولا نعمم، لأن الخائن فقط هو محمد بن زايد”.
وفي وقت سابق أفاد تقرير نشره موقع “غلوبس“، بأن “التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإسرائيل متعثر بالفعل، في وقت تتفحص أبو ظبي سلوك حكومة إسرائيل الجديدة.
وأشار التقرير إلى أن تعليق واشنطن لعمل “صندوق أبراهام” الذي أنشأ تزامنا مع توقيع اتفاقيات السلام، دفع الإمارات، في مارس 2021، إلى إنشاء صندوق للاستثمار في إسرائيل بمجالات الطاقة والصناعة والبنية التحتية والفضاء والصحة وغير ذلك، بقيمة 10 مليارات دولار، ولكن منذ ذلك الحين فشل هذا الصندوق في الانطلاق.
أما في إسرائيل، فتناقش وزارات الاقتصاد والبنية التحتية والطاقة وغيرها أي المشاريع تقترح على الصندوق الجديد، فيما تأمل إسرائيل أن توفر الاتفاقات التي وقعها وزير الخارجية يائير لابيد خلال زيارته للإمارات الأسبوع الماضي إطارا قانونيا في إسرائيل لاستثمارات حكومة الإمارات من خلال الصندوق
ومن المتوقع أن يزور وزير أو اثنان من وزراء الحكومة الإسرائيلية الإمارات قريبا لمناقشة الصندوق وسبل تفعيله.
لكن من الناحية العملية، لم يتم إنشاء الصندوق بالفعل ولا يبدو أنه يلوح في الأفق.
ولفت تقرير “غلوبس” إلى أن “موانئ دبي” تنتظر التطورات في مناقصة ميناء حيفا، كما أن هناك قضية شركة خطوط الأنابيب الأوروبية الآسيوية (EAPC) على جدول الأعمال، حيث تراقب الإمارات سلوك حكومة نفتالي بينيت وقدرتها على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
وقال مصدر تجاري في الإمارات لـ “غلوبس” إن تراجع إسرائيل عن الاتفاقية التي وقعتها شركة (EAPC) مع “ميد ريد لاند بريدج” المحدودة لنقل النفط من الخليج إلى إسرائيل لتزويد العملاء في منطقة البحر الأبيض المتوسط سيضر بالعلاقات الاقتصادية بين الدولتين، وهو بمثابة رادع مستقبلي للشركات الإماراتية، معتبرا أن التنفيذ الناجح للاتفاق – أي شحن الحاويات الأولى من النفط إلى ميناء إيلات ثم نقله إلى أسدود دون أي عقبات، سيبدد المخاوف الإسرائيلية.