لحج / خاص.
تظاهر صباح اليوم الأحد 2021/11/7م، الآلاف من ابناء مديرية المسيمير الحواشب بمحافظة لحج، أمام بوابة الشركة الوطنية للأسمنت بصاعم للمطالبة بإيقاف محطة الفحم الحجري القاتلة والتي تسببت في نشر الأوبئة والأمراض الخطيرة بين المواطنين ودمرت ممتلكاتهم الزراعية والحيوانية وكل ما له صلة بالحياة.
وانطلق المواطنون في موكب جماهيري كبير من عاصمة المديرية صوب بوابة الشركة المملوكة لأولاد هائل سعيد أنعم، حيث نظموا هناك تظاهرة كبرى ومهرجانا خطابيا وأعتصاما مفتوحا ألقيت فيه العديد من الكلمات التي عبرت في مجملها عن تمسك الجميع بمطلب إغلاق محطة الفحم الحجري دون شرط او قيد قبل الدخول في أي مفاوضات او حلول لتعويض المتضررين والمنكوبين صحيا وبيئيا من العوادم والأنبعاثات الغازية السامة الصادرة من صومعة محطة الفحم الحجري المحرمة دوليا.
واصدر المتظاهرون الذين أكدوا على الأستمرار في أعتصامهم المفتوح أمام بوابة المصنع حتى تتم الإستجابة الغير مشروطه لمطالبهم بيانا صحفيا جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الفعالية
نحن ابناء مديرية المسيمير محافظة لحج، نطالب كافة الجهات والمنظمات والهيئات والمؤسسات القضائية والحقوقية والإنسانية المحلية والدولية إدانة مصنع الشركة الوطنية للأسمنت صاعم الواقع في نطاق مديريتنا عن تسببه في تلويث البيئة وإهلاك المزروعات وإتلاف المحاصيل ونفوق الثروة الحيوانية وإنتهاكه لحقنا في العيش والحياة بأمن وسلام وصحة في مناطقنا وتسببه ايضا بنشر مختلف الأوبئة والأمراض القاتلة والغريبة بين أوساطنا والتي لم تكن معروفة في السابق، ونؤكد للجميع باننا سبق وان تقدمنا بشكاوي عديدة إلى الجهات المختصة بالدولة، وابلغنا الأجهزة الحكومية حول هذه المخاطر وما يسببه هذا المصنع من أضرار طالت كل صور الحياة، وشرحنا معاناتنا جراء تلوث الهواء من انبعاثات المصنع الذي يتم تشغيله عن طريق محطة الفحم الحجري المحرمة دوليا لكن لاحياة لمن تنادي.
لقد قامت الكثير من الجهات الصحية والبيئية المختصة والمهتمة بهذا الجانب بإجراء مسوحات ودراسات تقييميه ومعاينة وفحص محل سكن المواطنين في عدد من قرى ومناطق المديرية منها منطقتي النخيلة وفرعه، واكدت التقارير التي رفعت من قبل هذه الجهات تراكم الغبار والأتربة على الأسطح والبيوت ووجود السحب الدخانية المنبعثه من صوامع هذه المنشأة الصناعية، وهو ما يثبت جليا تورطها في ارتكاب مخالفات كبيرة ووقفوها وراء ارتفاع نسبة التلوث والغازات السامة داخل بيئة العمل وتصاعدها الى الهواء سيما من موقع محطة الفحم الحجري القاتلة والتي تسببت انبعاثاتها الغازية في نشر الأوبئة والأمراض المدمرة والفتاكة وهلاك كافة مقومات الحياة البشرية والحيوانية والنباتية.
نحن ابناء مديرية المسيمير نتهم بموجب هذه الأدلة والبراهين والإثباتات، مصنع الشركة الوطنية للأسمنت المملوك لأولاد هائل سعيد أنعم بصفته المسئول عن تلك الأوبئة والأمراض التي أهلكت الزرع والضرع والأخضر واليابس، ونؤكد بان هذا المصنع وراء كل المصائب والنكبات والكوارث الصحية والبيئية التي شهدتها وتشهدها المديرية من خلال أصرار القائمين عليه بتشغيله بواسطة الفحم الحجري المحرم دوليا وهو ما تسبب في تفشي أمراض وأوبئة بين صفوف المواطنين لم تكن معهودة في الماضي، وهو بذلك لايلتزم بالقوانين واللوائح والأنظمة التي تسمح بإقامة مثل هذه المنشئات الصناعية والإستثمارية القريبة من مساكن المواطنين.
اننا نطالب بسرعة إيقاف تشغيل محطة الفحم الحجري دون شرط او قيد، وتغريم القائمين على هذه الشركة عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بحياة وصحة وممتلكات المواطنين، وندعو كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية الى التضامن معنا والوقوف الى جانب مطالبنا الحقوقية المشروعة وتاييدها التأييد الكامل ورفض هذا العبث والتجاهل والتساهل والإستخفاف والإستهتار الذي يبديه القائمين على هذه المنشأة الصناعية تجاه ابناء المديرية وممتلكاتهم.
كما نطالب جميع منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية بانصاف مظلوميتنا وتأكيد مطالبنا المشروعة والإنتصار لحقوقنا الإنسانية المكفولة شرعا وقانونا في الصحة والسلامة البيئية.
ونؤكد بان مصنع الشركة الوطنية للأسمنت لديه فن كبير في سياسة المراوغة والمكر والخداع والتحايل والتضليل على الرأي العام، وسبق وان أقنع بعض المختصين في مجال الصحة والبيئة بان ممتثل لما يحدده القانون من معايير للتلوث المسموح بها، والتي كثيرا ما تتناقض مع الأدلة والوقائع التي يوثقها السكان المحيطون بالمصنع، حيث وفي كل مرة يقدم المصنع أوراقا على سجل أدائه البيئي والصحي الممتاز وعلى امتثاله للمعايير بينما يوثق الأهالي الذين يعانون ويكابدون طائفة واسعة من الأمراض عشرات الصور والفيديوهات للانبعاثات الملوثة الصادرة من مدخنة المصنع، وما يزيد من الصعوبة القانونية أن هذه الجهة المسببة في التلوث والمخاطر الصحية والبيئية دأبت على الدفع وشراء ذمم وضمائر البعض لتجميل وجهها القبيح ولإظهار ذاتها بانها ليست مصدر التلوث الوحيد أو المتسبب الوحيد في المرض، ومما لا شك فيه فان استنشاق غبار الأسمنت وغيرها من الإنبعاثات والغازات السامة المتصاعدة من صومعة محطة الفحم الحجري يضر بالصحة ويفاقم المرض ويهلك كل ما له صلة بالحياة، فإن المصنع يصر ايضا على التمسك بشيوع الإتهام في محاولة لتمييع القضية والإفلات من العقاب وهذه جريمة تضاف الى مسلسل الجرائم والإنتهاكات التي يرتكبها بحق ابناء المديرية.
ومن هنا نشدد على أهمية تعديل القوانين واللوائح البيئية والصحية، وعلى عدم السماح بالصناعات شديدة التلويث بالتواجد في الأماكن العامة ومناطق السكانية الكثافة السكانية، ونطالب بتحسين المعايير البيئية للتوافق مع التوصيات الدولية إلى جانب رفع كفاءة منظومة التفتيش والمحاسبة البيئية ضد هذه المنشأة عبر تشكيل لجان مجتمعية محايدة لاتخصع للوصاية من أي جهة او طرف، فضلا عن مطالبتنا بالشفافية في إتاحة البيانات وقراءات الرصد البيئي للسكان وإفساح المجال أمام مشاركة المجتمع في مراقبة أداء هذه المنشأة ومتابعة الأضرار الناجمة عنها.
اننا وعبر بياننا هذا، نؤكد وبحسب التقارير والدراسات ان الفحم الحجري من أشد أنواع الوقود التقليدي تلويثا للبيئة وضررا على الصحة وتسببا في نفوق الحيوانات والنحل وهلاك الأشجار والمزروعات وهو ما فاقم من التأثير الضار لمصنع أسمنت الوطنية على السكان وممتلكاتهم بشكل عام، لذا نؤكد على الإستمرار في تنظيم الفعاليات الإحتجاجية وتصعيد وتيرتها بإستخدام كل الطرق والوسائل المتاحة حتى تذعن الشركة الوطنية للأسمنت وترضخ لنداء الحق وتحكم لغة العقل والمنطق والضمير وتستجيب لكافة المطالب الحقوقية المشروعة دون انتقاص او استثناء.
وفي الأخير نؤكد للرأي العام، باننا لن نتخلى عن حقنا القانوني في ملاحقة هذه الشركة ومقاضاة القائمين عليها في حال أستمر هذا الإستهتار بحياتنا وأرواحنا وممتلكاتنا، لكوننا ومنذ إنشائها قبل سنوات في نطاقنا مديريتنا الجغرافي نشتكي ما سببته لنا من تلوث في البيئة وضرر على صحتنا وأسرنا وأطفالنا وتدمير لثرواتنا الزراعية والحيوانية وهلاك لكل صور الحياة الطبيعية ولكن دون فائدة ولا استجابة، وقد رصدنا الكثير من المخالفات وقمنا بتوثيقها وتعميمها ونشرها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، وسبق أن تقدمنا بشكاوي عديدة الى الجهات البيئية وجهات أخرى معنية لكن دون جدوى، كما قمنا برفع بلاغات للسلطات الحكومية بالمديرية والمحافظة ضد المصنع بسبب مخالفاته القانونية والبيئية والصحية الجسيمة شرحنا فيها المخاوف بشأن تأثيره البيئي والصحي والإجتماعي ووعدونا بإجراء تحقيق مكثف في الموضوع وغير ذلك من الوعود التي لاتسمن ولاتغني ولاتقدم او تاخر وكلها ذهبت أدراج الرياح، وهذا المسلسل الدراماتيكي من الوعود والأكاذيب اوصلنا الى قناعة تامة بانه لا يمكن الإستجابة لمطالبنا الحقوقية المشروعة إلا بالتصعيد وعدم مغادرة هذا المكان إلا بالتعهد والإلتزام الفعلي بتنفيذ كافة الشروط والمطالب وتحقيقها على أرض الواقع لكوننا قد سئمنا منذ سنوات مثل هذه الوعود التي لانرى منها شيء على الواقع.
صادر عن اللجنة التنظيمية للإعتصام المفتوح لابناء مديرية المسيمير محافظة لحج ضد مصنع الشركة الوطنية للأسمنت
الأحد الموافق 2021/11/7م