حذر السياسي الكويتي البارز ناصر الدويلة، عضو مجلس الأمة السابق، السعودية من مستجدات الأمور على الساحة السياسية والتي تسبب بضرر بالغ لها في حال عدم تغيير نهجها والتعامل مع الواقع بعقل حكيم.
وفي هذا السياق قال ناصر الدويلة في سلسلة تغريدات له بتويتر رصدتها (وطن)، إن الوضع الاستراتيجي في منطقة الخليج مضطرب جدا.
واستشهد على ذلك بأن مباحثات فينا بشأن الاتفاق النووي الايراني متوقفة، وكذلك أمريكا خرجت من العراق وأفغانستان وتخطط للخروج من السعودية “ولا معلومات عن وضعها في الكويت”.
ويعكس عمق هذا الاضطراب ـ وفق الدويلة ـ إلغاء زيارة وزير الدفاع الأمريكي للرياض في الوقت الذي كان فيها مبعوث روسي هناك.
ووفقا لما سبق، لا يستبعد السياسي الكويتي زيادة الهجمات الحوثية على المملكة “مستغلا سحب الدفاعات الجوية الأمريكية وقد تحقق للحوثي إصابة أهداف اعترفت بها السعودية في أبها.”
وأوضح السياسي الكويتي:”لذلك فان الموقف السعودي أصبح على مفترق طرق في وقت تحتاج دول الخليج إلى إعادة تقييم التحالفات ولا يوجد بديل عن تركيا اليوم.”
كما شدد في تغريداته على أن المشكلة التي لم توليها دول الخليج أهمية هو (مؤسسة توني بلير)، موضحا أن هذه المؤسسة التي تقوم بدور استعماري خطير “فهي توجه حكومات المنطقة لاتخاذ سياسات تدمر شعبيتها وتسلب شرعيتها”.
ويحدث ذلك ـ بحسب الدويلة ـ تحت غطاء وهم محاربة التطرف “وهذا التطرف المتوهم حاربته أمريكا عشرين عام ثم هزمت و هي تتعامل معه الآن فهل نتعلم.” حسب قوله.
وسحبت الولايات المتحدة نظامها الأكثر تقدما للدفاع الصاروخي وبطاريات باتريوت من المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة، حتى في الوقت الذي واجهت فيه المملكة هجمات جوية مستمرة من الحوثيين في اليمن، بحسب صور بالأقمار الصناعية حللتها وكالة “الأسوشيتد برس”.
وجاءت إعادة نشر الدفاعات من قاعدة الأمير سلطان الجوية خارج الرياض، في الوقت الذي راقب فيه حلفاء أمريكا من دول الخليج العربية بقلق الانسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان، بما في ذلك عمليات الإجلاء في اللحظة الأخيرة من مطار كابول الدولي المحاصر.
فبينما لا يزال عشرات الآلاف من القوات الأمريكية في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية تبدو كثقل يحقق التوازن ضد إيران، تشعر دول الخليج العربية بالقلق بشأن الخطط المستقبلية للولايات المتحدة، التي ترى تهديدا متزايدا في آسيا يتطلب تلك الدفاعات الصاروخية.
ولا يزال التوتر عالي المستوى حيث يبدو أن المفاوضات متوقفة في فيينا بشأن اتفاق إيران النووي المنهار مع القوى العالمية، ما يزيد من خطر المواجة المستقبلية في المنطقة.
وفي هذا السياق يقول كريستيان أولريتشن الباحث في معهد جيمس بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس: “التصور مهم وهو ان المملكة العربية السعودية ترى الآن أن أوباما وترامب وبايدن – ثلاثة رؤساء متعاقبين – اتخذوا ويتخذون قرارات إلى حد ما تدل على تخل أميركي عن الرياض”.
في جنوب غرب مدرج القاعدة الجوية، توجد منطقة تبلغ مساحتها كيلومترا مربعا، حيث وضعت القوات الأمريكية بطاريات صواريخ باتريوت، بالإضافة إلى وحدة “تيرمينال هاي ألتيتيود إير ديفينس” المتقدمة للدفاع الصاروخي.
وفقًا لصور الأقمار الصناعية الواردة من شركة بلانت لابز، يمكن لمنظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية (ثاد) تدمير الصواريخ الباليستية على ارتفاع أعلى من صواريخ باتريوت.
أظهرت صورة بالأقمار الصناعية، التي شاهدتها أسوشيتدبرس في أواخر أغسطس، إزالة بعض البطاريات من المنطقة، بالرغم من أنه لا يزال من الممكن رؤية النشاط والمركبات هناك.
أظهرت صورة عالية الدقة من بلانت لابز التقطت، الجمعة، أن منصات البطاريات في الموقع فارغة، من دون أي نشاط مرئي.
ترددت شائعات عن إعادة انتشار الصواريخ لعدة أشهر، ويرجع ذلك جزئيا إلى الرغبة في مواجهة ما يعتبره المسؤولون الأمريكيون “صراع القوى العظمى” الذي يلوح في الأفق مع الصين وروسيا.
في الأثناء، جاء الانسحاب بينما استهدف هجوم بطائرة مسيرة للحوثيين على المملكة العربية السعودية. أصاب الهجوم ثمانية أشخاص وألحق أضرارا بطائرة نفاثة تجارية في مطار المملكة بأبها، وتخوض المملكة حربًا مأساوية مع الحوثيين منذ مارس/آذار 2015.
في بيان للأسوشيتدبرس، وصفت وزارة الدفاع السعودية علاقة المملكة بالولايات المتحدة بأنها “قوية وطويلة الأمد وتاريخية” حتى مع الاعتراف بسحب أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية.
وقالت إن الجيش السعودي “قادر على الدفاع عن أرضه وبحاره وأجوائه وحماية شعبه”.
جاء في البيان أن “إعادة نشر بعض القدرات الدفاعية للولايات المتحدة الأمريكية الصديقة من المنطقة يتم من خلال التفاهم المشترك وإعادة تنظيم استراتيجيات الدفاع كسمة للانتشار العملياتي”.
كان من المقرر أن يتوجه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في جولة بالشرق الأوسط في الأيام الأخيرة، إلى الرياض، لكن الزيارة ألغيت بسبب ما وصفه المسؤولون الأمريكيون بمشكلات الجدول الزمني.
رفضت المملكة رفضت مناقشة سبب إلغاء زيارة أوستن، بعد سحب الدفاعات الصاروخية.
تحتفظ المملكة العربية السعودية ببطاريات صواريخ باتريوت الخاصة بها وتطلق عادة صاروخين على أي هدف. بيد أن ذلك أصبح مكلفًا وسط حملة الحوثيين، حيث يكلف كل صاروخ باتريوت أكثر من 3 ملايين دولار.
تزعم المملكة أيضا أنها اعترضت تقريبا كل صاروخ وطائرة من دون طيار تم إطلاقها على المملكة، وهي نسبة نجاح عالية بشكل لا يصدق شكك فيها الخبراء سابقا.
بينما وافقت اليونان في أبريل على إقراض المملكة العربية السعودية بطارية صواريخ باتريوت، ويأتي توقيت الانسحاب الأمريكي، وسط حالة عدم يقين أوسع بشأن الموقف الأمريكي في المنطقة.