الرئيسية - تقارير - في يومهم العالمي.. أطفال اليمن يواجهون مستقبلا مجهولا وسط معاناة بالغة الصعوبة

تقرير

في يومهم العالمي.. أطفال اليمن يواجهون مستقبلا مجهولا وسط معاناة بالغة الصعوبة

الساعة 11:08 مساءً (هنا عدن / متابعات )

يحتفل العالم في ال20من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام ب"اليوم العالمي للطفل"، في حين يُحرم أطفال اليمن من أبسط حقوقهم المعيشية في ظل استمرار الحرب الدائرة في البلاد. 

 



وتسببت الحرب في حرمان آلاف الأطفال من التعليم والغذاء، مما اضطر الكثير منهم إلى ترك الدراسة والبحث عن عمل لإعالة أسرهم الأمر الذي جعلهم عرضة للجهل والإستغلال. 

 

وأكدت منظمة" اليونسيف" في تقرير لها في تموز/يوليو الماضي أن عدد الأطفال المنقطعين عن الدراسة في الوقت الراهن مليوني طفل من البنين والبنات ممن هم في سن التعليم، حيث يتسبب الفقر والنزاع وانعدام الفرص في توقفهم عن الدراسة. 

 

وحذرت "المنظمة"من أن عدد الأطفال المعرضين لخطر تعطل العملية التعليمية في اليمن قد يصل إلى 6 ملايين طفل، وأشارت إلى أن العملية التعليمية للأطفال أصبحت  أحد أكبر ضحايا استمرار النزاع المدمر في البلاد. 

 

طفولة ملغّمة 

 

يرى الناشط الصحفي"أصيل زكريا" "بأن النزاع في اليمن أثّر على جميع مناحي حياة الأطفال وألقى بظلاله القاتمة على براءتهم. فمنذ بدء الحرب، يُقتل أو يُصاب الأطفال أثناء اللعب مع أصدقائهم خارج منازلهم، أو في طريقهم من وإلى المدرسة. 

 

وقال  في حديثه "للمهرية نت" تغلغل أثر النزاع في اليمن على مدى السنوات الماضية، وتمزق خلاله النسيج الاجتماعي – الذي هو أمر أساسي لأي مجتمع، وخاصة الأطفال مما أدى إلى فقدان جيل كامل من الأطفال فرصة استغلال طاقاتهم الكامنة" 

 

وأضاف "إذا لم يتم في الوقت الراهن معالجة هذه التحديات يكون الأطفال أكثر عرضة لمخاطر عمالة الأطفال أو الالتحاق بالجماعات المسلحة". 

 

وتابع "أصبح الطفل اليمني يرتاد مراكز إعادة التأهيل البدني بدلا من المدرسة وهو بحاجة إلى خدمات الأطراف الاصطناعية نتيجة فقده بعض أطرافه أو تعرُّضه لإصابات بالغة فيها". 

 

وأردف" ليس ذلك فحسب بل أصبحت الأراضي ملوثًة بالذخائر غير المنفجرة والألغام الأرضية، وتُلحق هذه الذخائرالأضرار بالأطفال على وجه الخصوص، إذ غالبًا ما يلتقطونها ظانين أنها ألعاب". 

 

ثمن الطفولة 

 

يدفع الطفل اليمني ثمنا باهضا بفعل الحرب التي لم يسلم منها أحد وكان نصيب الأسد من نصيب الأطفال الذي حُرموا من ممارسة طفولتهم كبقية أطفال العالم في اللعب ومن حقوقهم في التعليم والغذاء. 

 

هنا يوضح أصيل أن" النزاع أسفر عن تشتت أفراد الأسرة، وأصبح بعضهم في عداد المفقودين، حيث يخوض الأطفال الذين فقدوا معيلهم تجربة مؤلمة ومريرة للغاية". 

 

وأضاف "عندئذٍ يجب عليهم إعالة أنفسهم وأسرهم،ويجد هؤلاء مشقة بالغة في المضي قُدمًا وعيش حياة طبيعية". 

 

وأضاف" يعاني الطفل اليمني يوميًا من انتهاك أبسط حقوقه الأساسية، إذ تمتد أشكال العنف التي يواجهوهها لتشمل مشاهدة أعمال عنيفة من موت ودمار، وحتى قتلهم، وإصابتهم، وتجنيدهم في جماعات مسلحة، واستغلالهم من خلال العمل، وزواج الأطفال. والأثر الذي يلحق بالحالة النفسية للأطفال من جرَّاء كل ذلك جسيم للغاية". 

 

وأشار إلى أن "غالبية الأطفال يعانون الكوابيس، واضطرابات في النوم، والشعور بالذنب، وتغيير السلوك الاجتماعي، كما تتعطل حياتهم اليومية، ويفقدون شعورهم بالاستقرار، وينتابهم خوف عارم من المستقبل". 

 

من جهته يؤكد الصحفي "حسين الفضلي"أن "الطفولة في اليمن  تعيش أسوأ مراحلها على مر التاريخ". 

 

وقال "الفضلي في تصريح " للمهرية نت" "بات الطفل اليمني الحلقة الأضعف وسط دائرة المعاناة حيث يرزح على كاهله كل أنواع المآسي التي خلفتها الأوضاع". 

 

وأضاف "أصبح أطفال اليمن اليوم ما بين التشرد والجوع ناهيك عن استقطابهم للجبهات، ولاسيما في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، فالطفل  اليوم يدفع ثمنا باهضا وهذا الثمن هو طفولته بل أصبح يدفع ثمن حياته في هذه الأوضاع". 

 

ضحايا العنف الأسري 

 

هنا يربط الصحفي والناشط الحقوقي" شوقي نعمان" بين ظاهرة العنف الأسري وإستمرار الحرب في اليمن على أنها أحد أهم المشاكل التي يعاني منها الأطفال في المجتمع اليمني، وأن نسبة العنف الأسري زادت بفعل الحرب إلى درجة مخيفة حيث تنقل وسائل الإعلام بين فينة وأخرى بعض الحوادث الحاصلة ضمن إطار العنف الأسري والبعض منها بل الكثير طي التهميش. 

 

 

وقال نعمان "للمهرية نت" "لايزال اليمني نفسه محاصر ضمن إطار العنف كنتيجة واحدة متخذا من الحرب القائمة وسيلة لتبرير تجاوزاته".

 

وأضاف  "الحقيقة أن المنظمات العاملة في مجال حقوق الطفل عجزت عن تقديم دراسات واقعية تحد من هذه الظاهرة وانتشارها". 

 

وأشار إلى أن " حالات العنف تتوزع بين عدة أشكال منها 23% الإيذاء العمدي الخفيف، 34%الإيذاء العمدي الجسيم، 17%الشروع في القتل، 11%قتل عمد، 15%قتل شبه عمد.. وعدد 200 حالة وفاة بسبب العنف الأسري لعام 2019في مختلف المناطق في اليمن". 

 

وشدد على ضرورة إيجاد حلول جذرية للحد من هذه الظاهرة وبذل كل الجهود وبشكل مكثف للحد من التعنيف الأسري.