الرئيسية - تقارير - انيس منصور يكتب عن .. حرب سعودية جديدة بحق العمالة اليمنية

انيس منصور يكتب عن .. حرب سعودية جديدة بحق العمالة اليمنية

الساعة 10:19 مساءً (هنا عدن / خاص )

حرب سعودية جديدة بحق العمالة اليمنية 

*انيس منصور 



في وقت تمر فيه اليمن ،بحرب طال امدها فلا نهاية ولا افق واضح يبعث باي بصيص  امل يوقف الدم والدمار والافقار والاستنزاف والحصار وأزمات انسانية تفوق الوصف،خرجت علينا الجارة الشقيقة المملكة العربية السعودية قائدة تحالف تدمير اليمن بقراراتتستهدف العمالة اليمنية على مساحة حدودها الجنوبية نجران وجيزان وعسير وهيقرارات يمكن توصيفها انها حرب فوق الحرب وكارثة فوق الكوراث لها تداعيات لن تحمدعقباها تعزز واقع قاتم ومؤلم وحقيقة فشل وخسران التحالف العربي في اليمن الذيتحول من تحالف لنصرة الشرعية اليمنية الى تحالفاً عدوانيا ًدمر البنية التحتية وقتلأناس أبرياء، وخلق ماساة انسانية لم يسلم منها اليمنيين المغتربين في اراضيها الذينمسهم دخان ونار وبارود الحرب وانتهج سياسة إطالة أمد حرب الجمهورية اليمنية عملابنظرية "منح الحرب فرصة" لا فيها رابح وخاسر  ولا منتصر ومهزوم انما الشعب هوالخاسر من طول الحرب ورقص تجار الحروب على انغام الفقر والبطون الخاوية 
وكلما قلنا عساها تنجلي 
قالت الايام هذا مبتداها  
انها حرب يديرها التحالف السعودي الاماراتي انتجت حروب وعصبويات ومعاركواهداف اخرى خارج العنوان المعلن دخلت افق استحالة الحلول وفشل كل مساعيالسلام وحقن الدماء ولم تجد الشرعية المدعومة من السعودية موطئ قدم للاستقرار فيمناطق تابعه للشرعية جنوباً وشرقاً!!

عشرات الأكاديميين اليمنيين مهددين بانتهاء عقود عملهم في المملكة العربية السعودية،خبر مفاجئ وبالطبع لا يُسِّر أحد، قرار كهذا، يضاعف مأساة اليمنيين، في بلاد لم يعدهناك من رافد لها، سوى ما يبعثه المغتربين لأسرهم أكادميين وعمال بمختلف مجالاتهم. 
وعلى مفهوم حسن الظنون ففي كل مرة ظننا أن السعودية بدأت تستيقظ من سباتهاوتفكر بطريقة مجدية؛ تفاجئنا بقراراتها المرتجلة، إنها لا تشتغل بطريقة معادية لليمنيينبل وتعادي نفسها، قضية المغتربين اليمنيين تكشف طريقة تفكير السعودية إزاء اليمن. 
هل يوجد عاقل يمكنه أن يقرأ قرارات السعودية الأخيرة إزاء المغتربين اليمنيين في الحدالجنوبي، بأنها قرارات تصب في صالح المملكة على المدى المتوسط والبعيد، قد تربحآنيا؛ لكنها تؤسس لقطيعة مؤذية بينها وبين اليمن. في ظرف لا تحتمل فيه البلاد مزيدمن البؤس والحرمان، فلا أحد يناقش ما إذا كان من حق السعودية أن تتخذ قرارات كهذهأم لا، لكن ما هو حق قد لا يكون صائب، بمعنى ما هو حق لك أن تفعله قد لا يكون دائمامن الصواب فعله، من الحكمة أن تتراجع السعودية عن قراراتها أو على الأقل ترجئهالوقت أخر، تحديدا المتعلقة باليمنيين. 

في أوقات الأزمات الكبرى، تلجأ البلدان لتعزيز روابطها بالمناطق الحدودية، حتى لو لميكن بينها وبين أولئك السكان مشكلة، فيما مملكة السعودية تلجأ لمضاعفة عواملالاحتقان ومنح خصومها في الداخل اليمني وقودًا لمواصلة معركتهم ضدها، وعلى مدىعقود خلت ظلت السعودية تنسج علاقاتها بالجميع وفقًا لمنطق الرعاية والسخاء،وتحديدًا الجارة الجنوبية لها، اليمن، في الفترة الأخيرة بدأت تنحو باتجاه منطق ماديبحت، هدا التحول يبدو ظاهريا لصالح المملكة؛ لكنه مربك لإرث طويل من التعاملاتالراسخة بين البلدين. 
كثيرة هي التحليلات والاستنتاجات الواقعية ان اليمن واليمنيين ليسوا بلدًا مرهقًا لأحد،بل أكثر الشعوب حيوية واستعدادا للعمل والانجاز، لكنهم وقعوا في فخ تأريخي جعلهممكشوفين، هم بحاجة لمن يحتويهم في ظرفهم هذا، احتواء يحقق في الطرفين مصلحتهم،اليمني ومن يستضيفه، ولطالما شهد الجميع لليمني بالكفاءة أينما حل، شعب ذاقالويلات، وحين يسافر لأي مكان بالعالم يقاتل بكل ما فيه من طاقة واقتدار؛ كي يثبت ذاته،عمالة كهذه لا يمكن أن تكون عالة على أحد، بقدر ما هي طاقة خامة، بحاجة لعقلية ذكيةتستثمرها وبما يخدم الجميع، ولا يحتاج اليمني لشفقة أحد، وليس في هذا المنطقعنترية أو نوع من الكبرياء الساذجة، لكن طبع اليمني فيه أنفة راسخة، يحتاج اليمني من يفتح له نوافذ وفضاءات عمل وسوف يبهر الجميع، يحتاج جار يعامله بشهامةولسوف يعيد له العطاء مضاعفًا. 

الخلاصة: ان القرارات الظالمة والمجحفة من قبل وزارة العمل السعودية في حق المغتربيناليمنيين على وجه التحديد من تطفيش وتضيق وترحيل ثم اخراج آلاف العمالة اليمنيةمن نجران وجيزان وعسير يعتبر قراراً له دوافع سياسية وعلى علاقة بالحرب الظالمةوالاطماع الدولية وتدمير المخزون البشري اليمني بمثل هكذا قرارات يمكن تفسيرها انالسعودية كمن يطلق النار على قدميه سوف يستدعي اليمنيين البحث عن التاريخوالقانون ان هذه المناطق اقصد نجران وجيزان وعسير هي في الاساس مناطق يمنية وتماحتلالها باتفاقيات مشبوهه اخرها إتفاقية الطائف ويمكن لليمنيين ابطال اتفاقيةالطائف عبر مجلس النواب والقانون الدولي وضرورة استعادتها لليمن واعتقد ان مازالهناك متسع لالغاء كل المظالم بحق العمالة السكنية وما نزال نراهن على الصوت الحكيمفي المملكة العربية السعودية لمراجعة قراراتها، فدائما ما كانت السعودية تتمتع بمنطقفيه نوع من اللين إزاء جارتها، حتى ولو زاغت بين فترة وأخرى، ثمة تراكم تأريخي منالتقاليد الضابطة للعلاقة وهذا ما نراهن عليه في قادم الأيام.

*رئيس مركز هنا عدن للدراسات الاستراتيجية 

 

نقلاً عن راي اليوم اللندنية